قالت الرئاسة الفلسطينية، أمس، إن مباحثات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المقبلة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مع رؤساء كل من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة ستتركز حول القدس والمقدسات، فيما دعت الجامعة العربية إلى وقف العدوان الإسرائيلي، وأكدت أن انعقاد قمة إسلامية في الوقت الحاضر مهم جداً، في حين عبرت المملكة العربية السعودية عن غضبها من الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على المقدسات. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان، إن خطاب عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها المقبل سيكون محورياً وتاريخياً، وأوضح أن لقاءات عباس سوف تتركز على ما يجري في القدس من مواجهة الاستفزازات ومحاولات التهويد المرفوضة، وبين أن الهجمات على القدس مستمرة وكان آخرها دعوة حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اقتحام المسجد الأقصى إلى جانب قرارات إطلاق النار المتسرعة دون أي سبب. وقال أبو ردينة إن إسرائيل تحاول السير بشكل تدريجي ومتلاحق لخلق وقائع جديدة وخطيرة في القدس ومقدساتها ما يستدعي استمرار الحملة الفلسطينية والعربية والدولية لمواجهة هذه التحديات وبلا هوادة. وقالت الخارجية الفلسطينية إن نتنياهو ضرب بعرض الحائط البيانات والدعوات والنداءات الإقليمية والدولية التي تحذر من انفجار الأوضاع، عقب التصعيد المتواصل بحق المسجد الأقصى المبارك، وأضافت الوزارة في بيان أن المنظمات اليهودية المتطرفة مدعومة من الحكومة الإسرائيلية تواصل الحشد لإنجاح الاقتحامات اليهودية لباحات الأقصى رغم كل هذه النداءات، خاصة بعد نشر ملصق تحريضي يتضمن برنامجا تفصيليا للاقتحامات، خلال ما يسمى بعشرة أيام التوبة، التي تنتهي بيوم الغفران. وجددت الوزارة دعوتها للمجتمع الدولي وللدول السامية الأطراف المتعاقدة لاتفاقية جنيف، والدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى التحرك العاجل قبل فوات الأوان، لوقف التصعيد الخطير ضد الحرم القدسي، والعمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. وعبرت المملكة العربية السعودية عن استنكارها واستهجانها الشديدين لانتهاك سلطات الاحتلال لحرمة المسجد الأقصى الشريف. وحمل مصدر سعودي مسؤول،السلطات الإسرائيلية بالكامل أي تبعات ناتجة عن هذا العمل العدواني غير المشروع، منبها إلى أن هذا الاعتداء سيؤدي إلى عواقب وخيمة ويسهم في تغذية التطرف والعنف ويتنافى مع المبادئ والقوانين والتشريعات الدولية كافة، وينتهك بشكل صارخ حرمة الأديان بالتعدي على أحد أهم المقدسات الإسلامية، ثالث الحرمين الشريفين. وأكد المصدر المسؤول رفض المملكة العربية السعودية القاطع لسياسة الاحتلال المتمثلة بالتقسيم الزمني للمسجد الأقصى، محذراًمما سيترتب على هذه السياسات من تصعيد من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، مطالباً المجتمع الدولي بضرورة التحرك الجاد والفوري نحو إلزام سلطات الاحتلال بالتوقف عن الاعتداء على المقدسات الإسلامية واحترام الأديان والقوانين والتشريعات الدولية ومبادئ عملية السلام. وأجرى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز اتصالات هاتفية بدول أعضاء في مجلس الأمن الدولي من بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مطالباً باتخاذ تدابير عاجلة بعد أيام من المواجهات في باحة المسجد الأقصى في القدس، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وبحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الملك سلمان بن عبد العزيز هاتفياً تطورات الأوضاع في المسجد الأقصى على خلفية اقتحام قوات إسرائيلية لباحات المسجد مؤخراً، وقال الملك سلمان إنه يبذل جهوداً مع عدد من الرؤساء والمسؤولين وسوف يستمر في بذل هذه الجهود، وأبلغ الرئيس الفلسطيني بأنه طلب من وزير الخارجية السعودي عادل جبير متابعة اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية القدس ومقدساتها، حيث إن ذلك واجب علينا جميعاً. وأعلنت جامعة الدول العربية عن تحرك كبير على مستوى قادة العديد من الدول العربية والإسلامية لوقف الاعتداءات والانتهاكات السافرة لسلطات الاحتلال، للنيل من المسجد الأقصى المبارك والقدس المحتلة. وقال الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية محمد صبيح، في تصريحات للصحافيين إن وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير الأحد الماضي، اتخذوا قراراً واضحاً في هذا الصدد، وهناك تحرك عربي كبير يقوم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والعاهل المغربي الملك محمد السادس، ودول عربية وإسلامية، مؤكداً تأييده لدعوة رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني بضرورة عقد قمة إسلامية طارئة من أجل مدينة القدس، في ضوء التهديدات الخطيرة، التي لحقت بالمسجد الأقصى المبارك على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقال صبيح إن انعقاد القمة الإسلامية في هذا التوقيت صائب تماماً، وفرصة مهمة جداً، ليناقش كل هذا التجمع العربي والإسلامي قضية واحدة، داعياً إلى ضرورة تفعيل قرارات القمم الإسلامية والعربية السابقة، فيما يخص مدينة القدس، كما دعا صبيح القمة الإسلامية، حال انعقادها، إلى اعتماد خطة تحرك وإجراءات ملزمة لجميع دولها تجاه تلك القضية، وحذرت الجامعة السلطات الإسرائيلية من مغبة استمرار الإجراءات والانتهاكات المتزايدة للنيل من المسجد الأقصى المبارك والقدس.
مشاركة :