بقلم- د إبراهيم العبدالرزاق هذه الصورة الناطقة : جميلة بعين كل مؤمن ، وبعين كل منصف مثيرة للعقل ، والمشاعر . بعثت بهذه الصورة لعدد من الأشخاص عبر الواتس طالبا تعليقهم بشكل مطلق ، وعفوي .. جاءت التعليقات بمشاعر مكنونة إيمانية بعبارات مختلفة كالتالي : •اللهم يسر لنا زيارة البيت العتيق •تاقت النفس لعمرة قريبة •إلتزام بإجراءات التباعد •عجز اللسان عن الكلام او التعليق •الحشمة في نساء المسلمين متجذرة •اللهم أدم الأمن والأمان ………………………………….. مما سبق نحمد الله ان هدانا للإسلام وجعلنا مسلمين.. عند التأمل في تلك الصورة المبهرة لا يسعك نسيان المصور لتلك الصورة بالدعاء له بالخير ، والتوفيق ، والسداد.. ثم تنطلق الى من وراء المشهد ؟بحيث تمكّن المصور من إلتقاط لحظة تقول للعالم : خلف هذه الصورة المملكة العربية السعودية بقضها ، وقضيضها بقيادة فنانة على رأسها خادم الحرمين الشريفين ، وولي عهده الأمين .. رغم تلاطم الأحداث ، وتتابعها ، وحساسية المرحلة عالميا ، وإقليميا ، وعلى جميع الأصعدة لم تغفل قيادة البلاد او تنشغل بملف عن ملف لتستمر بالصعود والترقي في ميادين النجاح بما يحفظ مكانتها ، واستمرار ريادتها عربيا ، وإسلامياً ، وعالميا .. من موقع المواطن الذي يعيش في الوطن بولاء ، ووعي لقد رأيت من خلال الصورة عجبا آسِرا ليس مربكا!! فمنذ قيام الملك الموحد رحمه الى تلك المرحلة واهتمام الدولة فيما يخص الحرمين الشريفين عطاء بسخاء ، وتسخير كل الإمكانات ، وبأحدث ما توصل له الانسان لخدمة الحرمين الشريفين .. بداية من الشأن الأمني . فقد عملت الدولة مشكورة على تأهيل قيادات ، وأفراد القطاعات الأمنية ، ووفرت الوسائل اللازمة المادية ، والمعنوية ، والمعرفية لتحقق أمان الله في عموم البلاد خاصة في الحرمين الشريفين ، والمشاعر المقدسة لكل من قصدها بدون تمييز او محاباة فهاهم المصلون ، والحجاج ، والزوار ، ومثلهم المواطنون ، والمقيمون يستشعرون هذا الأمن بفصل الله ثم بالعناية الفائقة من القيادة بتلك المهمة ذات الأولوية القصوى.. ايضا الجانب الخدمي من توفير خدمات وفق أفضل المعايير ، وضمان الجودة ، والنظافة . فوزارة البلديات أعدت وتعد البرامج لتكون بيئة الحرمين الشريفين لائقة بمكانتهما الاسلامية تحت رعاية ، ودعم مستمر ، ومتنامي بمتابعة مباشرة من خادم الحرمين الشريفين ، وولي عهده ، ووزير الشؤون البلدية ، والقروية بداية من تخطيط المدن ، وتأهيتها بالبنية التحتية ، والفوقية بإدارات نموذجية بكوادرها ، ومقدراتها في أمانتي المدينتين إنعكس بمدينتين رائعتين بالجمال المميز ، والنظافة رغم الإعداد الكبيرة التي تفد لأداء الصلاة ، والشعائر الدينية على مدار الساعة.. كذلك التوجيه الديني ، والإرشاد ، والتوعية بكل ما من شأنه ان يريح ، ويسهل لزوار الحرمين التناغم من خطط التفويج ، والتعليمات التي تمكن الزائر بأن يؤدي مناسكه ، وعباداته بيسر ، وراحة ؛ وبشكل صحيح شرعيا ، وتنظيميا فقد تولت ذلك وزارة الحج ووزارة الشؤون الاسلامية ، ورئاسة الحرمين الشريفين ، ووزارة الإعلام… ثم أختم حزمة الجهات الخادمة