ابتسام العصفور توثق المظاهر الشعبية الرمضانية بلوحات باهرة

  • 4/15/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل الفنانة التشكيلية الكويتية، ابتسام العصفور، مشروعها الفني الخاص الذي يستهدف توثيق التراث والفلكلور والعادات والمظاهر الشعبية، والعمارة والمعالم التاريخية بوطنها الكويت وبلدان الوطن العربي.  ويأتي هذا المشروع الفني الخاص للعصفور في إطار إيمانها بأن التراث وكل ما يتعلق به من الموروثات الثقافية والشعبية، يُعد أحد مكونات الهوية الوطنية للشعوب، وجزء من تاريخ كل أمة، ومن هنا فقد بات من المهم أن تسعى المجتمعات لصون وتوثيق وإحياء ذلك التراث، وهذا الموروث الغني ونقله للأجيال، وذلك وفقا لقولها.  وقد نجحت الفنانة ابتسام العصفور في أن توظف أدواتها الفنية، وخبراتها بمجال الفنون التشكيلية، في خدمة التراث، وذلك عبر تقديمها لمجموعات فنية مختلفة من اللوحات التي غطت موضوعات تراثية مهمة كويتيا وعربيا.  وفي هذا الإطار فقد أعادت العصفور تقديم مجموعة من اللوحات التشكيلية التي وثقت من خلالها المظاهر والعادات الشعبية المصاحبة لشهر رمضان المبارك في وطنها الكويت.  وقد ضمت تلك المجموعة الفنية الرمضانية موضوعات عدة تتصل بتلك الموروثات الثقافية والشعبية التي تتناقلها الأجيال قبل قدوم شهر الصوم وطوال أيامه ولياليه.  وتقول الفنانة ابتسام العصفور، ان شهر الصوم له مكانة خاصة لدي العرب والمسلمين، ويتفرّد بمظاهر شعبية وتراثية خاصة يعمل الناس على إحيائها.  وأشارت إلى ان ملامح الأمكنة تتغير في شهر رمضان، وترتدي ثوبا جديدا ومختلفا، فتتزين المساجد بألوان من الإضاءة المبهجة، وتعم الزينة الرمضانية الشوارع والحارات والأزقة، وتزدان واجهات المنازل بفوانيس رمضان وكل المظاهر المعبرة عن الفرحة بقدوم شهر الصوم.  ولفتت إلى أن وطنها الكويت، يتميز بمجموعة من العادات والمظاهر الرمضانية، التي تغلفها أجواء إيمانية وروحانية تأثر القلوب، وأن تلك العادات باتت تتباين تفاصيلها ومظاهر ما بين الماضي والحاضر، وأنه من هنا جاء دورها كفنانة تشكيلية في توظيف ريشتها لتوثيق تلك المظاهر والعادات الشعبية والتراثية وحمايتها من الاندثار ونقلها للأجيال.  وروت لنا الفنانة التشكيلية الكويتية ابتسام العصفور، أن من المظاهر التي حرصت على أن توثقها بريشتها وعبر لوحاتها عادة "دق الهريس" أي القمح، والتي يبدأ الاستعداد لها منذ شهر شعبان، وذلك لإعداد أحد الأطباق الرمضانية، حيث تقوم النساء بوضع حبوب القمح في "منحاز" لفصل القشر عن الحبوب، وذلك وسط أجواء احتفالية وترديد لأغنيات "الفن العاشوري"، وغير ذلك من المظاهر التي اندثر كثير منها اليوم، وهو الأمر الذي يؤكد أهمية دور الفنون في توثيق تلك المظاهر والعادات وحفظها للأجيال.  والمسحراتي هو أحد المظاهر الشعبية الرمضانية التي وثقتها ريشة الفنانة ابتسام العصفور، من خلال لوحتها "الطبيله" وهي تصغير لكلمة طبله، و"أبوطبيله" هو الشخص الذي يقوم بالطواف بين المنازل في ليالي شهر الصوم وإيقاظ الناس لتناول السحور، وهو يدق على "الطبله"، أو "الطبيله" مرددا بعضا من الكلمات والأشعار التي باتت اليوم جزءا من التراث:  لا إله إلا الله  محمد رسول الله  اصحي يا صايم يا نايم  واعبد ربّك الدايم  قــوم صل قــوم صوم  واتسحّر بالمقسوم  لا إله إلا الله  محمد رسول الله  لا إله إلا الله  محمد رسول الله.  كما وثقت لوحات الفنانة ابتسام العصفور، عادة "القرقيعان" في الكويت، وهي عادة تتم أيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من شهر رمضان، وفي تلك الليالي يقوم الناس – كما تروي العصفور – بتوزيع المكسرات والحلوى على الأطفال، الذين ما أن ينتهون من تناول طعام الإفطار حتى يسارعون بالسير في الشوارع في مجموعات، مرتدين الأزياء الشعبية، وحاملين أكياسا من القماش التي تخيطها الأمهات من الخيش وقطع القماش الزائد ليجمع فيها الأطفال ما يوزع عليهم من المكسرات والحلوى في ليالي "القرقيعان".  وفيما يتجول الفتيان في الأحياء، تكتفي الفتيات بالتجوال على بيوت الجيران وهنّ يرددن:  قرقيعان وقرقيعان   بيت قصير ورميضان   عادت عليكم صيام   كل سنه وكل عام   يلا تخلي فلان يالا تخله لامه  عسى البقعه ماتخمه ولا توازي على أمه.  و"الغبوق" أيضا من العادات الرمضانية التي سجلتها مجموعة اللوحات الرمضانية التي رسمتها ريشة الفنانة ابتسام العصفور، والكلمة كما تقول العصفور تعني ما يتناوله الانسان من الأطعمة ليلا، وهي وجبة خفيفة بين الإفطار والسحور، وهي تحتوي على أطعمة عدة بينها "الباجيلا" و"النخى"، بجانب الحلوى الرمضانية مثل "الزلابية".  وهكذا من خلال تلك اللوحات وغيرها، سعت الفنانة التشكيلية الكويتية، ابتسام العصفور، لتوثيق مظاهر شهر الصوم، وما يتعلق به من موروثات وعادات شعبية، أملا في المحافظة عليها وحمايتها من الضياع، لتبقي حية في عيون وقلوب الأبناء.  يُذكر أن الفنانة التشكيلية الكويتية، ابتسام العصفور، عضو بالمرسم الحر التابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، وهي فنانة تنتمي للمدرسة الواقعية الانطباعية.   وقد أقامت وشاركت فى العديد من المعارض ما بين معارض خاصة ومعارض مشتركة، بينها معرض "أيام كويتية"، ومعرض "ذاكرة الأصوات"، بجانب معارض "الربيع"، و"القرين"، و"ومضات"، و"الليوان"، و"آثار وزوايا"، و"رسائل لونية"، و"25 فبراير"، و"المباني التراثية"، و"جماليات عربية"، و"الفن المعاصر"، و"أيام شرقية"، "فنانون حول العالم"، و"أسبوع الكويت للتراث"، كما شاركت بمعارض دولية فى عدد من الدول بينها فى مصر والسعودية والإمارات والأردن وتونس وتركيا.

مشاركة :