على الرغم من اعتراف إيران ولو ضمنياً، بأن قرار التخصيب هو خطوة ألحقت بالبلاد ضرراً بقيمة 2000 مليار دولار، اعتبر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، أن عملية التخصيب هي ورقة مساومة لن تتنازل طهران عنها. وأکد المسؤول الإيراني أن المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 في الوقت الحالي لن تتجاوز البرنامج النووي، زاعماً في تصريح إعلامي، أن تخصيب اليورانيوم قد أدى إلى زيادة القوة التفاوضية لبلاده، وأنها لن نتخلى أبدا عن أداة قوية كهذه، وفق قوله. كما أضاف مساء الجمعة، عبر تطبيق "كلوب هاوس"، أن الملف النووي يعتبر اليوم أحد العناصر الأساسية لسلطة النظام الإيراني. وقال: "إذا توصلنا إلى اتفاق، فيمكننا إيقاف التخصيب بنسبة 20% وتفكيك أجهزة الطرد المركزي الجديدة على الفور، إلا أن خطوة تفكيك الأجهزة الجديدة ستستغرق بعض الوقت. طريق مليء بالأشواك جاء كلام المسؤول الإيراني في وقت أشارت فيه الكوة التي فتحت في جدار المباحثات حول إعادة إحياء الاتفاق النووي أمس الجمعة، إلى أن الطريق لا يزال مليئاً بالأشواك. وبحسب مراقبين، فإن الأسابيع المقبلة لن تكون سهلة، حيث رأى في هذا السياق، علي فايز، مسؤول الملف الإيراني في مركز "مجموعة الأزمات الدولية" في تصريح لصحيفة "فاينانشيل تايمز"، أن "الشيء الإيجابي في اللقاءات هذه، سعيها لوضع خارطة طريق، وبمجرد أن تكون هناك خطة عمل أو خريطة، لن يكون لدى الطرفان على الأقل أي أوهام حول الشكل الذي ستبدو عليه نهاية تلك اللعبة". لكنه أضاف أن التفاوض حول خريطة طريق كاملة سيكون "شاقًا وصعبًا". الجدير ذكره، أن 3 أشخاص مطلعون على الملف، كانوا أكدوا للصحيفة أيضا أن إيران أبلغت المسؤولين الأوروبيين في اجتماع عقد مطلع الأسبوع الجاري في فرانكفورت أنها تريد الاتفاق على خارطة طريق لعودة الجانبين إلى الامتثال الكامل المتبادل ببنود الاتفاق. نهج أكثر ليونة وقد فتح هذا الاقتراح، إمكانية اتباع نهج أكثر ليونة من المقترحات السابقة، مع إمكانية أن تقدم كل من الولايات المتحدة وإيران تنازلات ملموسة صغيرة على الفور. لكن العودة إلى المواقف الإيرانية المعلنة، التي تمسكت أمس برفض الرفع التدريجي للعقوبات الأميركية، في حين كررت واشنطن ألا رفع لكامل العقوبات، لا بل ذكّرت بوجود عقوبات منفصلة عن الملف النووي تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، يقدم إثباتا آخر على أن المحادثات المقبلة لن تكون نزهة سهلة للطرفين.
مشاركة :