أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، اليوم (الأربعاء) وجود "جهود جادة وجماعية" لتذليل العقبات في مسار تشكيل الحكومة اللبنانية المتعثر منذ أكثر من سبعة أشهر. وقال نصرالله في كلمة عبر شاشة في حفل تأبين أحد قضاة الشرع اليوم في موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية "لسنا في مرحلة يأس، وهناك جهود جادة وجماعية من أكثر من جهة للتعاون لتذليل العقبات". وأكد أن المسألة بحاجة لجهد، محذرا من أن "البلد استنفد وقته وحاله وروحه، وآن الأوان أن نضع كل انتظاراتنا وتوقعاتنا جانبا". ويسود التعثر مسار تشكيل الحكومة في ظل التباين بين الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، وتصلب القوى السياسية حيال شكل ومضمون الحكومة وتوزع حقائبها. وكان الحريري قدم في 9 ديسمبر الماضي تشكيلة وزارية من الاختصاصيين غير الحزبيين قوبلت برفض من عون بسبب عدم الاتفاق مع الرئاسة على تسمية الوزراء. وفي المقابل رفض الحريري صيغة حكومية أرسلها إليه عون تتضمن منح تياره السياسي "التيار الوطني الحر" الثلث الوزاري المعطل. و"الثلث المعطل" هي تسمية تطلق على حصول فريق سياسي على ثلث الحقائب الوزارية، ما يسمح له بالتحكم في التصويت على قرارتها وفي النصاب المطلوب لانعقاد اجتماعاتها. وقبل أسبوعين خير الرئيس اللبناني، الحريري، بين تشكيل فوري للحكومة أو إفساح المجال للقادرين. وردا على ذلك، دعا رئيس الوزراء المكلف، عون إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في حال عجز عن توقيع مراسيم هذه التشكيلة الحكومية. ويسود هذا التعثر منذ استقالة حكومة حسان دياب في 10 أغسطس الماضي، عقب كارثة انفجار مرفأ بيروت. ويرافق الشغور الحكومي تفاقم أزمات البلاد الاقتصادية والمالية والمعيشية، إذ بلغ معدل الفقر أكثر من 50 في المائة، وتفاقمت البطالة والتضخم وانهارت العملة المحلية والقدرة الشرائية وسط تراجع متسارع في احتياطي النقد الأجنبي. من ناحية أخرى، دعا نصرالله دول وشعوب المنطقة إلى الحوار وعدم انتظار الولايات المتحدة الأمريكية أو تطورات دولية لمعالجة مشاكل وأزمات المنطقة. ورأى أن أمريكا تسير نحو الأفول، وهي في مرحلة نزول وهبوط، ومسار محور المقاومة في المنطقة هو مسار تصاعدي. وفي الشأن الفلسطيني، قال نصرالله إن الصمود الفلسطيني هو السبب في عدم تمرير "صفقة القرن" واختفائها عن التداول وعدم الخضوع للضغوط. وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني إن "محور المقاومة عبر أسوأ وأخطر مرحلة في تاريخه، ويقابل التهديدات الإسرائيلية بالعمل الجاد وتراكم القدرات"، لافتا إلى أن "الإسرائيلي يهدد بالحرب ويخشاها بسبب قدرات المقاومة".