ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الشركة المشغلة لسفينة الشحن البنمية "إيفر جيفن" قد تواجه معارك قضائية طاحنة تستمر لسنوات، بعدما تسبب جنوحها في سد مجرى قناة السويس وتعطيل الملاحة الدولية، حيث يظل السؤال الأبرز حاليا "من يتحمل تكاليف توقف القناة وإنقاذ السفينة؟ ".وقالت الصحيفة في تقريرها، إن جنوح السفينة الضخمة في قناة السويس لمدة أسبوع تسبب في خسائر تقدر بنحو 7 مليارات جنيه استرليني يوميا في التجارة العالمية، فيما قدرت خسائر القناة بـ10.9 مليون جنيه استرليني يوميا، مشيرة إلى نجاح هيئة القناة في تعويم السفينة بوقت قياسي.وبحسب التقرير، قد تدخل شركة "إيفر جرين" المشغلة للسفينة، ومقرها تايوان، إضافة إلى شركة برنارد شولت شيب مانجمنت "بي.إس.إم" التي تتولي الإدارة الفنية للسفينة في معارك قانونية مطولة تستمر لسنوات.ويلقي مسؤولو الشركة المشغلة للسفينة البنمية "إيفر جيفن" اللوم في حادث قناة السويس على الرياح القوية، بينما يجري المحققون حاليا أعمالهم على ظهر السفينة لمعرفة ما إذا كان هناك خطأ فني أو بشري أدى إلى جنوح السفينة التي يزيد طولها على 400 متر.وكانت شركة "شوي كيسن كايشا" اليابانية المالكة للسفينة المذكورة، اعتذرت عن الأزمة الهائلة التي تسببت فيها بقناة السويس وتعطيل مجرى الملاحة البحرية الدولية.ونقلت الصحيفة عن سال ميركوجليانو، وهو ملاح أمريكي سابق ومؤرخ بحري، قوله إنه حال وجود خطأ ميكانيكي أو بشري، ستقع المسؤولية على عاتق شركة التشغيل التايوانية "إيفر جرين"، موضحا أن السفينة تتحمل المسؤولية بالكامل عن أي ضرر في قناة السويس، ما لم يتمكن مشغلو السفينة من إثبات جنوحها عن طريق الصدفة.وأشار خبراء إلى احتمالية دخول الشركة المشغلة والمالكة للسفينة في معارك قانونية مع الشركة البريطانية التي تؤمن السفينة، لدفع عشرات مليارات الدولارات من التعويضات، وهو أمر قد يستمر لسنوات.فيما استبعد آخرون أن يواجه قبطان السفينة تهما جنائية، لكنهم رجحوا أن يواجه تهما بالإهمال وعقوبات في هذا الشأن، إذا كشف التحقيق مسؤوليته عن جنوح السفينة والتسبب في أزمة انسداد مجرى قناة السويس.وبدأ خبراء الملاحة تحقيقا لمعرفة ظروف وأسباب جنوح سفينة الشحن العملاقة "إيفر جيفن" في قناة السويس، وستشارك هيئة قناة السويس والشركة اليابانية المالكة للسفينة في التحقيقات.وجنحت السفينة البنمية الضخمة في قناة السويس، الأسبوع الماضي، ما أدى لتوقف الملاحة في مجرى القناة لنحو 6 أيام، قبل أن تنجح جهود الهيئة في إعادة تعويم "إيفر جيفن" لتعود حركة الملاحة في القناة إلى طبيعتها.