إيران تسعى للإبقاء على زخم نفوذها في العراق مع بدء تطبيق واشنطن الاتفاق النووي

  • 9/19/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سياسي عراقي مطلع أن هناك محاولات إيرانية تهدف إلى الإبقاء على زخم نفوذ طهران في العراق بعد الاتفاق النووي بينها وبين مجموعة «5+1»، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية. وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا» كشفت أول من أمس عن محاولة الدبلوماسيين الأميركيين في بغداد لقاء السفير الإيراني حسن دنائي فر مرارًا من دون أن يتلقوا أي رد منه. وفيما نقلت الوكالة عن سياسي عراقي قوله إن الرغبة الأميركية «تعود لإدراك واشنطن الدور المهم الذي تلعبه إيران في العراق والمنطقة»، فإنها نقلت عن السفير الإيراني قوله إن امتناعه عن اللقاء ناجم عن «عدم الثقة بالأميركيين، وعدم وجود أي ضرورة للحوار معهم». وأضافت الوكالة أن «دبلوماسيين يعملون في السفارة الأميركية في بغداد سعوا إلى لقاء السفير الإيراني في العراق، حسن دنائي فر، من خلال عدة قنوات ولمرات كثيرة على مدى الشهرين الماضيين لكنهم لم يتلقوا أي رد». وبشأن ما أوردته الوكالة الإيرانية عن لقاءات السفير الإيراني بالقيادات العراقية الرسمية منها والحزبية وعدم لقائه المسؤولين في السفارة الأميركية، قال سياسي عراقي: «بلا شك أن السفير الحالي دنائي فر له أكثر من دور في العراق، وهو أمضى فترة طويلة في العراق حتى الآن وهو يتمتع بصفات دبلوماسية تجعله مقبولا من كل الأطراف لكن مسألة عدم لقائه المسؤولين الأميركيين في سفارتهم ببغداد، هذه بحد ذاتها رسالة يتوجب على الأميركيين الرد عليها لأنه لا توجد حتى الآن علاقات دبلوماسية بين الطرفين كما أن الأميركيين تفاوضوا وجها لوجه مع المسؤولين الإيرانيين وبإمكانهم إيصال رسائل مباشرة من واشنطن إلى طهران دون المرور ببغداد». وأوضح السياسي العراقي أن «المؤشرات التي لدينا الآن هي أن هناك بداية لانحسار الدور الإيراني في العراق انطلاقا من عدة اعتبارات أبرزها التظاهرات والإصلاحات التي أعلنها رئيس الوزراء حيدر العبادي ولم ترض عنها طهران، وهو ما دفع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي إلى زيارة طهران التي أرسلت معه قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني لكي يضبط إيقاع العبادي ومرجعية النجف دفعة واحدة، وهي المهمة التي أوشك أن يفشل فيها لولا حصول أكثر من متغير على الساحة، وهو دخول الميليشيات التابعة لإيران على الخط من خلال عمليات الخطف المسلح وأبرز تجليات ذلك خطف العمال الأتراك في قلب بغداد وإطلاق سراح اثنين منهم في البصرة في أقصى الجنوب العراقي وكذلك الزيارة التي قام بها إلى رئيس السلطة القضائية مدحت المحمود، الذي ينادي المتظاهرون باستقالته، اثنان من أبرز قادة ميلشيات الحشد الشعبي وهما هادي العامري زعيم منظمة بدر وأبو مهدي المهندس»، مشيرًا إلى أن «طهران في الوقت الذي تريد الإيحاء بأن نفوذها لا يزال كما هو حتى في إطار العلاقة مع الأميركيين مع بدء تطبيق بنود البرنامج النووي الإيراني فإن «أخطر ما أفرزته التحولات الحالية في العراق بعد التظاهرات هي التصادم بين مرجعية النجف ممثلة بالسيستاني ومرجعية قم ممثلة بالمرشد الأعلى علي خامنئي، حيث بدا السيستاني مؤيدا لإصلاحات العبادي في حين أن إيران أرسلت أكثر من رسالة بأنها تقف بالضد من المحاولات الحالية لإحالة قادة شيعة كبار إلى القضاء وفي مقدمتهم المالكي». ومضى السياسي العراقي قائلا إن «طهران عملت حتى قبل التظاهرات على إظهار قائد فيلق القدس قاسم سليماني بمظهر صاحب النفوذ الأكبر في العراق، وهو ما دعا المرجع السيستاني إلى التعبير عن الرفض لذلك من خلال رسالة إلى خامنئي في مارس (آذار) الماضي حتى أن ممثله في إحدى خطب الجمعة خلال ذلك الشهر قال صراحة دون الإشارة إلى الأسماء: «إن على بعض الأصدقاء الذين يريدون مساعدتنا أن لا يتدخلوا في شؤوننا الداخلية». ويرى السياسي العراقي المطلع أنه «حين تنطلق تظاهرة في قلب مدينة كربلاء، رغم الوجود الإيراني الكثيف فيها، من خلال الزائرين ويرفع المتظاهرون شعار (إيران برة.. برة) فإن هذا يعني أن هناك رفضا شعبيا للتدخل الإيراني في الشأن العراقي»، متوقعا أنه «كلما انحسر النفوذ الإيراني شعبيا أو سياسيا ستعمل إيران على تصعيد ما هو دعائي من خلال الإيحاء بأنها لا تزال هي المتحكمة بالشأن العراقي». ومع عدم نكران مثل هذا الأمر حتى الآن لكنه «حين يصل الخلاف حول الدور الإيراني إلى داخل البيت الشيعي لجهة ضرورة وضع حد له من منطلق الموقف الصريح لمرجعية السيستاني الهادفة إلى ضبط إيقاع العلاقة مع إيران فإن طهران لا تملك سوى الاستمرار في تنمية نفوذها في مجالي الإعلام والميليشيات».

مشاركة :