توثيق تضحيات شهداء الإمارات فنياً .. واجب وطني

  • 9/18/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدراما الإماراتية تقدم قصصاً وحكايات مستهلكة كل عام، وكثيراً ما نجد في الموسم الواحد أعمالاً تتحدث عن التراث، أو قصصاً اجتماعية.. ولكن مع تطور الأحداث في المنطقة وسقوط الشهداء من أبناء الإمارات، من المفترض أن تتجه أنظار الكتّاب والمنتجين إلى أعمال درامية، سينمائية، مسرحية، أو حتى كارتونية، تحاكي الواقع. فهل هناك مبادرات فنية لتوثيق البطولات والتضحيات التي قدمها رجال القوات المسلحة الإماراتية ضمن قوات التحالف العربي في اليمن؟ هل سيلتفت صناع الدراما والسينما لمثل هذه الأعمال التي انتبه إليها الشعراء وكتّاب الأغنية والملحنون والمطربون بسرعة؟ من خلال هذا التحقيق نرصد آراء صناع الدراما الإماراتية في إمكانية توثيق البطولات وتضحيات أبناء الوطن، وهل ستكون الدراما مواكبة للحدث خصوصاً أنها تظل في ذاكرة الجماهير، وهل ستكون فرصة للخروج من النمطية في تقديم أعمال مستهلكة اعتاد عليها الجمهور؟ البداية مع الشاعر والأديب محمد سعيد الضنحاني الذي يقول: نحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بتقديم دراما واقعية ومستقبلية لجيشنا وجنودنا البواسل الذين قدموا وما زالوا يقدمون أروع الأمثلة في الدفاع عن أشقائهم في اليمن لاستعادة الشرعية بل وحماية المنطقة بالكامل. ويضيف: إن جنودنا البواسل يحققون اليوم نصراً عربياً يتطلب منا أن نكون أيضاً يداً واحدة، ونؤرخ هذا الحدث والحضور العربي الاستثنائي، والذي يترتب عليه أن يلعب كل منا دوره، كاتب يكتب رواية، شاعر يصوغ قصيدة، فنان يرسم لوحة، وآخر يقدم عملاً تمثيلياً (درامياً، سينمائياً) يرتقي إلى مستوى الحدث التاريخي الذي مرت به البلاد. ويكمل الضنحاني: علينا الآن أن ننتهز الفرصة الذهبية كي نوثق لتلك المرحلة البالغة الأهمية بالفن والآداب المختلفة، وأنا متأكد بأن قيادتنا الرشيدة وحكومتنا ستكون سباقة في دعم المنتج المحلي الوطني وتقديم أعمال تليق بشهدائنا وتكون ذكرى خالدة للأجيال المتعاقبة. كما أعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد ولادة الكثير من الأعمال الأدبية والفنية (الدرامية، السينمائية، والمسرحية) المميزة والتي ستحمل جميعها توقيع أبناء الوطن لأبناء الوطن وذوي أسر الشهداء. أما المنتج والممثل سلطان النيادي فيقول: من المفترض أن يكون للدراما دور كبير في هذه المرحلة، بل ويجب أن تكون مدروسة بشكل كبير حتى نقدم عملاً على مستوى يتناسب ومكانة الدولة سواء في النهضة الفكرية، أو التلاحم الموجود بين القادة والمواطنين والمقيمين. يضيف النيادي: يجب أن يوضح هذا العمل كم الحب والسلام الذي يعيش فيه المجتمع الإماراتي، وأن الاتحاد ليس مجرد كلمة، فالأخوّة ظهرت بشكل كبير جداً من خلال الأحداث الأخيرة واتضح للعالم كيف يعيش المجتمع الإماراتي في حالة من الوحدة حتى مع إخواننا العرب المقيمين بيننا. وعن فكرة تقديم عمل درامي بهذا الخصوص يوضح النيادي: أن نقدم مسلسلاً أو فيلماً أو مسرحية في هذا التوقيت وقبل أن نعرف نهاية القصة، بكل تأكيد سنفتح المجال للانتقادات لما نفعله بل ومن الممكن أن يقول بعض منا إننا قدمنا