رفضت المرجعية الشيعية في النجف تأجيل الانتخابات «لأي سبب كان»، ودعا ممثلها في كربلاء أحمد الصافي، في خطبة الجمعة العراقيين إلى المشاركة بقوة، وأشار إلى أنها فرصة «لتغيير الأشخاص والتداول السلمي للسلطة». ومن المقرر إجراء الانتخابات التشريعية نهاية نيسان (أبريل) المقبل، وشرعت مفوضية الانتخابات بالاستعدادات الفنية واللوجستية لإجرائها، لكنها أبدت خشيتها من تراجع إقبال الناخبين لتحديث سجلاتهم الانتخابية. وقال الصافي: «بعد إقرار قانون الانتخابات نطمح إلى أن تجرى في موعدها المقرر ولا نرضى لأي سبب من الأسباب تأجيلها، فهذا أمر مرفوض قطعاً ولا بد من أن تجري في موعدها المحدد». وحض العراقيين على المشاركة، منتقداً العزوف عنها، ومشيراً إلى أن «بعض الناس يقولون لو أننا لم نشارك في الانتخابات لكان أفضل، ونقول إن ردود الأفعال هذه غير صحيحة لأننا نطمح إلى التغير ولا شك في أن الانتخابات حالة من الحالات الصحية التي تحمينا كمجتمع وأجيال من الأخطار». وأضاف أن «سوء الاختيار لا بد أن يؤثر في مستقبلنا، والمشاركة في الانتخابات أمر سليم والعزوف عنها سيء، بل العكس، سيكرس المشاكل ونحن نريد التغيير». وتابع أن «الإخفاق في حالة أو حالتين أو اكثر لا يؤثر في اصل المبدأ. ولنرجع إلى العقود الماضية وننظر إلى حالها، فلا بد إذن من عدم التقاعس فتراكم التجارب مهم جداً. وأنت كناخب يمكن قد أسأت الاختيار أو قد اشتبهنا بهذا الشخص أو ذاك، لكن يجب أن لا يتكرر ذلك ولا نجلس في البيت ونقول كذا وكذا فهناك قانون قد سُن وموعد قد حُدد». وعن الأضرار الناجمة جراء الأمطار والسيول التي اجتاحت محافظات عدة، قال الصافي: «يجب البحث في أسباب ومشاكل هذه الأزمة»، لافتاً إلى أن «بعض مشاريع تصريف المياه يشوبه الخلل من خلال عدم إشراف المهندس أو المسؤول وترك الأمر للعامل البسيط ليتولى ذلك». وطالب المسؤولين بـ «عدم إلقاء اللوم في التقصير بعضهم على بعض، لأن المسؤولية مشتركة وهناك خلل لا بد من أن يعالج». وزاد: «العام الماضي كان إنذار من طبيعة لمعالجة آثار السيول والأنواء الجوية». وتساءل: «من يتحمل هذه الخسائر، من تعطيل عمل الدولة والعائلات التي هجرت وتضررت جراء الأمطار؟ اذا كانت المشكلة خارج إطار المسؤول يمكن عدم تحميله المسؤولية ولكن هناك مشاكل حقيقية تحتاج إلى حلول».
مشاركة :