قضية عضوي الاتحاد السعودي لكرة القدم عبداللطيف بخاري وسياف المعاوي ليست هي الأولى التي يتصارع فيها أعضاء في اتحاد الكرة، وإن كانت هي الأولى التي تتفاقم بهذه الصورة التي جعلت العضوين يتصارعان عبر الإعلام ومن يتخاصمان في أروقة لجنة الانضباط. الخلافات داخل بيت الكرة السعودي بدأت منذ اليوم الأول عندما خرج الدكتور عبدالرزاق أبو داود بعد الاجتماع الأول لتوزيع الحقائب محتجًا عبر مقالة صحفية ندد فيها بطريقة إدارة الأمور في الاتحاد حين وصف ما دار في الاجتماع بأنه سياسة ترضيات وتوزيع مغانم، وهو ما اضطر اتحاد الكرة بعد ذلك لفتح الباب للبروفسور للاستحواذ على سبع حقائب قبل أن يتخلى عن منصب المشرف العام على المنتخب الأول في أعقاب الفشل في "خليجي " بعد أن صدّر للإعلام بيانه الخطير الذي اتهم فيه أطرافا بالتدخل في المنتخب بعد يومين من قرار الاتحاد بإقالة المدرب الإسباني لوبيز كارو إذ قال في خطابه الذي وجهه للأمين العام للاتحاد: "نظرا للظروف غير المواتية والأجواء غير الصحية، وتدخلات البعض في شؤون إدارات المنتخبات بطرق ملتوية، ومحدودية الصلاحيات الإدارية والمالية والفنية والإجرائية المتوفرة مما يُحدّ ويقيّد ويعطل كثيرا قدرته على الإشراف والإدارة والحركة واتخاذ القرار"، قبل أن يضيف بالقول: "ونظرا للحملة الشرسة البغيضة التي تشنها بعض الجهات والأشخاص بدوافع فئوية وتعصبية وشخصية، عليه أطلب إلى سعادتكم إبلاغ من يلزم باستقالتي النافذة والفورية من الإشراف على المنتخبات السعودية، وكذلك اعتذاري عن عدم الاستمرار في رئاسة وعضوية فريق عمل إعادة هيكلة إدارة المنتخبات السعودية، واتخاذ اللازم نظاما". ووقف رئيس الاتحاد احمد عيد وأعضاؤه يومها موقف المتفرج من البيان الذي ضجت له الأوساط الرياضية إلى حد دفع الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد إلى دعوة عيد لمساءلة أبو داود غير أنه اكتفى فقط بقبول الاستقالة مستديرًا بظهره لجميع الآراء التي نددت بالبيان، وهي الاتهامات التي دفعت بعد ذلك لاعب وسط المنتخب ونادي النصر إبراهيم غالب للخروج عبر الفضاء للجزم بوجود تدخلات في تشكيلة المنتخب في أعقاب الفشل في كأس آسيا التي استضافتها أستراليا يناير الماضي. سلبية الاتحاد إزاء بيان أبو داود دفعه من جديد للخروج على الإعلام طاعنًا في الاتحاد ولجانه ولكن هذه المرة بصفته عضو شرف في النادي الأهلي وذلك يوم أن خسر الفريق بطولة الدوري اذ قسم مشاركات ناديه إلى قسمين بطولات شريفة وغير شريفة غامزًا من قناة البطولات المحلية وألمح إلى أن النادي الأهلي تنتظره "بطولة الشرفاء" بحسب وصفه حين كان يستعد للمشاركة في دوري أبطال آسيا، ومرة جديدة طالب الكثيرون بالتحقيق مع عضو الاتحاد وعضو المكتب التنفيذي فيه لكن من دون جدوى. الخلافات تتزايد الخلافات داخل الاتحاد انسحبت على غير عضو فيه، فهذا محمد السليم الذي قاطع أكثر من اجتماع يخرج على الإعلام من دون تردد ليكشف أن بعض أعضاء الاتحاد يعتقدون أن بين الأعضاء من يسعون لإفشال المجلس، لافتا إلى أن الاتحاد