قال المدير العام لجهاز الاستخبارات البريطاني الداخلي (ام اي 5) اندرو باركر اليوم ان التهديدات الارهابية ضد امن المملكة المتحدة وصلت الى اعلى مستوى تعرفه البلاد منذ نحو اربعة عقود. وكشف باركر في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) عن نجاح اجهزة الامن البريطانية خلال الاشهر ال 12 الماضية في احباط ستة مخططات ارهابية حقيقية لكنه لم يشر الى اي تفصيل بشأنها. وقال "شخصيا لا اذكر خلال مدة عملي في جهاز الاستخبارات طوال 32 عاما ان احبطت الأجهزة الامنية ست مؤامرات ارهابية خلال سنة واحدة" مضيفا ان التهديدات الحالية تعتبر الاكبر على الأقل منذ احداث 11 من سبتمبر 2001. واكد باركر ان التهديدات الارهابية لا تزال ترتفع باستمرار بسبب الازمة السورية وتأثيراتها على الامن العام داخل بريطانيا محذرا من ان طبيعة التهديدات تشهد "تغييرات دراماتيكية". واوضح ان "المنظمات الارهابية تستخدم حاليا الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لبث خطاباتها ومحاولة تشجيع وإدارة العمليات الارهابية بين الناس الذين يعيشون بيننا والذين لديهم رغبة واستعداد للاستماع لتلك الخطابات". وقال ان اجهزة الامن تركز جهودها على مراقبة وتتبع "اماكن" وجود الارهابيين وكيفية تحركهم عبر شبكة الانترنت مستبعدا في الوقت ذاته ان يشكل تدفق المهاجرين واللاجئين على اوروبا وبريطانيا تهديدا كبيرا وتحديا صعبا لمصالح الامن البريطانية. وشدد باركر في هذا السياق على اهمية مشروع القانون الذي تعكف الحكومة البريطانية على اعداده لعرضه على البرلمان والمتعلق بمراقبة الاتصالات ونشاطات المشتبه فيهم عبر الانترنت. ورأى انه من الضروري ان تملك اجهزة الاستخبارات الصلاحيات الكافية للابحار في الانترنت وتعقب "الاتصالات الارهابية" مؤكدا ان "اجهزة الامن ليس لديها اي نية او مصلحة في تتبع حياة الناس العاديين وشؤونهم اليومية". واضاف انه "من المهم ان تكون لدينا القدرة على تعقب الاشخاص الذين يخططون لايذائنا" معترفا في الوقت ذاته بان السلطات الامنية لا تملك اي أنظمة تكنولوجية تسمح لها بمراقبة الشعب البريطاني كله. واعتبر باركر ان شركات الاتصالات الكبرى لديها مسؤولية مباشرة للإبلاغ عن اي رسالة او اتصال يمكن ان يشكل تهديدا لامن البلاد.