أحمد محمد (القاهرة) أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة، فرفع رأسه مبتسماً، فقال: «إنه أنزلت علي آنفا سورة، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ»، ثم قال: هل تدرون ما الكوثر؟، قالوا الله ورسوله أعلم، قال هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة، عليه خير كثير، ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج العبد منهم فأقول: يا رب، إنه من أمتي، فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك». قال ابن كثير، ورد في صفة الحوض يوم القيامة أنه يشخب فيه ميزابان من السماء عن نهر الكوثر، وأن عليه آنية عدد نجوم السماء، والكوثر نهر في الجنة، وقوله «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ» أي كما أعطيناك الخير الكثير في الدنيا والآخرة، ومن ذلك النهر فأخلص لربك صلاتك المكتوبة والنافلة ونحرك، فاعبده وحده لا شريك له، وانحر على اسمه وحده لا شريك له، يعني بذلك نحر البُدن ونحوها. ذبح المناسك واستقبل بنحرك القبلة، وأن المراد بالنحر ذبح المناسك، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العيد ثم ينحر نسكه ويقول: «من صلى صلاتنا، ونسك نسكنا، فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فلا نسك له، فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله، إني نسكت شاتي قبل الصلاة، وعرفت أن اليوم يوم يشتهى فيه اللحم، قال: «شاتك شاة لحم»، قال فإن عندي عناقا هي أحب إلي من شاتين، أفتجزئ عني؟ قال: «تجزئك ولا تجزئ أحداً بعدك». وقال الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير، ويتعين أن في تفريع الأمر بالنحر مع الأمر بالصلاة على أن أعطاه الكوثر، خصوصية تناسب الغرض الذي نزلت السورة له، وهذا يرجع إلى ما رواه الطبري عن سعيد بن جبير، أن قوله فصل لربك وانحر أمر بأن يصلي وينحر هديه وينصرف من الحديبية، وإن كانت السورة مدنية وكان نزولها قبل فرض الحج كان النحر مرادا به الضحايا يوم عيد النحر. وقوع الأمر ... المزيد
مشاركة :