عملاً سطحياً لمجرد مواكبة الأحداث، وبالتالي يجب التأني حتى نقدم شيئاً يليق بشهدائنا رحمهم الله، والتضحيات الذي قدموها فداءً للوطن، ونكتفي فقط هذه الفترة بإبراز ولو جزءاً بسيطاً يوضح تلك البطولات التي قدمها أبناؤنا فداءً لوطننا والمنطقة. وعن فكرة أن العمل الدرامي سيكون موثقاً للمرحلة بشكل كبير ليس كالأغنية أو القصيدة يقول النيادي: الأغنية والقصيدة ضرورية ولها أهدافها لكنها سهلة الإنجاز وبسيطة بل وتذوب سريعاً، حتى إن تكاليفها بسيطة، وبرغم أن مثل هذه الأعمال لا يفترض النظر لتكاليفها حيث إنها واجب علينا إلا أننا نحتاج الى دعم من إدارات القنوات المحلية أيضاً حتى نقدم عملاً كاملاً متكاملاً يوثق المرحلة. من جانبه يقول الفنان د. حبيب غلوم: منذ اللحظة الأولى ونحن نتحدث إلى بعضنا بعضا كفنانين مسرحيين، دراميين، وسينمائيين عن توثيق تلك المرحلة، حتى تكون في ذاكرة الوطن وتتذكرها الأجيال، سواء من عمل أوبريتات وطنية أو مسلسلات درامية، وأعمال سينمائية ومسرحية. اتفقنا أيضاً أن يكون اليوم الوطني المقبل احتفالاً بيوم الاتحاد إلى جانب الاحتفاء بشهداء الواجب الذين استشهدوا في الأحداث الأخيرة، أما بالنسبة للأعمال التمثيلية بمختلف أشكالها، فلا يخفى على أحد داخل الدولة وله اهتمامات بهذا المجال، أن الموضوع يتعلق بشكل كبير بإدارات الإنتاج الخاصة بمختلف القنوات التلفزيونية، حيث تقوم بتوجيه شركات الإنتاج والعاملين في المجال خصوصاً وأنها تملك الدعم المادي بجزء كبير. ويضيف غلوم: إلى جانب إدارات الإنتاج بالقنوات، والمنتجين أنفسهم، على الفنان والكاتب والمخرج أن يتفرغوا تماماً لمثل هذا العمل وأن يتم إنجازه بشكل خاص جداً لأنه سيكون توثيقاً لمرحلة مهمة في تاريخ الدولة. وبالفعل أجرينا اتصالات مكثفة بإحدى المحطات المحلية وطرحنا عليهم فكرتنا بتوثيق تلك المرحلة من خلال عمل درامي، وتلقينا موافقة شبه مبدئية لكننا لم نحصل على موافقة كتابية نهائية، لكن لو حدث ذلك فعلى الفور سنتحد جميعاً لتكثيف جهودنا للتحدث عن المرحلة بشكل منهجي كي تصل الفكرة كاملة إلى المشاهد، ونجيب عن سؤال يشغل بال البعض وهو لماذا نحن في اليمن؟، إلى جانب أننا سنقوم بترجمة الواقع بشكل متوازن ومقبول لدى الجميع حتى نخرج بعمل يليق بوطننا الغالي وشهدائنا الأبرار. الموضوع أكبر بكثير من مجرد ذكره في أعمال درامية ومسرحية أو سينمائية، فما هو الشيء الذي يمكن تقديمه أكثر من دماء أبنائنا في معركة راح ضحيتها بيوم وليلة عدد من الشهداء وما زالت المعركة مستمرة؟ هكذا يبدأ المنتج والممثل أحمد الجسمي حديثه بنبرة حزن وأسى ويكمل: الوضع الحالي هو حالة جديدة يعيشها المجتمع الإماراتي بمختلف أشكاله. من الممكن أن يقدم الشاعر كلمات في قصيدة يعبر في أبياتها عن حزنه ويشرح جزءاً من الوضع، وأيضاً الأغنية الملحمية من السهل عملها وتوصيل رسالة، وعلى نفس الوتيرة الرسم، إنما الدراما والتمثيل بشكل عام موضوع خطر وأصعب بكثير من كل ما ذكرته، ومن الواجب إدخال هذا الحدث على أعمالنا الدرامية المقبلة والتطرق إليه بشكل أو بآخر، ولكن يجب أن ننتبه ألا يكون شيئاً سطحياً بسيطاً يمر مرور الكرام أو كلمة في مشهد أو ما شابه ذلك. ويوضح الجسمي: يجب أن