إلى كل طاقة فتية من أبناء بلدي الحبيب، تلك الطاقات المتحمسة والوثابة، والورود المتفتحة والوجوه المشرقة، والأجسام الممتلئة صحة، والآمال المزهرة، والطموحات العالية، والهامات الجسورة. إليكم يا أمل الوطن، وعماد المستقبل، أبثكم لواعج صدري من خلال هذه الهمسات الصادقة التي يؤرقها الخوف عليكم، والرغبة الأكيدة في أن تكونوا الأمل الصادق المرتقب والحلم المنتظر، فهنالك من يخطط لهدمكم والقضاء عليكم، ومن يوجه سهاما قوية للنيل من أصالتكم وتراثكم، ومن يرمي صواريخ قاتلة للحط من قدركم، ومن يرمي قذائف مدمرة للقضاء على صحتكم وعافيتكم، وهنالك من يسهر ليلا ونهارا للقضاء على إسلامكم وعقيدتكم. لا تغرنكم ابتساماتهم وهزهم أكتافكم، فهم والله أشد غدرا من الأفاعي القاتلة وأشد فتكا من الأسود الضارية، قلوبهم مليئة بالعداوة والبغضاء، ويتوقون إلى الكيد لكم والنيل من قوتكم، فهل وعيتم الدرس جيدا؟ نعم أنتم أيها الشباب، يا شباب السعودية، أنتم يا من يسر الله لكم حياة طيبة آمنة مطمئنة في هذه البلاد المباركة، بين ظهراني ولاة أمور أوفياء لم يألوا جهدا في سبيل توفير كل ما من شأنه إسعاد المواطنين على اختلاف مستوياتهم، وأنتم أيها الشباب في أولويات تفكيرهم واهتمامهم. فالله الله يا أبناء بلادي، ويا ورودا زاهية مورقة ومشرقة، لا تنسوا أن المجتمع يعقد عليكم آمالا كبيرة وطموحات عالية، في أن تكونوا أعضاء نافعين تسهمون بدور فاعل ومثمر في نهضته وتنميته وتطويره، فانتبهوا وأفيقوا لمختلف السموم الموجهة إليكم، قنوات متنوعة، ومخدرات وشبكات دولية على أجهزة الحاسب تفتق بعقولكم وتدمر قدراتكم وتحولكم إلى فريسة للأمراض النفسية والعضوية الفتاكة، ومن ثم تقضي على مستقبلكم، وهذا لا يعني أنني أحجر على عقولكم من الاستفادة من مثل تلك التقنيات الحديثة، ولكن وفق تقنين الوقت وتحديد المردود والفائدة. فالجميع يعلم أنه بالإمكان الدخول عن طريق الحاسب الآلي إلى كثير من دوائر المعارف ومراكز المعلومات، ويمكن إنجاز الكثير من الأعمال والمهمات في وقت قصير جدا، وهناك ذئاب تحاول استدراجكم إلى التمرد على أهليكم ووطنكم، فكونوا على حذر وتشربوا تعاليم دينكم الحنيف التي تقوم على الوسطية والتسامح، ولا يؤثر فيكم ما يثيره أناس امتلأت قلوبهم حقدا وضغينة على مجتمعهم الطيب من خلال إثارة العنف وتسميم العقول بأفكار شاذة بعيدة عن سماحة الإسلام ووسطيته التي ارتضاها رب العالمين. وقدروا نعمة الأمن والأمان التي منّ الله بها على هذه البلاد المباركة، واتبعوا الأسلوب الحكيم في الدعوة والنصح، وأحبوا وطنكم وقيادتكم وعضوا على ذلك بالنواجذ.
مشاركة :