«الماين كرافت» ثورة التعليم

  • 3/31/2021
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

كان ابني «أيمن» يؤلف فريقا على أحد إصدارات «البلايستيشن» ينتدب له أسماء مفضلة يعشقها، فيضم عمر السومة لفريق ميلان الإيطالي ويقوم بتركيب شعر رود خوليت على جسد سالم الدوسري، ويعمل على تكبير جسد الشلهوب ليبدو بطول إبراهيموفيتش، وفق تصوراته وخياله الابتكاري والتركيبي وتفضيلاته الشخصية، بما يشبه الحياة الثانية التي صنعت عالما جديدا، وحينها كنت أتساءل عن إمكانية الذهاب نحو التعليم بالترفيه. اليوم أطلقت وزارة التعليم مسابقة «مدرستي تبرمج» بالتعاون مع مايكروسفت كخيار تعليمي جديد بعد أنشطة وبرامج صبت قوالبها قبل عشرات السنين، وفي ظروف مختلفة، ولم تعد قادرة على الإقناع والإشباع، ولا على الصمود، بل إنها باتت عاجزة عن تحقيق أهدافها لعبة «ماين كرافت» الخيار القادم، تحظى بشعبية كبيرة حول العالم، بما تتيحه من إنشاء عوالم افتراضية عن طريق استخدام مكعبات منقطة، تحاكي الأشياء الموجودة في العالم الحقيقي، كما تسمح بالتفاعل مع الحيوانات والمخلوقات الأخرى، وعبرها ترسم خرائط افتراضية للشوارع، والأحياء، والحدائق العامة الموجودة في محيط المستخدم، وهذا ما يسمح له بالتفاعل مع أجسام افتراضية، مثل الصيد في المجسمات المائية، أو تقطيع الأخشاب من الأشجار، أو إطعام الحيوانات. وهذا العالم الذي يتشكل من خلال البرمجيات بات يقدم نفسه خيارا تعليميا فريدا بعوالمه المدهشة، كونه سيمكن المعلم والطالب من تحويل ونقل مفردات المقررات الدراسية إلى عالم «الماين كرافت»  فنجده –مثلا-  يجري تفاعلا كيميائيا افتراضيا ويعرض نتائجه، كما سيمكن من تجسيد قصة ما، فيشاهد الجميع شخوصها يتحركون ويعيشون أحداثها وتفاصيلها ويصبغونها بلمستهم الخاصة في مشهد تتشكل معه صورة الفصل الافتراضي وتكتمل معه البيئات الدراسية الافتراضية التي تنمي قيم المواطنة الرقمية وتذكي التنافس لصناعة العقل الابتكاري والتفكير الناقد، وترسخ مختلف القيم كالتنافس ونشر قيم الصداقة والعدل والفضيلة، ما في لعبة القرية في «مدرستي تبرمج» التي تشكل خطوة رائدة نحو التعليم النوعي الذي سيخلق لنا جيلا من المبرمجين في مختلف الأعمار ويثري المحتوى الرقمي على الإنترنت بنتاج عقول الأبناء والبنات. السعودية ستنجح أن تكون أحد اللاعبين الرئيسين في سوق صناعة الألعاب الذي يحصد أرباحا هائلة -فالروبلوكس على سبيل المثال- أرباحها تتجاوز 38 مليار حيث. صناعة الترفيه اليوم ميدان تنافس شرس بين الدول، كما أنه أساس قوي في تحقيق الرؤية التي تركز على تنويع مصادر الدخل، وسيرفع من تقييم السعودية في مؤشرات التنافس، والسعودية تتصدر سوق الألعاب الإلكترونية بدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث جاءت ضمن أكبر 20 سوقا عالميا بـ4 ملايين لاعب نشط، وهذا مورد هائل ينبغي استغلاله، فيما الشباب السعودي يملك الاستعداد والقدرة على الحضور الدولي المنافس، فالشاب عبدالعزيز الشهري عام 2015 م حصد المركز الأول في لعبة الفيفا، وحقق سعد الدوسري اللقب في عام 2019م، ما يعني أننا نملك القدرة على خوض معترك التنافس والدخول إلى هذا السوق كمنافس عنيد عبر تعليم نوعي عينه تراقب سوق العمل، ويعي تماما كيف يوائم بين مخرجاته وبين متطلبات السوق.

مشاركة :