نتعامل مع الموضوع بحرفية شديدة وأهمية كبرى، ونعرف جيداً حجم الحدث وتضحية أبنائنا الشهداء، وهذا سيحتاج إلى البحث في الحقائق والتفاصيل والآثار المحيطة بالعملية حتى يبقى العمل في ذاكرة المشاهد الإماراتي والعربي، أيضاً كاتب القصيدة أو الأغنية ليس ككاتب الدراما الذي لا بد وأن يقوم بعمل حبكة درامية تصل ببلاغة لحالة التلاحم التي عاشتها الإمارات قيادة وشعباً، وأن يكون قادراً على توصيل المشاعر الحقيقية لحظة وقوع الخبر كالصاعقة على رؤوس كل من هو مقيم على أرض الإمارات إلى المشاهد. وهذا لا يستطيع تحقيقه إلا كاتب متمكن وقادر على صياغة الوضع لأنه يتحدث عن شهيد وبطل بكل معنى الكلمة، وكنا بعد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والقائد المصري الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نبحث عن بطل والحمد لله تحقق الآن في قيادتنا الرشيدة في الإمارات، وتضحيات شهدائنا رحمهم الله. وينهي الجسمي حديثه قائلاً: بكل صدق قضيتي الأولى في الفترة المقبلة ستكون التركيز على هذا الموضوع وعمل شيء ولو بسيط يليق بشهدائنا الأبرار، ورغم أنني ما زلت أعيش الوضع ولا نعلم كافة التفاصيل، سأحاول جاهداً ذكر ولو جزء من هذه البطولات في أعمالي ومشاريعي الدرامية. من جانبه يقول الممثل بلال عبد الله الذي بدا عليه التأثر بشكل كبير خصوصاً وأن أخاه من أوائل شهداء الدولة: أنا وأصدقائي سواء من مخرجين، أو كتاب، وممثلين بمسرح دبي الأهلي، نحضر الآن لعمل سينمائي قصير يوثق هذه المرحلة المهمة في حياتنا كإماراتيين ونقدمه لشهدائنا، شهداء الواجب كرمز بسيط جداً على أنهم في قلوبنا ولن ننساهم وسيكونون مثلاً للتضحية في سبيل الوطن، وبالفعل انتهينا من جزء كبير من الكتابة وسنبدأ التصوير في القريب العاجل. ويكمل عبد الله: هذا العمل سيكون تطوعياً من الدرجة الأولى وجميع المشاركين فيه لم ينظروا لتكلفته أو أي أجور بل والجميع يتمنى العمل فيه لتقديم ولو شيئاً رمزياً لهؤلاء الأبطال الذين رفعوا رؤوسنا وأثبتوا للعالم أجمع أن أولاد زايد أبطال. وعن فكرة العمل الدرامي أو السينمائي الطويل وما يعيقه يقول: من يريد فعل شيء للوطن والشهداء والأبطال فلن يعيقه شيء، فهؤلاء إخواننا وأقل ما يمكن تقديمه لهم ليس أغلى من دمائهم، عمل يوثق بطولاتهم وأمجادهم في اليمن للدفاع عن المنطقة بالكامل، ولا أعتقد أيضاً أن الأغاني والأشعار تمر مرور الكرام فهي نابعة من القلب. المنتج علي الياسي قرر مؤخراً أن يقدم عملاً مسرحياً يتحدث فيه عن شهداء الواجب بعيداً عن الأعمال الغنائية والقصائد ليوثق به اللحظات التاريخية التي تمر بها دولة الإمارات، وعن هذا العمل يقول الياسي: لابد وأن نقدم شيئاً ولو بسيطاً خلال الفترة المقبلة وتحديداً في يوم الشهيد، فهذا أفضل موعد لتقديم العمل المسرحي وسيكون مواكباً للحدث. يضيف: أنصح زملائي من منتجي الدراما والسينما التكاتف لتكثيف كل جهودهم وتوثيق الحدث من خلال مختلف وسائل الإعلام وغيرها، والبحث عن كافة التفاصيل وليبدأ التحضير من الآن لعمل فيلم ضخم يتحدث عن بطولات أبنائنا وشهدائنا الإماراتيين، وكم التلاحم الذي ظهر بين القيادة والشعب. ويكمل الياسي: سيكون هذا العمل تخليداً لذكرى أخواننا وأبنائنا