أين تذهب سمعةُ مدينةِ جدة؟

  • 3/23/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عدت إلى مدينة جدة بعد غياب عام، لأكتشف أن «عروس البحر الأحمر» بعراقة بحرها وفتنة شطآنها التي رست عليها المتنزهات والمطاعم والمقاهي قد ضاهت في قوة جذبها للسائحين مدنًا عربية كالإسكندرية وبيروت، فقد أضحت مزيجًا ما بين جدة التاريخية بمبانيها الأثرية والتراثية وحاراتها التاريخية، وجدة الحديثة في الكورنيش والواجهة البحرية، وأكاد أجزم أنه لن تمض أعوامٌ حتى تصبح في فخامة دبي وقوة جذبها لأصحاب المال والاستثمار، فأسواقها الباذخة لا تكف عن إغواء الزائرين وابتلاع ما بجيوبهم على الرغم من ضعف قوتهم الشرائية التي تجعلهم يتحسسون جيوبهم قبل شراء «شاورما الدجاج» التي تضمر مع الأيام حجمًا وتكتنز سعرًا – بستة ريالات فقط – حتى بعد انتفاء كذبة غلاء الإيجار وأجور العمال بعد سعودة الكثير منهم. مقابل ذلك أتساءل: ما الخدمات التي يستحقها الزائر من تلك المتنزهات والمقاهي من حيث نظافة المرافق وصيانتها وخصوصًا الكازينوهات التي تكتم على أنفاس البحر؟. فهل يعقل أن يدفع الزائر خمسة وثلاثين ريالا قيمة تذكرة دخول فعالية على واجهة البحر لحضور عرض متواضع لفرقة موسيقية مغمورة ومعرض متواضع لعدد من الطيور – التي قد تحتل ركنًا بأي حديقة للحيوانات – وحفلة طرب تذكرة دخولها مائتان وخمسون ريالا، يقف على بوابتها قوافل من الراغبين، بينما يتسكع الباقون في الخارج على أرجوحة من الرغبة في الدخول والخوف من حريق التذكرة؟ وإذا تجاوزنا عن تلك الفعالية الفارغ مضمونها لإفراغ الجيوب وعرجنا على أحد المتنزهات على البحر، نجد أن أصحابها يشترطون خمسين ريالا تذكرة للدخول مقابل الجلوس في مكان متواضع أمام مطرب من الدرجة الثالثة، وعليهم أن يدفعوا ثمانية وعشرين ريالا لنفس «الشاورما» التي تباع على الواجهة. والكارثة هنا أنهم مضطرون لارتياد دورات مياه أشبه بـ«حمامات» الطرق السريعة من حيث افتقارها إلى النظافة والصيانة.  فهل توافق وزارة التجارة على الأسعار النارية في سعر «الشاورما» وتغض الطرف عن المستوى الهابط في الخدمات التي تقدمها تلك المتنزهات؟ إذن أين تذهب سمعة عروس البحر الأحمر؟ رأي: وفاء الطيب w.altayeb@saudiopinion.org

مشاركة :