المتعة والسعادة

  • 3/3/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

العالم الافتراضي مليء بالعلوم المفيدة والمقاطع الجميلة التي قد تساعدنا في فهم بعض الأمور أو تصور شيئًا منها إما في حاضرنا أو مستقبلنا، فهناك الكثير من المغردين وقد نطلق عليهم هواة لجلب ما هو جميل ومفيد من المقاطع وترجمتها وإرسالها إلى الجميع ليستفيدوا من محتوى تلك المقاطع وما تتضمنه من عبر وفوائد وتجارب. من هذه المقاطع الجميلة والكثيرة مقطع وصلني عبر الواتس آب لشخصية أمريكية  يدعى الدكتور روبرت ليوستج، وهو عالم الغدد الصماء في مقابلة معه بإحدى القنوات التلفزيونية يتحدث عن الفرق بين المتعة المؤقتة والسعادة الدائمة، وشدني ما قاله من طرح رائع ومقنع، فيقول: المتعة والسعادة الكثير من الناس لا يفرقون بينها فالمتعة قصيرة المدى والسعادة طويلة المدى. وهنا أتفق معه كثيرًا لأن الكثير يفكر في المتعة المؤقتة ولا يفكر في السعادة الدائمة، فالسفر مثلًا من المتع اللحظية التي تنتهي بعودتك إلى وطنك، كذلك استمتاعك بمشاهدة مباراة أو فيلم أو متابعة مسلسل تظل من المتع المؤقتة وليست تجلب لك السعادة الدائمة، لذلك تكون السعادة إنما بإسعاد الآخرين ومساعدتهم والوقوف معهم في محنهم وتحسين ظروفهم، فالسعادة تكون بحب الناس الذي لا ينقطع ولا ينتهي، السعادة أيضًا تكون برضاء الوالدين من خلال تعاملك الرحيم معهما ومن خلال برك بهما، السعادة ليست بضاعة معروضة لتُشترى وتباع، إنما هي شعور لا يمكن يأتيك إلا من خلال عمل جميل تقوم به، كذلك لا يمكن أن تتحقق السعادة بامتلاكك للأشياء أبدًا بعكس المتعة التي يمكن تحقيقها بامتلاك للأشياء. ويقول: إن المتعة المفرطة قد تؤدي للإدمان ولكن لا يوجد مسمى إدمان في السعادة، وفعلًا أي متعة يبحث عنها الإنسان ويفرط بها قد تؤدي إلى الإدمان، بعكس السعادة التي يكون إدمانها مريحًا للقلب والنفس والبدن، وذكر أيضًا: أن المتعة حسية بعكس السعادة فهي روحية، فيتمثل ذلك في لأن المتعة تكون في الأخذ أما السعادة فتكون بالعطاء، فكلما أعطيت وبادرت سواء بجاهك أو مالك أو ما تستطيع القيام به فهذه سعادة داخل النفس. فهناك الكثير والكثير من الميسورين والتجار لا يدركون هذه السعادة لأنها لا تأتي إلا بالعطاء وقليل من الناس يجيد العطاء ويبحث عن سعادته بالعطاء والبذل. ويقول: إن المتعة تجدها وأنت لوحدك بعكس السعادة التي لا تكون إلا باجتماعك مع الناس وحبك لهم وتبادل ذلك الشعور بينهم، وهذه السعادة مهمة للغاية وهي علاقتك بالآخرين واهتمامك بهم وتقديرهم واحترامك لهم سوف يوفر لك ذلك سعادة دائمة، لذلك كلما زادت متعتك قلت سعادتك، لذلك يمكن القول إن المتعة لحظات تصنعها لك المواقف بعكس السعادة التي تكون حالة تفاعلية داخلية تعتمد على كل عمل جميل تقوم به من عطاء أو حب أو اجتماع.

مشاركة :