ترى فدوى بنت سعد البواردي بأن تجربتها في الفن التشكيلي كانت وما زالت مجرد هواية. إذ تعد نفسها مبتدئة في هذا المجال الراقي الجميل على حدّ وصفها، وبأن حياتها العملية، والتي تأخذ وقتها بالكامل تقريباً، لم تتح لها الفرصة بأن تستثمر المزيد من وقتها للفن التشكيلي. وعن بدايات اكتشافها لموهبتها تقول البواردي: "بدأت الرسم في طفولتي، وكنتُ دائماً ما أرسم على صفحات الكتب وأنا أدرس. أتذكر بأني في طفولتي كنتُ أحب أن أرسم الزهور وكانت تملأ صفحات كتبي، حتى وصلتُ في المرحلتين المتوسطة والثانوية تقريباً، وهنا أصبحتُ أرسم الوجوه وملامحها. أتذكر بأن والدتي وصديقاتي يقولون لي دوماً بأن رسمي جميل. لكن بدءاً من الدراسة الجامعية ومن بعدها دخول سوق العمل، توقفتُ تماماً عن الرسم فترة طويلة. أتذكر بأني كنتُ في السفر أحب زيارة معارض الفنان فان جوخ، وفي فرنسا، ذهبت لحضور معرض Atelier des Lumieres والذي يعرض لوحات فان جوخ تقنياً بالصوت والحركة والأضواء. وأني انبهرت بهذا المعرض لمدة ساعات ولم أرغب في العودة للفندق. لكني كنتُ مجرّد متفرجة على الفن الجميل". وعن عودتها إلى الرسم ذكرت البواردي: "كنتُ قد توقّفت عن الرسم لأكثر من عشرين عاماً، ولم أعد إلى الرسم إلا خلال فترة الحظر الكامل أيام جائحة كوفيد-19 في شهر جولاي من عام 2020م". منوّهة عن أن عملها كان عن بعد في المنزل وفي يومٍ ما وبدون تحضير، وجدت نفسها تحضر ورقة بيضاء وقلم رصاص، وترسم، ثم وضعت رسمتها في تغريدة على حسابها في تويتر مع جملة: "إن هذه أول محاولة رسم لي منذ سنوات طويلة". وتذكر البواردي كيف أنه حينها وصلتها ردود جميلة تشجعها على الاستمرار بالمزيد من الرسومات. مشيرة إلى أنه فعلاً، استمرّت في الرسم بعدها طوال فترة الحظر الكامل، ورسمت تقريباً 11 لوحة: "أتذكر بأني كنت أضع تركيزاً كاملاً في الرسم عندما أبدأ أي لوحة، ولا أدرك الوقت، إلا بعد مرور ساعات طويلة. كنتُ أحياناً أبدأ الرسم في الساعة 9 مساء وأفقد شعوري بالوقت حتى انتهي منها وتكون الساعة قاربت الفجر.. شعور جميل وغريب جداً بالنسبة لي، الرسم هو حياة ثانية داخل الحياة الأولى التي نعيشها". واختتمت البواردي حديثها عن نوع المواد التي تستخدمها في الرسم: "هي ببساطة القلم الرصاص والألوان الخشبية التقليدية فقط لا غير. أتمنى مستقبلاً بأن أجد الوقت الكافي لأطور مهارتي في الرسم باستخدام الألوان الزيتية والفحم والأدوات الأخرى، وأن أشارك برسوماتي في المعارض".
مشاركة :