من خلال تجربتي في سلك التعليم امتدت لما يزيد عن ثلاثة عقود وجدت أن وزارة التعليم لم تحقق العدالة في أنصبة المعلمين وهذا ما يسبب الغبن للبعض إذ ينوء كاهل البعض بنصاب يعادل أربع وعشرين حصة في الأسبوع فيما يرفل البعض بنصاب مخفض لا يزيد عن عشر حصص فقط وفي وقت سابق طُرحت اقتراحات بهدف تحقيق شيئاً من الرضا بتخفيض نصاب المعلم مع زيادة سنوات الخدمة والاستفادة من خبراته في إثراء البيئة التربوية من خلال تنظيم جلسات إشرافية مع المعلمين المبتدئين فضلاً عن إعداد نشرات تربوية وتنفيذ دروس تطبيقية داخل المدرسة ليستفيد منها المعلمون ومن المقترحات أيضاً إقامة برنامج لإعداد المعلمين بهدف تأهيلهم وتطوير قدراتهم وتنمية مهاراتهم بعدها يمنحون رخصة معلم بعد خضوعهم لدورات تدريبية ولقاءات تربوية وبرامج معدة في هذا الصدد، وهاهي الوزارة تقر برنامج إعداد المعلمين في الجامعات وتعتبر خطوة رائعة ومن خلال هذه البرنامج يمنح المعلم فرصة تقديم عطاء أفضل في العملية التدريسية هذا إذا ما عرفنا بأن المقياس الأول لنجاح المعلم هو تمكنه من استثمار قدرات الطلاب وتنمية مهاراتهم التفكيرية وحفزهم على طرح الأسئلة الإبداعية والتعرض للمشكلات وطرح الفرضيات وإيجاد الحلول المناسبة فالتعليم ليس في الحفظ والتلقين الذي يصفه البعض بأنه الحد الأدنى في هرم “بلوم” لذا يتطلب الارتقاء بالتعليم كي يتمكن الطالب من التفكير النابه والوعي لمستجدات الحياة مع القدرة على حل المشكلات التي تواجهه فضلاً عن قدرته على الحوار مع جميع الأطياف هنا يحقق التعليم فائدته ونجاحه . رأي جمعان الكرت j.alkarat@saudiopinion.org
مشاركة :