حكايات في الأولمبياد (2) - عن التاجر المصري الذي أقام أول دورة ألعاب في العصر الحديث

  • 7/30/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الألعاب الأولمبية دائما ما ارتبطت بالجانب الإنساني الذي يسعى لنشر قيم الخير في المجتمع. فالإغريق أقاموها قديما من أجل السلام ومنع الحروب، وعادت من جديد للتحرر من كل ما هو عنصري. هكذا كان شعار البارون الفرنسي بيير دي كوبرتان المؤسس للألعاب الألعاب الأولمبية الحديث. كيف عادت الأولمبياد من جديد؟ حتى القرن الـ19 لم يكن هناك أي معرفة للإنسان عما لعب في 776 ق.م، حتى اكتشف علماء ألمان آثار مدينة أولمبيا ووجدوا بقايا تمثال "زيوس" وعرفوا أن الألعاب الأولمبية كانت تقام على شرفه وبرعايته. في الأولمبياد – الألعاب الأولمبية الأولى.. بدأت برعاية "زيوس" ق.م للرجال العراة فقط اكتشاف الألمان جعل دي كوبرتان يقرر إعادة النشاط للأولمبياد. اللجنة الأولمبية الدولية لم تكن قد أسست بعد، لذا عُقد بالعاصمة الفرنسية باريس مؤتمرا دولي في 23 يونيو من عام 1894 بحضور 13 دولة، لبحث أمر عودة الأولمبياد. وعليه وافق الحضور على إقامة الدورة بعد عامين في اليونان بالتحديد في مدينة أثينا التي تبعد عن بقايا مدينة أولمبيا حوالي 125 ميلا، مهد الألعاب الأولمبية القديمة. لكن اليونان رفضت. الميزانية المالية لليونان لم تكن لتسمح لاستضافة حدث ضخم. تدخل دي كوبرتان ليحاول إقناع العائلة الملكية اليونانية بالموافقة على استضافة الدورة وقرروا بيع تذاكر الحضور قبل وميداليات تذكارية وطوابع بريد خاصة بالأولمبياد، لكن أيضا ظلت الأمور المالية قائمة. وفي ظل فشل اليونان في استضافة الأولمبياد، قرر التاجر اليوناني الأصل المولود في الإسكندرية جورجيوس أفيروف تمويل اللجنة المنظمة باللازم. أفيروف تبرع بمبلغ 920 ألف درخمة يوناني، مما ساهم في إعادة بناء الملعب الأوليمبي الذي تم بتكلفة قدرت بـ585 ألف درخمة، على غرار ستاد "باناثينياك" الذي بُنى في عهد هيروديس أتيكوس في ذكرى زوجته عام 161 ميلاديا. ما قدمه أفيروف جعل اللجنة المنظمة تشيد تمثال له أمام الملعب الأوليمبي، أزيح الستار عنه في يوم 6 إبريل إفتتاح الدورة (ما يوافق 25 مارس حسب التقويم اليوناني القديم المعمول به في الستاد) التي استمرت حتى يوم 13 إبريل. شارك في الدورة 311 لاعبا من 14 دولة لمنافسة على الميداليات التي صممها الفرنسي جوليش شابلن، حضروا معظمهم على نفقتهم الشخصية، لم يشهد الحضور أي لاعب من قارة إفريقيا أو آسيا. حيث شاركت بلدان: اليونان، الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، المجر، الدانمارك، السويد، بلغاريا، سويسرا، إيطاليا، النمسا، تشيلي واستراليا. 8 ألعاب تنافس على الفوز بها الحضور، هم: ألعاب قوى، تنس، سباحة، رماية، مصارعة، رفع أثقال، جمباز ومبارزة، فيما ألغيت مسابقة التجديف بسبب عدم وصول المراكب لليونان.

مشاركة :