وكان يتحدث إثر اجتماع مع مسؤولين أتراك كبار خصص لمناقشة رسالة مفتوحة نشرها نهاية الأسبوع 104 من الضباط السابقين وحذروا فيها من الخطر الذي ينطوي عليه في رأيهم مشروع "قناة إسطنبول" الذي يدعمه اردوغان، ويطاول معاهدة تضمن حرية عبور مضيق البوسفور. ووصف إردوغان الرسالة بأنها "ضارة" مؤكدا أن "الانقلابات (في تركيا) حصلت دائما بعد تصريحات مماثلة". ويعتبر مسؤولون أتراك أن القناة الجديدة تكتسي أهمية حيوية لتخفيف الضغط عن مضيق البوسفور في إسطنبول، الذي يعد ممرا أساسيا للتجارة العالمية عبرته العام الماضي أكثر من 38 ألف سفينة. وحركة عبور المجرى المائي بين أوروبا وآسيا كثيفة وشهدت مؤخرا حوادث كثيرة. لكن معارضي المشروع يعتبرون أنه وبمعزل عن تأثيره البيئي، يمكن أن يقوّض اتفاقية "مونترو". الانقسام يطال الوسط النسوي في تركيا بعد انسحاب أردوغان من اتفاقية تحمي حقوق المرأة اليونان تتهم تركيا بتسهيل عمليات هجرة اللاجئين غير الشرعيين إلى أوروبا وتضمن اتفاقية مونترو حرية عبور السفن المدنية عبر مضيقي البوسفور والدردنيل في السلم والحرب. لكن الاتفاقية تفرض قيودا على مرور سفن حربية لا تنتمي الى الدول المطلة على البحر الأسود، عبر المضائق التركية. ويقول بعض المراقبين إن تغير وضع الاتفاقية المحتمل إذا اعتمد مشروع القناة، يمكن أن يسهل وصول سفن حربية أمريكية الى البحر الأسود. واعتبر إردوغان أن "الصلة التي أقامها (الضباط) بين قناة إسطنبول واتفاق مونترو خاطئة تماما". وأضاف "لا نعمل ولا ننوي التخلي (عن الاتفاق). إذا احتاج الأمر في المستقبل، يمكن أن نعدل اي اتفاق إذا كان ذلك يتيح لبلادنا المضي قدما". وتابع إردوغان "نرى إن الإيجابيات التي يقدمها اتفاق مونترو لبلادنا مهمة، وسنبقى ملتزمين هذا الاتفاق حتى نجد فرصا أفضل". والإثنين، اعتقل عشرة من الضباط موقعي الرسالة.
مشاركة :