للحرم بتاج العروس : وزارة الصحة التي أدارت ملف الصحة رغم جائحة كورونا ؛ ويكفيها شهادة أن الحرمين الشريفين من آمن بقاع الأرض من كورونا فلم تُسجل أي ملاحظة أو مؤشر أن أحدا أُصيب نتيجة ارتياده للحرم المكي أو حرم المدينة المنورة . فوزارة الصحة بقياداتها ، وأطقمها البشرية هي فارس الميدان برسم تلك الصورة الملحمية .. من الصورة الملحمية دروس تُستلهم ، وتُحتذى في إحترافية إدارة المخاطر ، وفنون الإدارة ، والفكر ، والممارسة الإدارية من المملكة العربية السعودية .. عندما نُشاهد الطمأنينة ، والإنضباط من المصلين في الصورة للحرم بجماله ، ونظافته ، وتكامل الخدمات نلاحظ القدرة ، والإبداع السعودي في إدارة الأزمة غير النمطية للكورونا في الحرم .. أعود لتلك الصورة الجميلة التي أسرتني بانشراح !!. رصدت الصورة بيت الله العتيق حيث تعلق ، وشوق القلوب الميممة للخالق الأحد أول بيت وضع للناس لتتوحد الأجساد ، والمشاعر كما في المشهد الذي لم نألف ذلك التباعد بين المصلين ، ونقص أعداد المعتمرين ، والمتعبدين للمستوى المقارب للواقع فلا أصوات لمن كانوا يتلون القران ، وزجل المتضرعين ، ولا ضوضاء العاملين في النظافة ، والسقاية ، ولا صرخات الأطفال ، ولا شخير النائمين . إلتقطت عدسة المصور الفراغات بين المصلين نتيجة تعليمات كورونا فيتشكل سؤال : أين الشيطان اللعين ؟! هل أخذ نصيبه في إشغال المصلين ؟ ام انه خنس بامتثال الناس للتوجيهات ؟!!فاستسلموا لله فأعانهم على الشيطان ؛ فاضمحل أثره في التفريق ، وزرع البغضاء ، والسوء ، والفحشاء!!! لما عرضت تلك الصورة على ذكرياتي قبل كورونا !! أين تلك الجموع البشرية المتلاطمة ، والأصوات الهادرة ، والاختلاط البشري المتداخل بحركة يصعب ضبطها؟!! فإذا ذكرياتي تترجرج مستسلمة للزوال بمشهد تنظيمي نادر في مثل تلك البقاع مما أثمر تجمعا منتظما كأجمل مطرزة في الوجود الرجال مصطفون أمام الكعبة تلفهم من الخلف تكوينات نسائية غاية في الجلال ، والكرامة ليبدو لي تلك الجموع في باحة المسجد الحرام محيطة بهم أروقة المسجد السعودية ، والتاريخية كحواف تاج فريد مطعم بأحجار كريمة مبنية من حوله !! رأسها متوج بساعة الحرم المتلألئة.. صورة تستحق أن تكون صورة العصر بلا منافس فهي صورة تروي حكايا ، وليست حكاية. هذه الصورة رسمت تاج تستحقه بلادي بكل اقتدار ، ولا فخر .. برئاسة سمو ولي العهد محمد بن سلمان تكونت خلية فعالة لمواجهت جائحة كورونا بتوحيد الجهود ، واعتماد إنفاق مالي غير مسبوق ، واستباقية حولت الصعوبات ، والتحديات إلى محددات لإنجاز وطني استثنائي تجعل البعيد قبل القريب يرى أن بلدنا في أيد امينة تستحق الشكر ، والإمتنان . فقرار فتح الحرمين للمصلين ، والزائرين أثناء هذه الجائحة كورونا في وقت شُلت كيانات ، ودول بل ارتبركت أن تتخذ قرارات رشيدة إلا أن السعودية بعزم ، وحزم اتخذت قرارها الرشيد بفتح الحرمين الشريفين. أخيرا : في المملكة العربية السعودية إضافة لتلك الصورة الملحمية صور كثيرة نفاخر بها إعلاميا بلحن عذب حالم ؛ يابلادي واصلي ، والله يحميك ، ويديم عزك يا أغلا وطن…
مشاركة :