عدن - اليمن أول أبريل 2021 (شينخوا) تواجه آلاف الأسر اليمنية النازحة مخاطر كبيرة جراء تصاعد القتال في محيط عدد من مخيمات النزوح في محافظة مأرب (170 كلم شرق صنعاء). وقال مصدر محلي مسؤول لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن آلاف الأسر النازحة في محافظة مأرب، باتت مخيمات النزوح التي تسكنها في محيط مواقع التماس العسكري بين القوات الحكومية والحوثيين. وأكد المصدر، أن مخيم "السويداء" الذي يضم مئات الأسر، بات قريب من خطوط التماس، وتعرض للاستهداف بعدة قذائف من قبل الحوثيين خلال الأيام الماضية. كما أن عددا من مخيمات النزوح باتت قريبة من مواقع التماس أو باتت مهددة بسقوط القذائف من مناطق المعارك ، حسب المصدر. وكانت قد أخلت السلطات المختصة في مأرب ، (الأحد) الماضي، أربعة مخيمات للنازحين إثر تعرضهم للقصف من قبل مسلحي جماعة الحوثي. وأوضح مدير إدارة المخيمات في الوحدة التنفيذية بمحافظة مأرب خالد الشجني، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن مخيمات النزوح (التواصل، الخير، الميل، وذات الراي) في الجهة الشمالية الغربية من المحافظة تم إفراغها كليا. وأكد الشجني حينها أن "المخيمات تعرضت لسقوط 27 قذيفة هاون أطلقها الحوثيون، وتسببت بخسائر بشرية ومادية في صفوف النازحين، ما اضطرنا إلى إخلاء هذه المخيمات، حفاظا على أرواح النازحين". وأشار الشجني إلى أن المخيمات الأربعة كانت تقطنها نحو 604 أسر، لافتا إلى أن هذه الأسر بدأت خلال اليومين الماضيين عملية النزوح، واليوم تم إفراغ هذه المخيمات بشكل كامل. وصعد الحوثيون من عملياتهم العسكرية منذ السادس من فبراير الماضي في محافظة مأرب والتي تؤوي نحو مليوني نازح يمني. وقالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب، اليوم (الخميس) إنها تتبعت خلال الفترة من السادس من فبراير الماضي وحتى 31 مارس الماضي نزوح 3130 أسرة عدد أفراد هذه الأسر 21910 أشخاص. وبحسب بيان للوحدة، تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، فإن هؤلاء الأسر نزحت من مخيمات النزوح في مديريات صرواح ورغون ورحبة في مأرب. وناشدت الوحدة التنفيذية، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لممارسة الضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم على مأرب واستهداف النازحين وتجنبهم مراحل جديدة من النزوح. كما ناشد البيان المنظمات الدولية والإغاثية العاملة في اليمن للتحرك بشكل عاجل لتقديم الإغاثة للنازحين والتخفيف من معاناتهم. وطالبت الوحدة التنفيذية في مأرب الكتل والقطاعات الإنسانية باليمن سرعة التدخل العاجل لإنقاذ حياة الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن. من جانبها اتهمت جماعة الحوثي، القوات الحكومية بالتمترس بمخيمات النازحين. وقال المتحدث الرسمي للجماعة محمد عبد السلام، إن "المرتزقة ( في إشارة للقوات الحكومية) يتمترسون بمخيمات النازحين ويضعونهم في المقدمة لحماية المعسكرات في الخلف". وأضاف على تويتر "إنهم وتحالف العدوان من ورائهم يتحملون كامل المسؤولية عن هذا التصرف الجبان وعن هكذا سلوك إجرامي أرعن"، على حد وصفه. ونددت الوحدة التنفيذية للنازحين الحكومية في مأرب، اليوم من تصريحات متحدث الحوثيين التي تحرض على النازحين. وذكر بيان للوحدة، تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أنها تتابع "حملة التحريض الممنهجة على مخيمات النازحين في المحافظة وتشعر بقلق كبير على حياة سكان المخيمات خاصة بعد تبني القيادي محمد عبد السلام هذه الحملة التي تسقط أهم الحقوق المكفولة لسكان المخيمات". واعتبر البيان "أن تصريحات ناطق الميليشيا تأتي بعد سلسلة استهدافات بالصواريخ المدفعية قامت بها الميليشيات الحوثية خلال الأيام والأسابيع الماضية ضد مخيمات النازحين وهو ما يجعلنا في الوحدة التنفيذية ننظر لهذه التصريحات على أنها تغطية مباشرة على جرائم الاستهداف ضد النازحين". وتابع البيان :" تعكس هذه التصريحات قرار الجماعة بأنها لن تتوقف عن استهداف النازحين وهو ما يحملنا كجهة معنية مسؤولية إطلاق تحذير جدي يطالب بوضع حد لهذا التوجه الخطير الذي يرقى لمستوى تهديدات إرهابية". وأشار البيان إلى أن المنظمات الأممية والدولية تشارك في الإشراف على هذه المخيمات .. داعية جميع المعنيين الى ادانة هذه التصريحات والضغط على المليشيا لإيقاف جرائمها الممنهجة المتعمدة. ويمر النازحون في محافظة مأرب بوضع حرج ، خاصة مع تعرض مخيماتهم للاستهداف. وقالت الناشطة اليمنية ياسمين القاضي، أن آلاف الأسر النازحة في محافظة مأرب تمر بوضع حرج للغاية. وأوضحت القاضي وهي رئيسة مؤسسة فتيات مأرب (منظمة مدنية) لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الوضع الذي تمر به آلاف من الأسر النازحة حرج للغاية نتيجة عمليات الاستهداف الممنهج من قبل الحوثيين للمخيمات. وأضافت القاضي وهي تعمل عن قرب مع النازحين، أن مخيمات النزوح تعرضت للقصف والاستهداف المباشر من قبل الحوثيين، ما اضطر الأسر إلى مغادرة تلك المخيمات. وتابعت قائلة : "قابلت نساء نازحات من المخيمات بعضهن يتحدثن عن أن هذا النزوح هو السادس لهن". وأشارت الناشطة القاضي، إلى أن الأسر النازحة تواجه صعوبات بالغة خاصة في ظل غياب دور المنظمات الدولية الإغاثية والإنسانية عن العمل عن قرب مع هؤلاء النازحين. وكثف الحوثيون هجماتهم على مأرب في محاولة للتوغل والسيطرة على المحافظة التي تضم أكبر حقول النفط والغاز في البلاد، وتتخذها القوات الحكومية مقرا لها.
مشاركة :