ابتسام العصفور، تشكيلية كويتية، ومن الفنانين البارزين في المرسم الحر التابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، ومعظم لوحاتها وأعمالها الفنية تنتمي للمدرسة الواقعية. وتُعرف العصفور بانخراطها الدائم في تقديم أعمال فنية مستلهمة من التراث الكويتي، والتراث العربي أيضا، بجانب انشغالها في تنظيم العديد من المعارض والملتقيات الفنية المحلية والدولية، التي تصب في توظيف الفنون التشكيلية، في توثيق وحفظ المعالم التراثية والتاريخية من عمارة وآثار ومعالم، وشخصيات وطنية وفنية وثقافية كان لها بصماتها وتأثيرها في تاريخ الشعوب والبلدان. وعلي سنوات، ومن خلال حضورها الثري في المرسم الحر، ودورها النشط كمنسقة للمعارض في قطاع الفنون التشكيلية، بالمجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، اكتسبت خبرات متميزة في مجال القدرة على تنظيم المعارض، وباتت تتمتع بتواصل مع معظم فناني العالم العربي. وصارت من الوجوه التي يُستعان بها من قبل بعض المؤسسات التي تسعى للقيام بدور ثقافي وتنويري، عبر إقامة معارض فنية تحمل نكهة تراثية على غرار المعرض الأخير التي تولت التنسيق له الفنانة ابتسام العصفور، واستهدف توثيق معالم سوق المباركية التاريخي في قلب الكويت. ولا يقتصر اهتمام ابتسام العصفور على القيام بتنظيم وتنسيق المعارض، ولا يؤثر ذلك النشاط التنظيمي - الذي تقوده من أجل تفعيل دور الفنون في حفظ وتوثيق التراث ونقله للأجيال القادمة - على نشاطها كفنانة تشكيلية حاضرة في المشهد الفني بقوة، فهي لا تغيب أبدا بجديدها وعطائها وإبداعاتها الفنية عن المشهد التشكيلي الكويتي والعربي. وقد كانت من بين مشاركاتها الأخيرة، حضورها في ملتقي إمطي للفنون، والذي انتظم بمبادرة من الفنانة التشكيلية العمانية المعروفة، ورئيسة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية – سابقا – الفنانة مريم الزدجالية، واشتركت فيه الرابطة العربية للفنون، برئاسة الفنانة التشكيلية السعودية القديرة، نجوى رشيد، وهو الملتقي الذي استهدف توثيق معالم وآثار وعمارة وتراث قرية أمطى التاريخية في سلطنة عمان. وطوال رحلتها مع الفنون التشكيلية، تتواصل مشاركات الفنانة الكويتية ابتسام العصفور، في العديد من المعارض ما بين معارض تشكيلية شخصية، ومعارض وملتقيات مشتركة مع فنانين كويتيين وعرب، مع مشاركتها بمعرض أيام كويتية، ومعرض "ذاكرة الأصوات"، إلى جانب معارض الربيع، والقرين، وومضات، والليوان، وآثار وزوايا، ورسائل لونية، و25 فبراير، والمباني التراثية، وجماليات عربية، والفن المعاصر، وأيام شرقية، فنانون حول العالم، وأسبوع الكويت للتراث. كما شاركت بمعارض دولية في عدد من الدول بينها مصر والسعودية والإمارات والأردن وتونس وتركيا، وفى كل معارضها ومشاركتها تواصل الفنانة ابتسام العصفور استلهام التراث الكويتي، بكل تفاصيله وعمارته وشخصياته وفنانينه ومبدعيه، وشخصياته الوطنية والسياسية. وتري العصفور أن التراث العمراني هو نبض الماضي، وشاهد تاريخي على حضارات زائلة بقيت آثارها العمرانية كشاهد يروي حكايات وأمجاد خلدها التاريخ، وشكلت هوية من سكنوها. وفى اعتقادي أن استقبال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بالكويت، كامل العبدالجليل، في مكتبه، قبل أيام قلائل، للفنانة ابتسام العصفور بعد النجاح الذي حققه منسقة معرض "رؤى تشكيلية في المباركية"، والذي أقيم في سوق المباركية التراثي، وقامت بدور المنسق العام له، اعتقد أنه استقبال يحمل رسالة شكر، ويأتي في صورة تكريم لفنانة أعطت الكثير لوطنها وللحركة التشكيلية الكويتية والعربية. قال العبدالجليل – حسب بيان صدر بعد استقباله للفنانة ابتسام العصفور - إن المجلس، ممثلاً بقطاع الفنون، يشجع أي مبادرة فنية من شأنها إنعاش الحركة التشكيلية في الكويت، ويدعمها بكل الوسائل، كما يدعم أي تظاهرة فنية خاصة من شأنها أن تجمع الفنانين الكويتيين وغيرهم من الجنسيات في المناسبات الوطنية أو الفنية العامة على اختلاف مسمياتها، وتم - بحسب البيان - اقتناء لوحة "بائع التمر"، للفنانة العصفور، والفائزة بالمرتبة الأولى من قبل المجلس الوطني. ومن جانبها، أكدت العصفور بأن استقبال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، يعكس الاهتمام بالفن التشكيلي وبالفنانين عموماً.
مشاركة :