بينما يجري الاثنين الرئيس الإسرائيلي مشاورات لاختيار المرشح لتشكيل الحكومة المقبلة، يمثل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أمام المحكمة في قضية فساد، حيث سيتم الاستماع إلى الشهود. رئيس الوزراء اللإسرائيلي بينيامين نتانياهو يمثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام المحكمة اليوم الاثنين (الخامس من أبريل/ نيسان 2021)، في القدس في إطار تهم الفساد الموجهة إليه تزمناً مع مشاورات يجريها رئيس الدولة لاختيار المرشح لتشكيل الحكومة المقبلة. وكان قضاة المحكمة المركزية في القدس قد حددوا الاثنين موعداً لبدء الاستماع للشهود في تهم تتعلق بقبول رئيس الوزراء هدايا فاخرة وسعيه لمنح تسهيلات تنظيمية لجهات إعلامية نافذة في مقابل حصوله على تغطية إعلامية إيجابية. وينفي نتانياهو الذي يعتبر أول رئيس للحكومة توجه له اتّهامات رسمية وهو في منصبه، ما ينسب إليه. ووجهت رسمياً إلى نتانياهو اتهامات فساد العام الماضي، نُظمت على إثرها العديد من الوقفات والمسيرات الاحتجاجية لمتظاهرين مناهضين له أمام مقر إقامته في القدس مطلقين عليه لقب "زعيم الجريمة". وليس متوقعاً أن يصدر حكم سريع في ملفات الفساد في حق رئيس الوزراء الذي لن يُجبر على الاستقالة من منصبه ما لم تتم إدانته بعد استنفاذ جميع الطعون وهو ما قد يستغرق سنوات عدة . مشاورات تشكيل الحكومة وعلى بعد عدة كيلومترات من المحكمة في القدس حيث ستعرض المدعية العامة الإسرائيلية ليات بن آري التهم الجنائية ضد رئيس الوزراء، يباشر رئيس البلاد رؤوفين ريفلين محادثات لتحديد مستقبل نتانياهو السياسي . ونظمت الدولة العبرية في 23 آذار/ مارس الماضي رابع انتخابات غير حاسمة خلال أقل من عامين ما يطيل أمد جمود سياسي هو الأطول في إسرائيل . وفاز حزب الليكود اليميني في الانتخابات بثلاثين مقعداً في البرلمان المؤلف من 120 عضواً، لكن قدرة زعيم الحزب نتانياهو على تشكيل ائتلاف حكومي قابل للاستمرار لا تزال محفوفة بالمخاطر. ويبدأ الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين مع انتهاء عطلة عيد الفصح اليهودي، ولمدة يومين مشاورات مع قادة الأحزاب لتحديد الشخص الذي يمكنه تشكيل الحكومة بغالبية 61 مقعداً في البرلمان المنقسم بشدة . ويمنح القانون الإسرائيلي 28 يوماً لتشكيل الحكومة، ويمكن تمديد هذه المهلة لأسبوعين إضافيين وفق ما يرتئيه الرئيس. ومن المتوقع أن يحصل نتانياهو على دعم 30 نائبا من أنصار الليكود بالإضافة إلى 16 نائباً يمثلون الأحزاب اليهودية الدينية المتشددة في إسرائيل وستة أصوات من حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتشدد، أي ما مجموعه 52 مقعداً. ا . وفقاً للسيناريو السابق، يبقى رئيس الوزراء بحاجة إلى تسعة مقاعد إضافية لازمة لتشكيل الحكومة. وقد يستفيد من انقسام المعارضة حول مرشح لتشكيل الحكومة. من جهته، كان الرئيس ريفلين قد أشار الأسبوع الماضي إلى أنه لن يلتزم بالاحتكام للأرقام وأنه قد يمنح تفويض تشكيل الحكومة للنائب الذي لديه فرصة أكبر . وأضاف في تصريحات أثارت حنق الليكود أن "الائتلافات الخارجة عن المألوف" ربما مطلوبة لكسر الجمود السياسي الحاصل . وفسر حزب الليكود الذي شهدت علاقة زعيمه بريفلين توترا، هذه التصريحات بأنها إشارة إلى تأييد الرئيس الإسرائيلي الضمني لمعسكر المعارضة. "القائمة الوحدة" الطريق غير المألوف؟ وفي المعارضة، فاز حزب "هناك مستقبل" الوسطي بزعامة المذيع التلفزيوني السابق يائير لابيد بـ 17 مقعداً، ويبدو من الصعب أن يصل الزعيم المنشق عن الليكود جدعون ساعر وحليف نتانياهو السابق نفتالي بينيت وغيرها من أحزاب اليسار والوسط إلى اتفاق . بينما وفي تحول غير مسبوق لسياسات تشكيل الائتلافات السياسية في إسرائيل، يبدو أنه من المستحيل على معسكر اليمين ومعسكر المعارضة تشكيل حكومة من دون دعم حزب "القائمة الموحدة" الإسلامي بزعامة منصور عباس الذي حصل على أربعة مقاعد . وقال عباس إنه منفتح على جميع الأطراف، إلا أن حزب الصهيونية الدينية اليميني المتشدد استبعد المشاركة في حكومة إلى جانب القائمة العربية الموحدة، الأمر الذي يجعل احتمال تشكيل نتانياهو لائتلاف حكومي أصعب. والوضع ليس أفضل في صفوف المعارضة، ما يزيد من احتمال إجراء انتخابات خامسة في أقل من ثلاث سنوات . والأربعاء، سيعلن الرئيس الإسرائيلي عن النائب الذي سيعهد له مهمة تشكيل الحكومة، وفي حال فشل في ذلك، سيتعين على ريفلين اختيار الاسم الثاني في القائمة. و.ب/ ع.غ (أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :