“خالد الفيصل”: مجلة “الفيصل العلمية” لزيادة الوعي المعرفي وإثراء المحتوى العربي

  • 3/30/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استهل الأمير خالد الفيصل رئيس هيئة جائزة الملك فيصل، أول عدد من مجلة “الفيصل العلمية” تصدر عن الجائزة؛ بتأكيد أن الجائزة انطلقت منذ عام 1977م “تأصيلاً للمبادئ والقيم التي عمل من أجلها المغفور له الملك فيصل، وتأسياً بإيمانه الراسخ بأهمية العلم والتعليم، وتجسيداً لآماله الكبرى لرفع شأن أمته، وحرصه، رحمه الله، على تقدم البشرية ورقيِّها، وتقديراً لجهود العاملين في حقول العلم والمعرفة، وتكريماً للعلماء الذين قدموا خدمات جليلة لخير الإنسانية، ونموها وازدهارها”. وأوضح أثناء تدشينه أمس الاثنين مجلة “الفيصل العلمية” في ثوبها الجديد بعد صدور العدد الأول منها عن جائزة الملك فيصل، أن الجائزة ارتأت إصدار مجلة الفيصل العلمية، يقيناً بأهمية المعلومات والمعارف، والاكتشافات المتصلة بحقلي الطب والعلوم، اللذين خُصصت لهما جائزتان، منوهاً بأن المجلة ستعنى “بنشر المعلومات المفيدة، والمستجدات الحديثة، وتقديم المعارف العلمية والطبية، عبر أساليب عربية سليمة، يستوعبها جميع قراء العربية، لزيادة وعيهم المعرفي، وإثراء المحتوى العربي في الفضاء الإلكتروني بمعلومات علمية قيمة”. من جهته، أشار الدكتور عبدالعزيز السبيل، الأمين العام لجائزة الملك فيصل، المشرف العام على المجلة في تقديمه للعدد (62) إلى أن “مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أصدر المجلة، بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، عام 2003م. ومضيفاً أنه على مدار عقدين من الزمن، أدت المجلة دوراً مهماً في تقديم المعلومة العلمية بلغة مفهومة للجميع، عبر تتبع نتاج المراكز العلمية، وإثراء المحتوى العلمي العربي، والإسهام في الارتقاء بالوعي العلمي؛ لا لمجتمعنا العربي فحسب، وإنما للمجتمعات والأفراد الناطقين بالعربية”. وأكد الدكتور السبيل أن “هذا العدد يمثل انطلاقة جديدة للمجلة”؛ آملاً أن تحقق قاعدة قرائية أوسع في المجالات العلمية التي تتسع موضوعاتها، وتتعدد اكتشافاتها يوماً بعد يوم. من جانبه، أشار رئيس التحرير الدكتور عبد الله الحاج بأن المجلة ستتاح لجميع القراء عبر موقع الجائزة الإلكتروني الذي سيكون حافلاً بالمزيد من الأخبار العلمية والطبية. واشتمل عدد “الفيصل العلمية” الجديد على عدد كبير من الموضوعات والتقارير العلمية، وجاء ملف العدد عن جائحة كورونا، وتضمن أطروحات علمية حول جوانبها المختلفة، واتخذ الملف عنوان: “كورونا.. العالم على كف فيروس”. وتحت عنوان “اللقاحات.. أجيال تتمايز”، تساءلت حنان القرني: “ما القوة التي تمتلكها اللقاحات، ومكنتها من القضاء على بعض الأمراض، وبفضلها صارت سبباً لتخفيض تكاليف العلاج، وجعلتها أفضل الأسلحة الطبيّة الممكنة لتحسين الصحة العامة؟”، ثم تناولت أهم أجيال تلك اللقاحات. في حين ركز حمدان العجمي، سكرتير التحرير، على قصص حرب العلماء على الأوبئة، وأبرز من خاضوها منهم، بينما قدمت إقبال محمد قصة العالم وأوغور شاهين طبيب المناعة في جامعة ماينز بألمانيا وزوجته عالمة المناعة أوزليم توريشي مع الرنا المرسال (الحمض النووي الريبوزي( حتى نجاحهما في إنتاج لقاح كورونا عبر شركة فايزر-بايونتك. وأوضح الدكتور محمد غزال أن لقاح سـبوتنيك الروسي هو “أول لقاح مسـجل في العالم قائم على أسـاس الفيروسـات الغدية للإنسان، المدروسـة بشـكل جيد”، مشيراً بأنه مصنف حالياً ضمـن قائمـة منظمة الصحـة العالمية لأفضل عشرة لقاحات، وتساءل عن أسباب التشكيك في هذا اللقاح، مقدماً إجابات من منطلق تحليله لردود الأفعال. وقدم “هيثم السيد” تحليلاً للقاح الصيني، وما أحاط بإنتاجه من ظروف، وموقف الدولة الصينية واستعدادها لتقديم العون للدول التي تحتاج إلى اللقاح، مع إشارة إلى التعاون السعودي الصيني في هذا المجال. فيما حلل الدكتور محمد أيسر شيخ مخانق، أسباب رفض اللقاح، مصنّفاً الرافضين إلى فئات، مشيراً إلى أنهم أقليّة، ومنوهاً بأهمية الإعلام التقليدي والجديد في مواجهة التضليل الإعلامي الذي يسبب الرفض. وتناول الدكتور خالد قطب المسؤولية الأخلاقية وتمثلها في مواجهة الجائحة، مؤكداً أن “الفكـرة المحركة للمسـؤولية الأخلاقية، هـي أن الناس جميعاً متسـاوون بغض النظر عن السـن ولون البشـرة والعرق والنوع والنفوذ والسـلطة”. وترجمت ديمة أبوظهر مقالة عن مجلة Skeptical Inquirer للدكتور جوزيف يوسنسكي بعنوان “التفكير الواعي في نظريات المؤامرة ّ في أوقات الشدة”، استعرض فيها بعض الممارسات التي تعبر عن تصديق كثيرين ما أحاط بلقاحات كورونا من شائعات، حتى اعتقد بعضهم أنه “عند أخذ اللقاح سيتم زرع رقاقة في أجسامنا تمكّن الحكومة من مراقبتنا”. كما ألقت الدكتورة فاطمة الهملان الضوء على ” الإجراءات غير المسبوقة للملكة العربية السعودية التي مثلت نموذجاً يحتذى في منع انتشار العدوى وخفض العبء الاقتصادي والصحي”، مع جولة في مركز تلقي اللقاحات بمركز الرياض الدولي للمعارض، مع رصد أرقام وإحصاءات تؤكد سبق المملكة في التعامل مع الجائحة في مراحلها المختلفة. وربط الدكتور حمود الموسى بين لقاح الأنفلونزا ولقاح كورونا، وانتهى إلى أن “تطعيـم الأنفلونـزا لا يتعـارض مع لقاح كورونـا؛ بـل قـد يكون مكملاً لـه للحماية من الأمراض التنفسية خلال الموسم”. وألقى ختام ملف العدد الضوء على اهتمام الصحافة العربية في بداياتها بالقضايا العلمية، ومن بينها الأوبئة، إذ رصد د.دحام العاني مقالة نشرتها مجلة “المقتطف المصرية” منذ قرن بعنوان “التطعيم أو التلقيح في الطب”. وتنوعت الموضوعات التي جاءت خارج الملف، فتناول الدكتور زكي مصطفى “أهم الأحداث الفلكية بين عامي الوباء واللقاح”، بينما رصدت نهاد أبوالعرف أهم الإنجازات الطبية خلال عام مضى، واستشرف طارق راشد المستقبل، راصداً أهم الاكتشافات المتوقعة خلال هذا العام. وترجم الدكتور محمد أحمد طجو مقالاً بعنوان “دور الخلايا النجمية في سلوكياتنا”، بينما استعرض الدكتور أحمد فؤاد باشا دور العلماء المسلمين في تناول القضايا البيئية والأوبئة، مركزاً في كتاب “مادة البقاء”، مشيراً إلى أن “علماء الحضارة الإسلامية تناولوا مشكلات التلوث البيئي في أجزاء أو فصول من مؤلفاتهم، ولكن هناك ّ من رأى ضرورة معالجة الموضوع في كتاب مستقل، ليؤكد ّ أهميته في حياة الناس على مر العصور. فقد صنّف محمد بن أحمد التميمي المقدسي في القرن الرابع الهجري كتاباً كاملاً عن التلوث البيئي، وأسبابه وآثاره وطرائق مكافحته، والوقاية منه”. وألقى نواف أبوعباة الضوء على العالمين الأمريكيين البروفيسور جون لويس جيرن وروبرت هاري بيرسل وما قدماه من جهد علمي كبير في علاج فيروس الكبد الوبائي، واختراع لقاح لعلاجه، وقد استحقا عليه جائزة الملك فيصل، ثم جوائز علمية أخرى. وجاء في ختام العدد تعريف مبسط لأمير الأطباء ابن سينا، مع رسم تخيلي له. وإسهاماً في نشر الوعي بأهمية أخذ لقاح فيروس كورونا، نشرت المجلة على غلافها الإعلان التحفيزي لوزارة الصحة “خذ خطوة.. خذ اللقاح”.

مشاركة :