لم تتكشف الحقائق الكاملة لحادث الاعتداء الإرهابي على معمل بقيق وخريص، حتى وقت كتابة هذه المقالة، ولكن ما توافر من المعلومات الأولية لهذا الحادث الإرهابي، يشير إلى أنّنا أمام تطورٍ نوعي لهذه الهجمات الإرهابية. كما يشير إلى أن الخناق قد ضاق على نظام الملالي في طهران، فلم يعودوا متمسكين بسياسة الصبر الفارسي، والمراوغة المجوسية المماطلة، بل أصبحوا يستجدون ردة فعلٍ على حماقاتهم، تمكنهم من الهرب إلى الأمام وتوسيع قائمة الخيارات التي ضاقت عليهم، كل ذلك سيلحظه المتابع، في الطريقة التي أضحت تتصرف بها أذناب إيران في المنطقة، وفي تصريحات أبواقهم الإعلامية في محور المماتعة وأبناء شريفة، حيث غلبت نبرة النزق الخائفة، وتبدى وجه الشماتة الدميم الذي كان مستترًا، وغابت الموضوعية المزعومة، والوقار التحليلي المصطنع. كل ما سبق لا يعني أنّ الخصم الضعيف لم يعد مؤذيًا، بل يعني أنّه أصبح يائسًا، وهذا أخطر وأدعى للحذر والاستعداد، ولذلك يجب علينا كسعوديين أن نتعامل مع هذه التطورات الخطيرة بكل ما نستطيع من المسؤولية والحكمة والصبر. فيما يتعلق بطبيعة الرد الذي يجب أن تقوم به السعودية وحلفاؤها، ربما كان من المناسب أن نتركه لقيادتنا العسكرية التي تملك جميع المعطيات، وتستطيع اختيار الرد المناسب، بعيدًا عن العواطف التي تقود المواطن الذي تملكه الغضب من هذه الاعتداءات الجبانة والمتكررة، ويجب أن يثق المواطن أنّ لدى السعودية من الإمكانيات العسكرية والسياسية ما يمكنها من الحفاظ على الوطن ومكتسباته، وبتر كل من يحاول المساس به، نظرةٌ سريعةٌ على التاريخ الحديث تغني عن الإسهاب في هذا الجانب. هناك من حاول أن يستغل هذه الأحداث الإرهابية لشق وحدة صف أهل هذا البلد، وهذا أمرٌ لا يقل بشاعةً ودناءةً عن العمل الإرهابي نفسه، فليس هناك من يحق له التشكيك في أي مواطنٍ سعودي، سنيًا كان أو شيعيًا، فكل أبناء هذا الوطن كاملو الأهلية والمواطنة، وعلينا كمواطنين أن نصفع كل من يحاول المساس بتلك الأهلية أو تصنيفها، كما يجب علينا عدم الانجرار خلف حفلات الشتائم والكراهية والشماتة التي يحييها أعداء هذا البلد والمتربصين به، يجب أن نهزمهم أخلاقيًا قبل كل شيءٍ، وبعده كذلك. أمرٌ أخير بشأن هذه الهجمات، سواء تمت من العراق أو اليمن، علينا أن نعرف أن من قام بها هي إيران، وأن نتجنب الإساءة إلى أهلنا من الشرفاء في اليمن والعراق، فهم مغلوبون على أمرهم، وقد مسهم الضر من نظام الملالي أضعاف ما مس غيرهم. سترد السعودية وسيوجعهم ردها، أمّا تفاصيل ذلك فلم أخض فيها، لأنَ هناك في قيادة هذا البلد من يعرف أكثر مما نعرف، ويستطيع أكثر مما نستطيع.
مشاركة :