العيد في بادية تبوك.. "الهجيني" بعد نحر الأضاحي

  • 8/15/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يحرص أهالي منطقة تبوك عموماً، وأهالي البادية خصوصاً، على إحياء مظاهر عيد الأضحى المبارك بطريقتهم الخاصة والتي تنم عن الأصالة والمعاصرة بقلوبٌ يملؤها الفرح لإستقبال العيد الأكبر. ويأخذ شكل العيد في بادية تبوك طابعاً رصيناً وهادئاً، مبعثه الهدوء والاستقرار الذي أعتادوه من خلال إيقاع حياتهم المنبسطة في الصحراء، إذ يبدأ الهجانة صباح العيد بعد أداء الصلاة بمعايدة سكان البادية على شكل جماعات وهم يرددون ألوان "الهجيني" من خلال المعايدة، ويستقبلهم الأهالي حينها بكل حفاوة وتكريم مرحبين بهم أجمل ترحيب، ليتجه بعد ذلك الجميع إلى منازلهم لنحر الذبائح، إذ يحرص كل منهم على ذبح أضحيته بنفسه تمشياً مع السنة النبوية. وعقب الانتهاء من سنة الذبح وتجهيز الأضاحي يتناولون طعام الإفطار، ثم يخرجون لزيارة الأهل والأقارب، وتبادل التهاني وهدايا العيد فيما بينهم في عادة اجتماعية توارثها الأبناء عن الأجداد وحملت تفاصيلها الأجيال المتعاقبة. وعن تفاصيل الإحتفاء بعيد الأضحى المبارك بين الأهالي، قال عبدالله العطوي أحد المتخصصين في الموروث الشعبي في منطقة تبوك: "إن تقايلد العيد لديهم لا تبتعد كثيراً عن المتعارف عليه في سائر مناطق المملكة، إلا أنها تتميز بخصوصية تنفرد بها، فهناك فرق "الهجانة" الذين ينطلقون مرددين لحن "الهجيني" بعبارات تعبر عن فرحتهم بقدوم العيد والتي تستمر كل مساء طيلة أيام العيد". وأشار إلى حرصهم على اكتمال زينة الركايب والتي عادة ما تتوشح فيها الإبل في مثل هذه المناسبات السعيدة، مبيناً أن سكان البادية يجتمعون في ثالث أيام العيد لإقامة حفلة خاصة يتم فيه إلقاء القصائد وإحياء الموروث الشعبي وخلافه، كما يتم تكريم المميزين من أبناء البادية والاحتفاء بهم، وأيضا تقام سباقات الهجن وركوب الخيل، وينظم شباب البادية مسابقات بينهم على الإبل للتعبير عن فرحتهم بالعيد، ويستمر الأحتفال حتى ساعات الفجر الأولى. واعتبر العطوي أن أجواء العيد في البادية لا تضاهيها مناسبة أخرى، لما تحمل من مشاعر الحب والمودة بين الأهالي، وتزيد من أواصل الألفة والمحبة بينهم.

مشاركة :