لستُ ضد الفرح إطلاقًا بل إنني من المشجعين للاحتفال بكل مناسبة صغرت أم كبرت، وأيا كانت هذه المناسبة فللفرح لذة وطعم وانعكاسات جميلة على النفس البشرية، إلا أنني ضد أن يصنع من الحبة قبة وضد المبالغة والتضخيم في الأمور وإخراجها عن سياقها الحقيقي، خاصة عندما يحدث مثل ذلك من برامج أو أسماء إعلامية لها تأثيرها على من تحيط به! ما أعقب حالة الهجمة الكبيرة من شرفيي النصر الذهبيين الذين هبوا من كل حدب وصوب لسداد رسوم العضوية الذهبية في وقت واحد - يشكرون عليه كثيرًا - إلا أن حالة التضخيم الكبيرة التي أعقبت ذلك من قبل محبي النادي من إعلاميين وجماهير بالبرامج الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة غير مقبولة إطلاقًا، وفيها تصغير كبير للنصر الذي ينتظر منه تحقيق البطولات والمنجزات المحلية والقارية لا الاحتفال بسداد رسوم العضوية الذهبية التي هي أقل واجب يقدمونه لناديهم، في ظل الأوضاع المالية الصعبة التي تحيط بالفريق في الكثير من القضايا المحلية والخارجية فضلا عن التجارب السابقة والتي كانت مشابهة لأحداث الأمس والتي لم تستطع إنقاذ النصر من الكثير من مآزقه المالية والتي كان آخرها عدم حصوله على الكفاءة المالية خلال النصف الأول من الدوري. فالنصر فريق كبير يجد دعمًا جماهيريًا وشرفيًا وإعلاميًا غير مسبوق، وتنتظره مباراة في غاية الأهمية في نصف نهائي أغلى البطولات، ويجب أن يكون الاستعداد لها بقيمة المناسبة بقيمة انتظار محبي وعشاق النادي لتحقيق مثل هذا اللقب الذي غاب عن خزائن الفريق لأكثر من ثلاثة عقود بعيدًا عن أي أحداث أخرى، فضلا عن المكتسبات الكبيرة التي سيجنيها الفريق من تحقيقه للقب كبيرة كبطولة مولاي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لعل أبرزها المشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا للموسم القادم مباشرة في ظل ابتعاد مركز الفريق في الدوري عن مراكز المقدمة، وكسر حاجز العقدة والنحس بين الفريق وهذه البطولة الغالية. هذه المباراة المهمة والمفصلية للفريق في هذا الموسم هي من تحتاج لاستعداد وتركيز كبير من قبل إدارة النادي وجهازه الإداري والفني ولاعبي الفريق والابتعاد كل الابتعاد عن كل ما يؤثر على استعداد وتركيز الأجهزة الإدارية والفنية ولاعبي الفريق، خاصة أن الفريق المنافس ليس مرعبًا وليس في مستواه الفني المعروف عنه خلال المواسم السابقة إلا أنها تظل مباراة كأس وكل الاحتمالات بها واردة لذا يجب الاستعداد والحذر الكبير وأن يكون الهدف القادم هو الانتصار في هذا الدور والعمل بجد لإضافة بطولة كبيرة لخزائن الفريق واستغلال كل الظروف المواتية للفريق في أدوار هذه البطولة والتي قد لا تتكرر مرة أخرى. فاصلة: رغم الدعم الكبير الذي يجده الحكم السعودي إلا أنه لم يستغل هذا الدعم وهذه الثقة، ولم يستطع نيل ثقة الكثيرين في الوسط الرياضي لارتكاب الكثير من طواقمه للكثير من الأخطاء المتكررة وهذا ما يجعل المطالبات بالحكام الأجانب تتزايد بعد كل لقاء.
مشاركة :