مرض جلدي نادر يحوّل حياة شاب لبناني إلى جحيم

  • 9/17/2015
  • 00:00
  • 35
  • 0
  • 0
news-picture

متكئا عل كرسيه قرب منزله يقضي الشاب اللبناني حسن عز الدين معظم وقته دون عمل ولا امل في انفراجة كبيرة تنتشله من ازمته المستمرة منذ قدومه الى هذه الحياة الدنيا. مرض جلدي نادر nevro Fibromatez أعاق حسن عن عيش حياته اليومية كسائر البشر وهو مرض جلدي يؤدي إلى ظهور أورام مختلفة الأحجام على كل أنحاء الجسم من الوجه مرورا بالبطن والظهر وصولا الى اليدين والرجلين، وهو مرض غير معد وغير خطر ولكن له منظرا بشعا وغير محبب للآخرين. أوجاع حسن ليست عضوية ولكن نفسية ومادية جراء ما يلاقيه في مجتمعه ومحيطه من ازدراء وخوف من عدوى وهمية يراها في عيون الآخرين ويلاحظها في نظراتهم وتحركاتهم التي تتجنب ملامسته او حتى المرور بالقرب منه. يعتبر حسن ان سنوات عمره الاربعين مرت عليه وكأنها الدهر فما يعانيه من الناس يفوق قدرته على الاحتمال، اذ انه لا يجد معينا او معيلا له بعدما طرق ابواب المهن والمحال والمتاجر لعل وعسى يجد عملا يعتاش منه، ولكن الجميع رفض حتى مجرد استقباله خوفا من شبح العدوى الموهوم او من «تطفيش الزبائن». يتطلع حسن الى قادم الايام بخوف كبير معتبرا انه ان وجد في هذه الايام من يساعده ماديا فربما لن يجد احدا العام القادم، مناشدا في الوقت ذاته النظر الى حالته بعين الرحمة. منذ طفولته يراوده حلم العيش في منزل بعيد عن الناس او قبوله لاجئا في اي دولة عالمية تحترم حقوق الانسان بغض النظر عن شكله الخارجي، ومظهره ولا يجد فيها تجريحا او حرجا. يرى حسن ان حال النازحين الهاربين من ويلات الحروب والباحثين عن اللجوء ليست بأسوأ من حالته، فأحيانا النبذ في مجتمع يكون اقسى واشد وطأة وايلاما من الرصاص والقذائف والألم الجسدي وهو يطمح لقبوله كلاجئ انساني شرعي في أي دولة ولو تم وضعه في أطرافها النائية. لا تستدعي حالة حسن الصحية علاجا متواصلا أو مكلفا، بل تعتبر حالته مستقرة بمساعدة زميله علي السقا الذي يساعده قدر استطاعته في تأمين حاجياته الضرورية وكف الأذى الذي يتعرض له من بعض الناس، ويعتبر عز الدين مساعدة السقا له بمثابة بصيص الأمل الوحيد الذي يتكئ عليه في حياته. لم يقتصر الأمر في معاناة حسن على انسداد أبواب الرزق والعمل في وجهه ورفضه كطالب عمل بل تعدتها الى رفض استقباله حتى كزبون. وكذلك الأمر في المطاعم التي كانت تطلب منه تقدير موقفها في عدم استقباله. يختم عز الدين معاناته بحسب «الأنباء» بتأكيده انها المرة الأولى التي يظهر فيها إعلاميا ويعرض حالته عبرها فقط رغم طلب عدد من القنوات والصحف في لبنان ان يعرض حالته عبرها إلا انه كان يصر على عدم الظهور الإعلامي لكسب التعاطف والشفقة، ولكن بعدها ضاقت به الأحوال والسبل فكان قراره الظهور اليوم مناشدا القلوب الرحيمة والإنسانية في الكويت وغيرها.

مشاركة :