تعهدت الحكومة المصرية أمس الأربعاء (16 سبتمبر/ أيلول 2015) بإجراء تحقيق «سريع وشامل وشفاف» في مقتل السياح المكسيكيين الذين أكدت السلطات المصرية أنهم قتلوا بـ «الخطأ» من قبل قوات الأمن. وأكد بيان مشترك صدر عقب اجتماع لوزيرة الخارجية المكسيكية كلاوديا رويس ماسيو ونظيرها المصري سامح شكري وتلاه الأخير في مؤتمر صحافي «تعهد الحكومة المصرية بإجراء تحقيق سريع وشامل وشفاف لتحديد الملابسات والمسئوليات والأسباب التي أدت إلى هذا الحادث المؤسف... وبتنفيذ ما ينتهي إليه هذا التحقيق». وأضاف البيان أن الحكومة المصرية تتعهد باتخاذ الإجراءات اللازمة المترتبة على نتائج هذا التحقيق. وسئلت رويس ماسيو، التي التقت كذلك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عما إذا كانت حصلت من نظيرها المصري على توضيح لملابسات الحادث، فاكتفت بالقول إن التحقيق جارٍ وإنها لن تخوض في تفاصيله الآن. وتابع البيان أن وزير الخارجية المصري «أعاد التأكيد على تعهد مصر بتقديم كل أشكال الدعم للجانب المكسيكي بما في ذلك توفير الرعاية الطبية القصوى والخدمات للمصابين وتسهيل العودة السريعة لجثامين الضحايا إلى مكسيكو». وبعد 4 أيام من الحادث لاتزال ملابساته وأسبابه غير معروفة بشكل واضح. وقتل ثمانية مكسيكيين وأربعة من مرافقيهم المصريين يوم الأحد كما أصيب عشرة آخرون عندما قصفت طائرات حربية أو مروحيات أربع سيارات دفع رباعي كانوا يستقلونها في الصحراء الغربية التي يرتادها هواة سياحة السفاري في واحاتها البديعة. وتقول القاهرة، التي أعطت القليل من التفسيرات، إن الجيش قصف القافلة «بالخطأ» أثناء قيامه بتتبع متشددين وتلقي بالمسئولية على منظمي الرحلة وتقول إن السياح استقلوا سيارات دفع رباعي في حين أنهم كان يفترض أن يتحركوا بحافلة وأنهم دخلوا «منطقة محظورة». غير أن العادة جرت على استخدام سيارات الدفع الرباعي في رحلات الصحراء. وكانت الوزيرة المكسيكية، التي وصلت الليلة قبل الماضية إلى القاهرة طالبت في وقت سابق بـ «تحقيق معمق، شامل وشفاف» من قبل مصر، مؤكدة أن «الرسالة التي أحملها من المكسيك هي أن بلدنا قلق للغاية من هذا الحدث غير المسبوق وننتظر تحقيقاً معمقاً، شاملاً، وشفافاً لتحديد المسئوليات وتوضيح ما حدث». على صعيد آخر، قال متحدث عسكري مصري في بيان عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مساء أمس الأول (الثلثاء) إن نتائج اليوم التاسع للعملية الشاملة «حق الشهيد» التي تستهدف البؤر الإرهابية بمدن العريش والشيخ زويد ورفح وبعض المناطق الجبلية بوسط سيناء تمثلت في «القضاء على 55 عنصراً تكفيرياً خلال مواجهات شهدت تبادلاً مكثفاً لإطلاق النيران، والقبض على عدد 35 فرداً من المشتبه بهم تم تسليمهم إلى الجهات الأمنية وإطلاق سراح 4 من المقبوض عليهم لعدم تورطهم في عمليات إرهابية». وأضاف أنه تم أيضاً «اكتشاف وتدمير مغارتين تستخدمهما العناصر الإرهابية كملجأ لها، وتدمير 41 عبوة ناسفة شديدة الانفجار، وحرق 30 عشة ووكراً وتدمير 6 عربات مجهزة بأسلحة رشاشة و5 دراجات بخارية، وضبط 3 عربات ربع نقل محملة بمؤن ومواد إدارية خاصة بالتكفيريين، واكتشاف وتدمير 5 مخازن تحتوي على مادة نترات الأمونيوم التي تدخل في صناعة العبوات الناسفة ووقود وقطع غيار للسيارات خاصة بالعناصر الإرهابية». وأوضح أنه «نتيجة لتبادل إطلاق النيران وانفجار إحدى العبوات الناسفة أثناء التعامل مع العناصر الإرهابية استشهد جنديان وأصيب 12 آخرون».
مشاركة :