بدون شك، إن إيران تجاوزت الخطوط الحمراء في ممارساتها التخريبية في المنطقة، وبلغت درجة غير مسبوقة في سياساتها العدائية، ساهم في هذا التمادي لعبها على أتون الاتفاق النووي، وما عصف بالمنطقة من أحداث الفوضى التي أفرزتها نتائج «الربيع العربي» المشؤوم، تحاول إيران تطويق المنطقة واختراق دولها عبر عملائها وأذرعها العسكرية، لتتمكن من السيطرة ثم الاستيلاء على تلك الدول. إن السياسة الإيرانية، اعتقدت أنها قادرة على التمادي بعد الاتفاق النووي، وأن بوسعها التحكم باللعبة السياسية، عبر التحايل، والتلاعب، دون أن تدرك أن هناك خطوطًا حمراء، لا تقبل أمريكا تجاوزها. السعودية تتقن جيدًا قواعد اللعبة السياسية، وقادتها ماهرون جدًا في قراءة المشهد السياسي، وخبراء في صنع القرارات المصيرية، تتسم السياسة السعودية عبر تاريخها بالتوازن، والحكمة، والتأني، وضبط النفس، فهي لا تستفز أبدًا، ولا يمكن جرها إلى أتون القرارات المتسرعة. وهذا ما يؤكده حديث سمو ولي العهد لصحيفة الشرق الأوسط، والذي جاء بتوقيت سياسي مدروس، ليوجه رسالة سياسية بلغة واضحة صريحة بعد الاعتداءات الإيرانية على ناقلات النفط، مؤكدًا على عمق العلاقة الأمريكية قائلا: إنها عامل أساسي في تحقيق أمن المنطقة واستقرارها، مشددًا على أنها لن تتأثر بأي حملات إعلامية أو مواقف من هنا وهناك. ثم تأكيده على موقف السعودية من تصاعد التوترات من الجانب الإيراني، قائلا: السعودية لا تريد حربًا في المنطقة، ولكننا لن نتردد في التعامل مع أي تهديد لشعبنا وسيادتنا ومصالحنا الحيوية. كما أن السعودية تمثل عمق العالم الإسلامي باحتضانها الحرمين الشريفين، ولكونها تحمل على عاتقها رسالة الإسلام المتسامحة، لهذا فهي تسعى إلى المحافظة على السلم العالمي وعلى نشر المحبة بين البشرية، ونبذ العنصرية والطائفية، فهي تحارب بضراوة كل منابع الإرهاب والتطرف، حيث يقول ولي العهد: لذا ستجد أن دور السعودية منذ تأسيسها الساعي دومًا لنبذ التفرقة والطائفية والتطرف والحفاظ على وحدة واستقرار المنطقة والسلم الدولي. بينما تسعى إيران إلى نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار، كانت يد السعودية دائمًا ممدودة للسلام مع إيران لتجنيب المنطقة وشعوبها ويلات الحروب والدمار.
مشاركة :