من الشهداء والأبطال الذين رفعوا رؤوسنا، وسيكون أيضاً عملاً توضيحياً للأجيال المتعاقبة عن جنود قواتنا المسلحة البواسل، الذين استطاعوا إبعاد الحروب والدمار عنا وعن وطننا. وينهي الياسي حديثه: تلك الأعمال ستكون بصمة ولا أريد أن يتحدث المنتجون والفنانون الآن فيجب أن نتكاتف جميعاً لإخراج عمل مميز لأن حب الوطن ليس بالكلام ولكن بالأفعال، مثلما تعلمنا من والدنا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن كل قادتنا. بدوره يقول الفنان والإعلامي سعود الكعبي: بداية رحمة الله على شهداء الوطن، فهم فخرنا وعزنا وسبب من أسباب الأمن والأمان الذي نعيشه في بلادنا، وإنما هذه الأحداث زادتنا قوة وعزيمة وتلاحم بدا واضحاً من خلال الصور والفيديوهات المنشورة في كل مكان. وواجب علينا بعد كل هذا أن نوثق هذه الأحداث حالنا حال السينما العالمية، وأتمنى تقديم فيلم يوثق تلك البطولات والتضحيات، خصوصاً وأن هذا الحدث ليس الأول من نوعه فلدولة الإمارات أدوار بطولية كثيرة. ويكمل الكعبي: هناك بعض الصعوبات التي من الممكن أن تواجهنا في التحضير لهذا العمل وهي التطرق لأشياء حساسة أو سياسية يجب ألا تذكر، وأيضاً بعض التفاصيل الدقيقة التي لا يعرفها أي شخص سوى الجهات الإعلامية التابعة للقوات المسلحة والتي ستكون الجهة المساعدة لنا. إنما يجب أن نقدم فيلماً كاملاً نظهر فيه قوة الإمارات وجنود قواتها المسلحة الباسلة الذين دائماً ما يفدون وطنهم بأرواحهم، وأن يكون هذا العمل الملحمي توثيقاً للأجيال القادمة يوضح أهمية الولاء لبلادنا والوطن بشكل عام، وأيضاً يكون مواجهاً للمغالطات التي تنشر وتبث يومياً عبر القنوات الإعلامية المزيفة التي تشوه الأحداث بشكل مستفز. الفنانة عائشة عبد الرحمن تقول: نتمنى أن نوثق ذكرى شهدائنا الأبرار الذين راحوا ضحية الغدر مدافعين عن الدين والوطن، من خلال أعمالنا السينمائية والدرامية وكل ما هو متعلق بالفنون والثقافة، فهذا واجب وطني على كل فنان ومثقف، وبمجرد الإعلان عن تقديم عمل يؤرخ بطولات أبنائنا وإخواننا سأكوّن أول المشاركات فيه وتطوعياً لأنه واجب وطني لنعرف الأجيال القادمة وأبناء أبنائنا بما فعلوه هؤلاء الأبطال كي نعيش في أمن وآمان مثلما تعودنا في دار زايد. وتكمل عبد الرحمن: لابد من أن يتم العمل بحرفية عالية وتفرغ كامل من قبل كل الفريق كاتب، مخرج، ممثلين، فنيين، وكل من سيشارك فيه نتيجة للزخم الكبير الذي سيكون في طياته، وأيضاً لكبر حجمه ولأنه من النوعية الجديدة علينا. ولكن في الوقت نفسه لابد وأن ننتظر بعض الوقت ولا نجازف لمجرد تقديم عمل والسلام، لا يرتقي للمرحلة والحدث، وبالتالي علينا أن ننتظر نهاية الأحداث على سلام ومن ثم نقوم بتقديم ما يناسب. فأغلب البيوت الإماراتية لديها شهيد راح في حرب اليمن، وأنا واحدة منهم حيث استشهد أحد أقاربي مؤخراً، وجميعنا يعيش نفس حالة الحزن ولمسنا بأنفسنا أن تلك الحالة أيضاً يعيشها إخواننا العرب الموجودون على أرض الإمارات. الفنان والإعلامي أحمد عبد الله يوضح أن له الشرف بالمشاركة في أي عمل فني تطوعي قائلاً: لابد أن نوثق أعمال أبطالنا في كل شيء ليس فنياً فقط وإنما في كل مكان، ونوضح للعالم أننا لم نحزن عليهم لأنهم شهداء وأي