بات واضحا أن هناك دورا مصريا فاعلا بالتنسيق مع أطراف دولية، للبحث عن «حلحلة» أزمة الانسداد السياسي في لبنان، والدفع باتجاه إخراج لبنان من «النفق المظلم». وكشفت زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، لبيروت صباح اليوم، عن تحرك مصري يستهدف كسر «الجمود القاتل» في لبنان الذي يقف على حافة الانهيار. يوم مصري طويل في بيروت ووصفت الدوائر السياسية والإعلامية في بيروت، تعدد اللقاءات المرتقبة لوزير الخارجية، بـ «يوم مصري طويل» في بيروت بدءاً من صباح اليوم، من شأنه ان يؤشر إلى المستوى الذي بلغته المشاورات العربية – الأوروبية والدولية، سواء بين القاهرة وباريس والرياض وحاضرة الفاتيكان، بحثاً عن مسار يسمح بنشكيل حكومة ذات مصداقية، لوقف الانهيار اللبناني، الذي بلغ حداً من غير المقبول استمراره، من زاوية مصالح «الاستقرار الإقليمي والعربي» في المنطقة. وفي بيروت يترقب اللبنانيون، نتائج زيارة وزير الخارجية المصري، خاصة وأنه يتردد ان «سامح شكري» زار باريس، واجتمع أمس إلى نظيره الفرنسي جان ايف لودريان، فضلا عن أن الزيارة سوف يتبعها ما سيحمله أيضاً الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي غداً إلى بيروت. لقاءات مصرية مكثفة في لبنان وذكرت مصادر لبنانية، أن وزير الخارجية المصري، بدأ لقاءاته اليوم عند الحادية عشرة من قبل الظهر بلقاء الرئيس ميشال عون، ثم ينتقل إلى عين التينة للقاء ارئيس مجلس النواب نبيه برّي، ثم الانتقال إلى بكركي لعقد لقاء مطوّل مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بعد ذلك يلتقي بزعيم الطائفة الدرزية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكين وليد جنبلاط لنصف ساعة، ثم رئيس حزب الكتائب سامي الجميل (نصف ساعة أيضاً) في فندق موفنبيك، بعده رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية في الفندق نفسه، كما سيحصل اتصال مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع (لمدة ربع ساعة)، مع الإشارة إلى ان جعجع مصاب بالكورونا. ويختتم «شكري» لقاءاته، مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في بيت الوسط، في لقاء ينتهي عند السادسة والنصف مساءً. شكري يستثني باسيل و«حزب الله» ولاحظت مصادر سياسية، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، أن برنامج الوزير شكري لم يشمل أي لقاء مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، أو وزير الخارجية شربل وهبة، كما أستثني من البرنامج أي لقاء مع حزب الله أو أي شخصية محسوبة عليه، فضلاً عن عدم لقاء رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. وافادت المصادر السياسية المطلعة، أن زيارة وزير الخارجية المصرية تصب في إطار متابعة مصر للوضع في لبنان واهتمامها باستقراره السياسي والاقتصادي، وأن هذه الزيارة تهدف للاطلاع على الوضع عن كثب والاستفسار عن الملف الحكومي والعراقيل التي تحول دون تشكيل الحكومة سريعا. وأكدت المصادر اللبنانية، أن مصر ترغب في تشكيل الحكومة اللبنانية سريعا وهي مستعدة لمساعدة لبنان في أي مجال، لكن لا معلومات عن مبادرة مصرية في الملف الحكومي وإن مصر تحبذ التوافق اللبناني. أزمة تشكيل الحكومة تراوح مكانها ومن جهة أخرى كشفت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة، ان الوضع لا يزال مجمدا ولا معطيات جديدة، والاتصالات حتى الآن غائبة بأنتظار الأيام المقبلة، وبقيت ازمة التشكيل تراوح مكانها، وكما بقيت كل وسائل التواصل بين قصربعبدا الرئاسي، وبيت الوسط ،مقر رئيس الحكومة المكلف، مقطوعة..ولم تشهد الساحة الداخلية اي حركة علنية على الاقل حول تشكيل الحكومة برغم عودة الرئيس المكلف سعد الحريري مساء أمس الاول الى بيروت، بإنتظار ما ستحمله الاتصالات مع فرنسا من لقاءات جرى الحديث عنها لكن لم يتأكد شيء رسمي منها. وبحسب معلومات صحيفة اللواء اللبنانية، فإنه يجري في الكواليس التحضير لما يشبه مؤتمر «سان كلو» للحوار بين أقطاب السياسة اللبنانية من أجل تقريب وجهات النظر حول تشكيل الحكومة والمواضيع المتعلقة بها. إلّا ان شيئاً لم يتضح بعد في هذا الخصوص..(ويذكر أن مؤتمر سان كلو عقد في 14 يوليو 2007 في باريس لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين). رسالة المئة وليس بعيدا عن مسار تشكيل الحكومة..وجهت مائة شخصية لبنانية من المجتمع المدني ونُشرت في صحيفة لوموند الفرنسية، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، دعته الى «تجميد الأصول المشبوهة للمسؤولين اللبنانيين في فرنسا، بهدف تفكيك مافيا سياسية اقتصادية أغرقت لبنان في الأزمات والبؤس». وجاء في الرسالة: إن على ماكرون إصدار تعليمات من اجل تطبيق الآلية القانونية لتجميد الأصول المشكوك في مصدرها، التي يملكها في فرنسا قادة سياسيون واقتصاديون لبنانيون..وأضافت: إن «هذا الفساد المستشري على نطاق واسع، قد ساهم بشكل فاضح قي إثراء قادة سياسيين لبنانيين من خلال إفراغ الخزينة والاستيلاء بطرق احتيالية على المساعدات التي أرسلت بعد الحرب الأهلية». مبادرة «بري».. مجرد أفكار متناثرة وعلى مسار المبادرات والوساطات لحل أزمة «تشكيل الحكومة»، أكدت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة اللواء، أن مبادرة رئيس مجلس النوابن نبيه بري، لا تزال مجرد أفكار متناثرة وهذه الأفكار يتم تجميعها وقواعدها معروفة «أي الثمانيات الثلاث» ـ 24 وزيرا ـ من دون ثلث معطل، ومشاركة وزراء اختصاصيين تسميهم الأحزاب أو تتفق الأحزاب على تسميتهم.. وأشارت المصادر إلى أن هناك نقطة يتم العمل عليها وهي تتصل بمهمة الحكومة وهي أساسية لأن ثمة ملفات كالتدقيق الجنائي والفساد والإصلاحات، وبالتالي هناك تحضير لسلة متكاملة سواء بالنسبة إلى شكل الحكومة وعددها وكيفية توزيعها وتركيب كل قسم من الثمانيات الثلاث وحتى توزيعها. وبفيت صورة المشهد السياسي اللبناني تؤكد أنه لا سقف زمني لتبيان النتائج (نتائج التحركات والاتصالات والوساطات الدولية والعربية والداخلية) .ولم تخف المصادر التأكيد أن هناك متابعة فرنسية للموضوع عن كثب.
مشاركة :