يحتاج الى التطوير والتنظيم منددًا بإدارته عن طريق إصدار القرارات فقط، وموضحًا بأنه يضطر لان لا يحضر بعض الاجتماعات اذا شعر بأنه أمام قرارات متخذة سلفًا وقد يضطر للاعتراض والامتناع عن التصويت إذا شعر بذلك أثناء الاجتماع. ولا يغيب عن الذاكرة خلاف سياف المعاوي مع جل أعضاء الاتحاد حينما لوح بالاستقالة بعد العودة من كأس آسيا إذ كشف أن أعضاء الاتحاد أرادوا الذهاب جميعًا إلى استراليا قبل أن يكشف بعض الأعضاء أنه هو من أراد السفر مع المنتخب وسعى للحصول على توقيعات الأعضاء لدعم مطلبه قبل أن يصطدم برفض الطلب ما دفعه بحسب البعض منهم لتأجيج القضية. وعلى نحو ليس بعيد كان الدكتور عبداللطيف بخاري قد أثار الأوساط الرياضية باعتراضاته على إقصاء أعضاء الاتحاد من المشاركة في لجان "خليجي "، وهي التصريحات التي وضعت رئيس الاتحاد وأمينه وبعض الأعضاء المشاركين في حرج شديد أمام الإعلام وسمحت لفتح قناة متوترة خلال البطولة التي استضافتها الرياض. وبخاري نفسه كان قد دفع أعضاء في الاتحاد إلى ابداء استيائهم جراء تقاريره التي قدمها لرئيس الاتحاد حينما كُلف باستلام لجنة تقييم اللجان وحملت تلك التقارير على الأمانة العامة برئاسة احمد الخميس مسؤولية غياب التنسيق بين لجان اتحاد الكرة، موضحا أن أي خلل في التنسيق بين لجنتين هو دور الأمانة، وهي من تسأل عنه، مطالبا مجلس اتحاد كرة القدم بإعادة الهيكلة للأمانة العامة، حتى يكون العمل احترافيا أكبر، بل ذهب أبعد من ذلك حين قال في تصريحات صحفية بأنه (يتوجب على مجلس الإدارة إعادة النظر في هيكلة الأمانة العامة بالبحث عن متخصصين لديهم خبرات جيدة وعلى مستوى عالٍ من التكوين الفكري والإداري)، وهي التصريحات التي استفزت الخميس ومعه بعض الأعضاء خصوصا رؤساء لجان الانضباط والحكام والمالية، وهي اللجان التي تعاني ما تعانيه، فضلاً عن ما يعانيه المنتخب السعودي الذي أدى الحال به إلى تغير إداراته لثلاث مرات خلال ثلاثة أعوام نتيجة الانقسامات وتراكمات الفشل سواء في النتائج أو القرارات الإدارية وكذلك في التعاقدات والتعامل مع الأحداث التي تداهمه في كل مناسبة. ولا يغيب عن العارفين ببواطن الأمور انقسام أعضاء الاتحاد على العلاقة مع الجمعية حينما بلغت الأمور بينهما إلى تطورات خطيرة كانت تهدد بقاء الاتحاد إلى حد دفع بعض الأعضاء لمقاطعة الاجتماع الأخير للجمعية العمومية احتجاجًا على بعض الأساليب التي أديرت بها ما أسهم بالإطاحة ببعض أعضاء الجمعية العمومية على إثر التعديلات التي صاحبت النظام الأساسي، إذ رأى البعض منهم أنها أساليب فيها التفاف على النظام. ويبدو في ظل تلك الخلافات المعلنة والخفية بين أعضاء الاتحاد أن الأمور في طريقها إلى مزيد من التعقيدات في مسيرة الاتحاد الذي يمضي نحو عامه الأخير في ظل الخصومة التي تفجرت بين الأعضاء في أعقاب كأس السوبر التي احتضنتها العاصمة لندن على إثر اتهامات بخاري لهم في أحاديث إعلامية بأنهم يبحثون عن الانتدابات والمكافآت المالية وأنهم إمعات بحسب دعوى زميله سياف المعاوي.
مشاركة :