"نحن الشعب المنقوش على جدران معابده منذ القدم إذا انخفض منسوب النهر فليهرع كل جنود الفرعون، ولا يعودون إلا بعد تحرير النيل مما يقيد جريانه وهى العبارة المنقوشة على جدران مقياس النيل بالمنيل. وهى رسالة لنا جميعا أحفاد الفراعنة. ولسنا أقل من أجدادنا الذين حافظوا على النهر وقدسوه... وسيظل النيل يجرى، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، مادام فينا عروق تنبض بالدماء، إذا استنفدنا كل أدوات السياسة والدبلوماسية". مما لا شك فيه أن ما تمر به مصر من تحديات كبيرة وأزمات ملموسة علي الصعيد الدولي والإقليمي، فاستراتيجية مصر كانت دائما الحفاظ على التعاون والتشارك في التنمية والتكامل الإقليمي، وإثيوبيا تسعى لخطط أخرى تهدف بها للسيطرة على نهر النيل وتحويله إلى أداة هيمنة وصعود إقليمي على حساب الآخرين، ويبدو أن الخطة الإثيوبية لديها إسناد إقليمي ودولي، لأن إثيوبيا بمعايير القوة الشاملة غير قادرة على إسناد تلك الخطة". وأكد الرئيس السيسي أثناء حديثه يوم الثلاثاء الماضي ، أنه لا أحد يستطيع المساس بحق مصر في مياه النيل، محذرًا من أن المساس بها «خط أحمر»، وسيكون له تأثير على استقرار المنطقة بكاملها. وتابع السيسي: «ماحدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر واللي عاوز يجرب يقرّب... إحنا مابنهددش حد، وإلا هيبقى في حالة عدم استقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد... ولا يتصور أحد إنه بعيد عن قدرتنا... المساس بمياه مصر خط أحمر وسيؤثر على استقرار المنطقة بشكل كامل». هل الحكومة المصرية سوف تترك إثيوبيا تتلاعب بأمن شعبها المائى؟ هل سنتركها تخزن المياه ونظل نحن مع مبدأ التفاوض؟ هل سنترك آبى يهين مصر وشعبها؟ يتفوق سلاح الجو المصري بوضوح على نظيره الإثيوبي، فالقاهرة تمتلك 1132 قطعة جوية متنوعة بين اعتراضية وهجومية ونقل، بينما يتكون سلاح جو أديس أبابا من 80 طائرة فقط. قد يكون استخدام سلاح الجو هو الخيار الأسلم في حال أرادت مصر عدم المخاطرة بتدخل بري في إثيوبيا خشية من عواقبه، أو في حال رفضت دول الجوار الإثيوبي أن تكون قاعدة انطلاق للقوات المصرية. تبلغ المسافة من مصر إلى «سد النهضة» مرورًا بأجواء السودان 1400 كيلو متر، وهو ما قد يكون عائق أمام بعض المقاتلات المصرية، لكن سلاح الجو المصري المتنوع يضمن تذليل هذا العائق، فصفقة السلاح المصرية الأخيرة، التي ضمت بمقتضاها 24 طائرة رافال فرنسية إلى أسطولها، قادرة وحدها على إزالة هذا العائق، إذ تستطيع الرافال الطيران لأكثر من 3700 كيلو متر. تخلصنا من عائق المسافة ليظهر لنا عائق آخر هو عائق الحمولة المطلوبة لهدم السد. نحن أمام مبنى خرساني عرضه 1800 متر، وارتفاعه 170 مترًا، وحجمه 10 مليارات متر مكعب من الخرسانة، لذا تحتاج مصر لاستخدام عشرات الأطنان من المتفجرات في حال أرادت التخلص من السد. الكلمة كانت "موجزة ومركزة وتحمل رسائل للداخل والخارج، تحمل السلام والتفاهم ولا تتجاهل حقوق مصر فى النهر والأرض". وفضلا عن ذلك سارعت الدول العربية( السعودية والامارات والكويت والاردن واليمن والبحرين وسلطنة عمان) لتأييد تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي أطلقها أثناء زيارته قناة السويس، صباح الثلاثاء، عن سد النهضة، وأن مياه مصر خط أحمر لا يستطيع أحد المساس بها. وهذا كله إشارة إلي أن كلمات الرئيس حاسمة وواضحة، مصر الصبورة المسالمة، لديها قدرات على حماية مقدراتها، تقدم السلام والتفاوض، لكنها جاهزة للتعامل مع كل السيناريوهات". خلاصة القول: التاريخ سجل قوة وصلابة الشعب المصري، فى مواجهة قوي الشر التى هددته، على مر العصور، فالشعب المصري كان يخرج منتصرا فى جميع الأزمات التى حلت به. حفظ الله مصر ورئيسها وشعبها و جيشها من كل سوء.
مشاركة :