عند الحديث عن التعليم فان اول مايتبادر إلى أذهاننا معلم مع طلابه في مدرسة ما يتلقون تعليمهم وينهلون من الوان العلوم والمعرفة، ولكن هل تبادر إلى أذهاننا يوما ما ماهو التعليم ولما نتعلم، عند الحديث عن التعليم والعملية التعليمية برمتها لاشك اننا سنتحدث عن أهم ركائز النهضة والبناء في المجتمعات الانسانية فالتعليم يعد سبب مباشر لرقي وتقدم المجتمعات، وسبب مباشر في حل المشكلات وقضاء الحوائج ، وإيجاد الطرق الأسهل والأفضل في ممارسة الأنشطة اليومية فالتعليم بيئة تربوية متكاملة لاتهتم بالتعليم فقط بل تهتم بالفرد وبنائه وتنشئته التنشئة الصالحة لخدمة نفسه اولا ومن ثم مجتمعه فصلاح الشعوب وتقدمها يقوم على بناء الأنسان اولا، وأيضا من ابرز اهتمامات التعليم الاهتمام بالسلوك الأخلاقي والاهتمام بالموروث الثقافي والاجتماعي والديني وتعزيز التواصل مع اللغة الأم وتعزيز التواصل مع الشعوب الأخرى بلغاتها المختلفة اونلحظ كل يوم عن اليوم الذي يسبقه تطورا ملموسة وتقدما هائلا في كل ماتراه حولنا ومن نواحي متعددة سواء كانت نواحي معرفية او تقنية او اقتصادية أو ثقافية ، ومن هذا المنطلق كان للمنظومة التعليمية أن تلحق بالركب وتسارع بالخطوات الحثيثة لمواكبة مستجدات العصر وذلك بالأخذ في تطوير كل عناصر العملية التعليمية بدأ بالمحتوى التعليمي والمعلم ووصولا الى المتلقي (المتعلم ومحاولة بناء الانسان ومنحة القدرة على التفكير والأبداع وخلق الفرص الجيدة والمستجدة الدمجه مع هذا التسارع العجيب وجعله فرد صالح واعي ، قادر على الأبداع والبناء والابتكار. وبالنظر لعناصر التعليم المهمة نجد أن من أهمها المحتوى التعليمي المقدم فيجب ان يكون متجدد ، مواكب التطور، يبعث على الاكتشاف ويحفز على الابتكار، ويمنح المتعلمين فرص تطويرية ويكسبهم مهارات جديدة ويحفز الموهوبين والمبدعين على المضي قدما في ابراز مواهبهم وخلق ابداعاتهم، والعنصر الثاني الذي يلعب دورة أساسي وجوهري في العملية التعليمية هو المعلم فهو القادر على إعداد المتعلم إعداد سليم وذلك بتوسيع خبراته ومدارکه ولايقتصر المعلم دوره على ذلك فيجب أن يكون داعم ، محفز ، يراعي الفروق الفردية ، ويقدم مادته التعليمية بمختلف الطرق التي تؤدي الى بلوغ الهدف المنشود في ايصالها للمتعلمين بطريقة تضمن لهم تطبيقها في حياتهم بشكل جيد وتوسع مداركهم وتحفزهم على خلق الابداع من هذه المادة ، وايضا من واجبات المعلم التي قد يراها البعض غير مهمه الا انني أرى بانها من الضروريات بل من الملحات التي تجعل المتلقي يقبل على معلمه وعلى تلقي دروسه وهي بناء العلاقة الأخوية بين المعلم وطلابه ومحاولة التأثير غير المباشر على المتعلمين فالمتعلم وان كان لا يفصح فإنه دائما مایری قدوته في معلمه، لذا المعلم يقع على عاتقه صنع القدوة الصالحة والاهتمام بمشاعر المتعلمين ومنحهم الحرية والثقة بالنفس، كما لانغفل عن دور المعلم في تطوير إمكانيته وتحقيق مبادئ التنمية المهنية ومواكبة المستجدات في مجال تخصصه وتطبيق كل ماهو جديد ومستجد في مجال عمله اما العنصر المهم الأخير من عناصر العملية التعليمية فهو المتعلم الذي يعد محور العملية التعليمية التي من خلاله تتحقق الأهداف التعليمية وفقا للخصائص المعرفية والوجدانية والفردية ، ومن خلال المتعلم وقدر استجابته وانتاجه تبنى الوسائل والطرق التعليمية وتؤلف الكتب وتقام البحوث والندوات وتبني المحتويات التعليمية فهو أساس العملية التعليمية ومحورها الهام الذي من خلاله تنهض المجتمعات وتتقدم لذا وجب الاهتمام به ایما اهتمام وتقديم العون والإرشاد له وبنائه البناء 9 الصالح. إذا اعتنينا بهذة العناصر الثلاثة المهمة في العملية التعليمية فلاشك أن ذلك سيضمن لنا مجتمع واعي قادر على تجاوز العقبات والتحديات ، مواكب للمستجدات، قادر على البناء وقادر على السير في ركب الحضارة وسننعم بقوة اقتصادية وتقنية عظيمة تضمن لنا ولأجيالنا القادمة رفاهية العيش والحياة الكريمة . بقلم | سميرة أحمد الشهري
مشاركة :