ليلى بختي: التمثيل كان حلماً مستحيلاً

  • 9/18/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ليلى بختي ممثلة فرنسية من أصل جزائري، ولدت في 6 مارس/ آذار 1984 في باريس. كان أول ظهور لها في الصالات في فبراير/ شباط 2006، في فيلم الشيطان لكيم شابيرون، شاركها البطولة فانسان كاسل (منتج الفيلم)، وحصلت من خلاله على أحد الأدوار الرئيسية، مجسدة شخصية الشابة المتحمسة ياسمين. الفيلم حقق نجاحاً خاصة أنه استمر في دور العرض 13 أسبوعاً، وشاهده ما يقرب من 300 ألف متفرج. ظهرت ليلى في فيلمباريس، أحبك الذي حقق نجاحاً أيضاً وترك بصمة في حياتها المهنية. يصفها صديقها الممثل رضا كاتب، بالممثلة الحرة والمتحمسة، والشهاب اللامع في أدب القاصة الفرنسية ألبرتين سارازين، التي عرفت الكثير من المغامرات في حياتها ودخلت سجن النساء. في فيلمها الجديد تجسد ليلى بختي شخصية الكاتبة حين همت بالقفز من فوق الجدار للهروب من السجن، لتكسر عظم الكاحل في قدمها. في تلك اللحظة توقف جوليان وهو سائق سيارة لتقديم المساعدة، وطوال مدة هروبها من العدالة اختبأت الكاتبة عنده، ونشأت بينهما قصة حب. مجلة إيل الفرنسية طلبت من الممثل رضا كاتب الحاصل على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي، عن فيلم إيبوكرات وصديق ليلى الذي تعرف إليها في عام 2008، من خلال فيلم نبي ويشاركها في فيلمها الجديد Astragale لبريجيت سي، إجراء مقابلة معها وهذا بعض ما جاء فيها.. } التقينا في العام الذي ظهر فيه فيلم نبي، وذلك في لحظة تغيرت فيها حياتنا. لم أكن أعرف أننا ذاهبان نحو علاقة صداقة متينة، ولكنك لم تقولي لي بعد من هو الشخص الأول الذي جعلك تحبين التمثيل؟ شيء عظيم أننا هنا سوياً في بيتي لأجري أول مقابلة لي، وعلى الحائط أمامنا صورة لجوليتا ماسينا. التي شاهدت لها فيلم لاسترادا مع المدرسة. وبعد عودتي إلى المنزل، قلت لأمي أنها كانت رائعة لأنها سيدة تتحدث بعينيها وليس بفمها. لقد كان ذلك اكتشافاً غير عادي. } أمر لا يصدق، كان فيلم والدي المفضل، وأذكر أن والدتي أخذتني إلى سينما دو ايفري عندما كنت صغيراً وظلت صور هذا الفيلم منطبعة في ذاكرتي، كما أن جوليتا ماسينا تشبه شخصاً مهماً جداً بالنسبة إلي وهي زوجتي، أليسيا أليس كذلك؟ صحيح، لقد اندهشت لذلك الشبه عندما قدمت لي أليسيا، وهي من الأشخاص الذين يتحدثون بعيونهم عندما تراهم لأول مرة. والحقيقة أن هناك الكثير من الفنانين والفنانات، الذين تعجبني أعمالهم لكن جوليتا ماسينا هي التي منحتني العاطفة الأولى الكبيرة نحو السينما. وأعتقد، أنني عندما كنت صغيرة، لم أكن أجرؤ على البوح برغبتي في أن أكون ممثلة. وكان ذلك حلماً مستحيلاً. } كيف التقيت ببريجيت سي مخرجة الفيلم ؟ خلال تصوير فيلم اختيار الحب، لرشيد هامي، والذي جسدت فيه دور زوجة لويس جاريل، وكانت بريجيت، والدته. وعلى الفور عرفت أنها لن تكون في حياتي مجرد عابر سبيل وذلك على غرار ما حدث لنا عندما التقينا. } الأشياء المهمة حقا تحدث في كثير من الأحيان منذ اللحظات الأولى. وأتذكر أنه خلال مهرجان كان السينمائي، تناقشنا على الشرفة، حول فيلمك كل ما يلمع، الذي لم يكن قد ظهر حينها، وقبل أن يتغير كل شيء بالنسبة إليك، حين التقيت بزوج المستقبل طاهر رحيم، هل تذكرين؟ حقاً أنت تتذكر كل شيء، أعتقد أن مهنتنا عنيفة جداً ورائعة في نفس الوقت، لكنها تعتمد على رغبة الآخر، علماً بأن لدينا المتسع من الحرية لقبول أو رفض أي مشروع. فالمخرج يطلب منا أن نحكي القصة التي كان يفكر فيها منذ عامين أو ثلاثة أعوام. وهو في النهاية عقد ثقة. ففيلم Astragale استغرق خمس سنوات حتى رأى النور، لأن هذا الفيلم لم يكن ليتم ببساطة، فالصعوبات التي كان على بريجيت أن تواجهها تتعلق بالسيرة الذاتية لألبرتين سارازين، كما أن فريق عمل فيلم Astragale كان صغيراً جداً، لا يتجاوز 17 أو 18 شخصاً، وكنا جميعاً مترابطين كي يخرج هذا العمل إلى النور. } أسهمت ظروف عملنا المتواضعة جداً في هذا الفيلم في خلق جو من الحميمية بيننا، وهو ما تطابق مع مفهوم العمل، مع مخرجة رائعة مثل بريجيت التي قدمت لنا الكثير من الحب من خلال نظراتها المتفهمة. وأعتقد أنه من الأفضل للمخرجين أن يوجهونا من خلال نظراتهم بدلاً من أن يوجهوا لنا الكلام مباشرة. ولكن قولي لي كيف عرضت عليك بريجيت دور ألبرتين؟ التقينا في أحد المقاهي. وحينها لم أكن أعرف شيئاً عن ألبرتين سارازين، أخرجت لي بريجيت رواية Astragale وطلبت مني أن أقرأها، قائلة أريدك أن تجسدي شخصية ألبرتين ثم روت لي قصتها. وكيف كانت امرأة عصرية وعاشت الحرية وعشقتها. والحقيقة أن Astragale ليس مجرد قصة امرأة كانت محتجزة في سجن ثم كسرت قدمها لتعرج طوال حياتها. إنها امرأة تبحث عن الحرية التي لن تتخلى عنها إلا في اليوم الذي تعثر فيه على الرجل الذي يحبها وتحبه. وألبرتين ليست ملكاً لأي شخص بل ملكاً لنفسها فقط. وعندما تلتقي بجوليان، تقول إنه بإمكانهما أن يكونان شخصين. وعندما قفزت ألبرتين من أعلى جدار السجن... شعرت أنها تواجه إحساساً بالوقوع في الفراغ وهو نفس الشعور الذي تحسه عندما تقع في الحب. وقالت لي بريجيت: بالنسبة إلى دور جوليان، فكرت برضا كاتب وعندما قرأت السيناريو، كان واضحاً، أنك ستكون جوليان، وهو الرجل الذي لم تعرفه حقاً لكنه وقع في حب هذه الفتاة التي منحته الحب المطلق. ونلاحظ أن لدى ألبرتين جانباً حاداً، فهي مشبعة قليلاً بحب نفسها، ولقد كان من الممتع تجسيد ذلك. } إنه حب يذهب إلى ما وراء كل شيء، القانون، وجدران السجن. وأنا أجد أن ذلك أمراً صعباً، خاصة أن زوجين شابين التقيا للتو، ثم بدأ كل منهما يقيس حجم عيوب وميزات الآخر. لقد جمعهما القدر في لحظة مهمة، وتأثرت كثيراً بهذا الأمر، وبهذا الحب. هل تعلمين أنك في اليوم الذي كنت أصور فيه فيلم نبي، جئت أنت وطاهر رحيم لكنني لم أراك وكأنك كنت تلبسين قبعة إخفاء؟ حينها لم نكن بعد قد عقدنا القران. }والآن لنعد إلى Astragale. كيف وصل إليك هذا المشروع؟ جاءني الدور بعد فيلم الآن أو أبداً، لسيرج فريدمان، وهو فيلم أحببته جداً، لكنني توقفت عن العمل لأكثر من تسعة أشهر لأنني أردت أن أستريح، وآخذ المزيد من الوقت لخوض تجربة الأشياء التي سأعيشها مع شخصيتي الجديدة في الفيلم. وكما قالت إحدى الممثلات: للعب دور فتاة تركض وراء الحافلة، أنت بحاجة للركض وراءها أيضاً في الحياة العملية الحقيقية. وأنا أعتقد أننا نحتاج إلى بعض الوقت للعمل في هذه المهنة، لأنه ينبغي علينا احترام الشخصيات التي نجسدها، وألا نحكم عليها مسبقاً. وعندما يعرض عليك مخرج ما دوراً قوياً كألبرتين، تشعر حينها أنك مسؤول حقاً، وهذا هو الحد الأدنى كي تكون حاضراً لهذا العمل. وأعتقد أننا كنا محظوظين لتصوير هذا الفيلم سوياً. والآن أشعر بالغرابة عندما نروج لهذا العمل معاً. } لماذا؟ لأنني أشعر أنك أخي في الحياة، وكأنني الآن مع أخي في أحد برامج التلفزيون، ولكنني أحب ذلك وأحب العمل مع الناس الذين أحبهم. } لقد شعرت بهذا قبل أن نبدأ التصوير. ونحن دائماً نشعر بالخوف قبل أي تصوير جديد. لكن عندما نكون مع أشخاص نعرفهم تكون لدينا شحنة عاطفية إضافية، وأعتقد أن علاقتنا الأسرية الطيبة مكنتنا من تجسيد هذا الأمر في الفيلم؟ نحن بحاجة دائمة لدعم الأشخاص الذين نحبهم، ولدينا ثقة بهم وعائلتي في هذا الأمر هي سندي وقوتي. وذات يوم قلت لأخي وأختي: أمر مضحك، مضى على تعارفنا 31 عاماً. وحينها نظرا في وجهي قائلين: ما الذي تقولينه ؟ ثم فكرا لبرهة وقالا: أنت محقة لا نعرف حقاً قيمة اللقاءات الكبرى، إلا عندما نكبر في السن. وكما قال لوي شارل ألفرد دو موسيه الشاعر الفرنسي والمسرحي والروائي الشهير: أسير بشكل أفضل عندما تكون يدي بيدك ، ولذا أعتقد أنه ليس من قبيل الصدفة أننا التقينا.

مشاركة :