الشارقة في 2 ابريل / وام / يمنح جناح البيئة البدوية في "أيام الشارقة التراثية 18" الزائر فرصة لتثبيت الزمن وإعادة اكتشاف الذات الإنسانية في أبهى حالات بساطتها . فعلى يمين المدخل الذي يقود الزائر إلى نبض مجتمع البداوة الأصيلة يقف راعي الإبل إلى جانب ناقته ويتأمل الوجوه بفراسته المتوارثة . ولا ضجيج في مضارب البادية لأن في الصمت حكمة ولأن القهوة تنتظر على نار هادئة بالقرب من البساط المغزول من شعر الماعز ومن تلك الخيوط أيضاً يغزل "الزربول" الذي يلبس في القدم لاتقاء حرارة الرمال ويصنع الخزام الذي يوضع على الرأس مثل العقال لتثبيت الغترة. لقد اعتمد تصميم جناح البيئة البدوية على المحاكاة الواقعية فهناك الأرضية الرملية التي تخلق انطباعاً يساعد على تخيل طبوغرافيا البادية فيصبح الوقوف على حافة البئر المحاطة بالرمال رسالة واضحة تنبه الزائر إلى القيمة التي تمثلها كل قطرة ماء للإنسان والحيوان والنبات ولا تشد الرحال في البيئة البدوية إلا إذا جف المرعى وشحت المياه أو ارتحل الأهل والأحبة ولا بد من اللحاق بركبهم. و يركز الزوار عدساتهم على بدوي يحمص حبات القهوة.. يحركها كما لو أنه يحصي عدد حباتها السمراء الداكنة وكلما تهيأت وأصبحت جاهزة لسحقها مع حبات الهيل تتزايد عدسات الكاميرات المسلطة على ركن القهوة حينها تفوح رائحة الضيافة العربية بكامل أصولها وطقوسها.
مشاركة :