شخص في الكون كان يتمنى أن يكون مكانهم فهم الآن عند ربهم في أعلى المراتب. ويكمل أحمد: أتمنى أن يتكاتف المنتجون وصناع السينما والدراما لتقديم عمل قوي يليق بمكانة الشهداء وتضحياتهم تجاه الوطن، ومن جانبنا نحاول طرح هذا الموضوع هذه الفترة فيما بيننا نحن العاملين بشبكة قنوات دبي، خصوصاً مع الداعم الأكبر لنا فنياً وإعلامياً مدير قناة سما دبي حمد خليفة بو شهاب والذي دائماً ما يدعم مذيعي الشبكة. ويجب على منتجينا الشرفاء العمل من الآن على تقديم ملحمة سينمائية توثق لهؤلاء الأبطال ولي الشرف أن أشارك فيها متطوعاً بل سأكون أول المتطوعين فيها. المخرجة نجوم الغانم تقول: من الضروري توثيق هذه المرحلة المهمة في تاريخ الإماراتيين والوطن العربي بالكامل، وأن يكون هذا التوثيق سينمائياً من الدرجة الأولى بتقديم عمل سينمائي ضخم يوضح تضحيات أبناء الوطن للحفاظ على أمن الإمارات والخليج بشكل عام، إلى جانب أن السينما تعيش وتظل في الذاكرة أكثر من الأعمال الدرامية. وتضيف الغانم: يجب أن يكون كاتب العمل ملماً بكل جوانب هذه المرحلة والتلاحم، التكاتف والمحبة الغامرة التي ظهرت بين القادة وأبناء الوطن وحتى المقيمين في الدولة، حتى نظهر لأجيالنا المقبلة ما قدمه أبنا الوطن للحفاظ على أمنهم وسلامتهم مثلما نعيش نحن الآن. وتنهي الغانم حديثها: من الضروري أن نتمهل في تقديم عمل سينمائي يتحدث عن المرحلة حيث نحتاج لدراسات وتفاصيل أكثر كي تصل الرسالة بالطريقة الصحيحة المراد توصيلها، وأنا شخصياً سأفكر من هذه اللحظة في كيفية إخراج فيلم قوي يظهر أبطالنا وأبناء وطننا وننتظر المنتجين وكل صناع الدراما والسينما للتكاتف. رسالتنا ليست الآن يقول مخرج الرسوم المتحركة محمد سعيد حارب: منذ اليوم الأول لتقديمي الأعمال الكرتونية وأنا أهتم بالجانب الإنساني لنلمس الشارع الإماراتي والخليجي، وبالتالي تكون ذكرى لا ينساها المشاهد وتعرض على مر الأزمنة، وأعتقد أن عملاً يتحدث عن بطولات أبناء الإمارات واستشهاد العشرات هو إنساني وواجب علينا أن نقدمه بشكل لائق. ويكمل حارب: نعيش مرحلة جديدة وحساسة ولا يمكن أن يتحدث عنها أحد لمجرد المشاعر أو شو إعلامي، وأنا لا أقلل من شأن من قدموا أغاني وطنية للشهيد، لكن هناك منهم من قدمها لمجرد أن يقول أنا هنا، أنظروا إلي وهذا غير مقبول، مثلهم مثل من يذهب لعزاء أسر الشهداء ويصر أن يصوّر نفسه على صفحات التواصل المختلفة. وعن تقديم عمل كارتوني يوثق المرحلة يقول: هو واجب علينا من مثقفين، وفنانين.. لكنني أرى أن فكرة التوثيق سينمائياً وتلفزيونياً لها أوان لم يأت بعد فالمعركة ما زالت مستمرة والجرحى والشهداء يسقطون، ولا يمكن تقديم عمل لمجرد مواكبة الحدث، مثلاً الأعمال التي تم تقديمها أيام غزو الكويت ماتت، بعكس الأعمال التي قدمت بعد عشر سنوات ولاقت نجاحاً لأن كل الأمور أصبحت واضحة. مساندتنا مطلوبة ومهمة وإذا جمعونا لعمل شيء سنقوم على الفور بعمله وتوثيق المرحلة كما يجب، لكن رسالتنا ليست الآن، إنه دور الإعلام الرسمي القادر على المتابعة بشكل يومي ومن بعد أن تهدأ الأمور يأتي دورنا كفنانين. ويضيف: أرجو من الفنانين تقدير مشاعر أهالي الشهداء وعدم تقديم أعمال لا ترتقي بمهابة الحدث.

مشاركة :