باريس – الوكالات: تعثرت الجهود الرامية إلى تحديد الخطوات الاولية للولايات المتحدة وإيران لاستئناف الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015 لكن مسؤولين غربيين يعتقدون أن ايران قد ترغب الان في مناقشة خارطة طريق أوسع لإحياء الاتفاق وهو أمر تريده واشنطن أيضا. ففي بادئ الامر اعتقد مساعدو الرئيس الامريكي جو بايدن أن ايران التي لم يجروا معها مناقشات مباشرة تريد التحدث عن الخطوات الاولى نحو احياء الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب في 2018. وقال ثلاثة مسؤولين غربيين ان ادارة بايدن وإيران تواصلتا بشكل غير مباشر عبر الاطراف الاوروبية في الاتفاق بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وإنهم يعتقدون أن ايران تريد الان مناقشة خطة أوسع للعودة الى الاتفاق. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه مثل الاخرين الذين ورد ذكرهم في هذه القصة: «ما سمعناه أنهم كانوا مهتمين في البداية بسلسلة من الخطوات الأولية، ولذا كنا نتبادل الافكار ازاء سلسلة من الخطوات الأولية». وتابع قائلا: «يبدو مما نسمعه علنا الان ومن خلال وسائل أخرى أنهم قد يكونون... غير مهتمين بمناقشة الخطوات الاولية ولكن بمناقشة خارطة طريق للعودة الى الامتثال الكامل». وأضاف المسؤول الأمريكي: «اذا كان هذا هو ما تريد ايران التحدث عنه فنحن سعداء بالحديث عنه». بيد أنه من غير الواضح ما اذا كان هذا هو موقف ايران. ويحدد الزعيم الاعلى علي خامنئي سياسة ايران النووية في نهاية المطاف. وقد قال بشكل قاطع في 21 مارس: «على الامريكيين رفع جميع العقوبات» قبل أن تستأنف طهران الامتثال. وقال خامنئي: «اذا ألغيت العقوبات حقا فسنعود الى التزاماتنا من دون أي مشاكل... لدينا الكثير من الصبر ولسنا في عجلة من أمرنا». وقال مساعدو بايدن في البداية ان ايران اذا استأنفت الامتثال فإن الولايات المتحدة ستفعل أيضا وهو موقف جرى فهمه على أن واشنطن تريد أن تستأنف طهران الامتثال أولا لكنهم أوضحوا فيما بعد أن المشكلة ليست فيمن يتخذ الخطوة الاولى. وفي حين سعت ادارة بايدن أيضا الى تصوير أنها ليست في عجلة من أمرها فإنها تواجه حقيقة أنه اذا لم يكن هناك أي تقدم في أبريل نحو احياء الاتفاق فسيبدأ المسؤولون الايرانيون في مايو المناورات السياسية المكثفة للانتخابات الرئاسية التي تجرى في 18 يونيو. وقال دبلوماسي غربي: «سيدخلون فترة الانتخابات في غضون شهر أو نحو ذلك لكن هذه ليست نهاية العالم بالنسبة إلينا... نحن نقدم عروضا وهم يقدمون عروضا. هذه عملية بطيئة لكن لا بأس في ذلك. لسنا في عجلة من أمرنا». ورفضت طهران تقريرا في صحيفة بوليتيكو الامريكية قال ان واشنطن تخطط هذا الاسبوع لتقديم اقتراح جديد يطلب من ايران وقف العمل بأجهزة الطرد المركزي المتقدمة وتخصيب اليورانيوم الى درجة نقاء 20 بالمائة مقابل تخفيف غير محدد للعقوبات الامريكية. وقالت البعثة الايرانية لدى الامم المتحدة على تويتر: «لا حاجة الى اقتراح للولايات المتحدة لاعادة الانضمام الى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)... يتطلب الامر قرارا سياسيا فحسب من الولايات المتحدة لتنفيذ كامل وفوري لجميع التزاماتها». ولا يزال من غير الواضح ما اذا كانت ايران تريد بالفعل الحديث وإن كان بشكل غير مباشر مع الولايات المتحدة الان أو ما اذا كان الزعيم الاعلى يفضل الانتظار الى ما بعد الانتخابات. وقال هنري روم من مجموعة أوراسيا البحثية: «أعتقد أن ثمة قدرا من التناقض من جانب الزعيم الاعلى ازاء التسرع في الأمور».
مشاركة :