لعبة الكبار في أرض السلام

  • 5/17/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تدور رحى الحرب في منطقتنا العربية، وتجني الشركات العالمية مليارات الدولارات من جراء بيعها للأسلحة، لتلك الميليشيات والأحزاب المُتناحرة والقوى المُتنافسة على كعكة الوطن ولقمة عيش الضُعفاء، وقوت يومهم، وخبزهم، المُتصارعين على الزعامة ليكونوا هم الأغنياء الموالين للأعداء المطبقين للأجندة والأيديولوجية التي يرسمها لنا الأعداء. هؤلاء المرتزقة في وطننا العربي يتلاعبون بالأرزاق والقيم، ويتلاعبون بالشعوب والخيرات وينحرون البلاد العربية من الوريد إلى الوريد، ليكسبوا رضا العدو ورضا الوعود الوهمية التي يتفاخر بها أصحاب المصالح. هناك في الجزائر وفي ليبيا والسودان وغيرها، من ينتصر؟ وعلى من؟ ومن يحارب من؟ ومن ينحر أخاه لأجل من؟ أسئلة يعجز العقل العربي القابع في العقلانية أن يستوعبها، وأن يجد لها تحليلًا ينطبق على أي مشهد من مشاهد الوضع في أمتنا العربية. تناحر الأخوة في السودان، ووصلت المضاربات إلى درجة الحناجر وبلغ السيل الزبى، وتطايرت الكراسي قبل أن يتفقوا على من يمثل المجلس العسكري، ومن يكون من حزب الحرية والتغيير، وقبل أن يكون السودان في بداية الطريق للتصحيح كما يريد له عقلاء الأمة. السودان بلد الخير والسلام والخيرات، أصبح وضعه لا يسر الصديق، وأصبح مكانًا للتناحر وتصفية الحسابات، وظهر من ظهر عقب المظاهرات يؤيد الشعوب المتظاهرة، ولكنه في الحقيقة لا يؤيد إلا نفسه ليجد له مكانًا في المائدة، ليحضر معه سكينه الذي ينحر به كعكة الوطن ومطالب الشعوب. الجزائر بلد المليون شهيد يفتك بها المؤدلجون الغارقون في التبعية، لتكون لهم الكلمة العليا وتصفية الحسابات، على حساب رفعة الجزائر وأهلها ومكانتها في العالم العربي والإسلامي، وها هي الجزائر تغوص في بقعة لا يعلم مخرجها إلا الله. ليبيا والجيش والإخوان وبقية التركة، ومن يكسب، ومع الأسف أنها على حساب الثروات والشباب وعلى حساب التنمية والبناء، وعلى حساب العودة للعروبة والحضن العربي، فها هم الأعداء ومن لديهم مصالح في بقاء ليبيا والليبيين في منعزل عن العالم العربي، يعيثون في الأرض فسادًا، وإلى الله التوكلان والله المستعان.. فمتى تفيق أُمتنا؟.

مشاركة :