يقال «أن تأتي متأخرًا خيرٌ من ألا تأتي» وتستعمل هذه الجملة كثيرًا كتبرير للتأخر وعدم المواكبة، فالحال في بعض الأحيان ينقلب على ذلك الآتي، فيواصل تأخره بينما يستمر الباقون وتبقى له محاولة اللحاق بهم. ما بالك لو كان الحال هو أنك أتيت، أتيت مبكرًا جدًا قبل الجميع، ثم استطاعوا اللحاق بك لأنك اطمأننت لمكانتك ومكانك كأن ليس في عالمك غيرك، فسكنت لذلك وانشغلت عنه، وعدت لمنطقة راحتك التي تضمن لك نجاحًا حاضرًا غير عابئ بالاستدامة وتقديم القيمة المطلوبة. هذا هو ما طرأ ببالي بالضبط حين شاهدت إعادة تدشين منصة شاهد التي تقدمها MBC، حيث بدا واضحًا ذلك التدشين هو محاولة كبيرة للحاق بركب جمهور البث حسب الطلب، وهو جمهور متزايد، لا يعني ذلك أن مشاهدة القنوات التلفزيونية ستندثر لكن من المؤكد أنها ستُقنن ليبقى منها السمين فقط ويُرمى الغث، كما أنه سيكون أكثر تفاعلية، ومبنيًا على المتلقي الذي يجب أن تخدمه التقنية بحيث يصله برنامجه الذي اختاره متى وأينما أراد وعلى أي شاشة متوفرة بين يديه سواءً كانت هاتفًا ذكيًا أو جهاز كومبيوتر. فلم يعد تدشين القنوات أو المنصات هو الدلالة على تحقيق الإنجاز بقدر ما صار إيصال إنتاجك بأسهل الطرق للمتلقي كذلك، نشاهد كذلك انحسار شعبية قنوات OSN لنفس الأسباب، فحتى وقت قريب كانت OSN معتمدة على البث التلفزيوني وتحميل المحتوى وانتظاره وقتًا طويلًا حتى يكون جاهزًا للمشاهدة، وهذا تأخر واضح عن مواكبة متطلبات العصر.
مشاركة :