الشكوى لغير الله مذلة

  • 5/9/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تماشيًا مع الموضة، وضعت إدارة مستشفى ساق الغراب وزعيمها د. أبو  الريش، استبيانًا للمرضى لتقييم الخدمة وجعل المريض شريكًا لتجويدها وتقديم الأفضل. فتحت الصناديق وكانت الإجابات: «أبو العريف» طالب بزيادة غرفة الولادة وإنشاء مستشفى للنساء والولادة، متسائلًا: أين الوعود وأين الهبات والتبرعات؟ زوجتي ولدت بالممر ونحن بانتظار سرير!. أما المواطنة «ريشة في مهب الريح» فقالت: ألا تعلم يا مدير أن هناك آلاف الولادات سنويا بـ«ساق الغراب» ولا مستشفى لدينا، أنا أعمل بـ«ساق الغراب» أُصبت بنزيف وكدت أموت أمام الطوارئ بين انتظار طبيب وغرفة عمليات وسرير مفقود. أما المواطن «أبو عودين» فقال: لقد شبعنا من الوعود، فقير وبدون تأمين وظروفي لا تساعدني بالخاص، ولو كان لي من الأمر شيء لأسميتكم إدارة الوعود، فاتقوا الله في المرضى. «أبو الشر» يقول: لا نسمع عن إدارتكم إلا الكوارث والمصائب، وحتى أكون عادلًا فإن تصدر أخباركم وأخطائكم ومشاكلكم الطبية صفحات ومواقع الإعلام ينافس عدد الوعود والمشروعات التي وعدتم. المواطنة «أم الصبيان» تردد ما يبعث على الفرح مقدار الصبر الذي يتحلى به أهلي بساق الغراب وتقبلهم المآسي برحابة صدر، وما يبعث على الأمل أنه مع كل مطالبة، يردد المسؤولون أن المريض هو شغلنا الشاغل «وأفلحوا إن صدقوا». العجب العجاب أن كل الإداريين مصرون كل يوم على ضرورة تطوير الخدمة الصحية المقدمة، وأبناء «ساق الغراب» يرددون: نسمع جعجعة ولا نرى طحينًا، اتقوا الله وارحموا أهل ساق الغراب المرضى والأصحاء، يرحمكم رب السماء. وقبل فرز الباقي تم إقفال الصندوق وإتلاف «حرق» محتواه مع وعد بالبحث عن طرق أخرى للتقييم، وتم تغيير شعار الإدارة إلى: الشكوى لغير الله مذلة. أتمنى أن تعمم التجربة «الغرابية» وتفعلها مستشفياتنا، ويصبح صوت المريض مكونًا أساسيًا في تطور الخدمة.

مشاركة :