أولياء الأمور .. ضلع رئيسي في مثلث العملية التعليمية

  • 9/20/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد خبراء تربويون، وأساتذة عاملون في مجال التعليم وأولياء أمور، أهمية مشاركة أولياء الأمور في العملية التعليمية لأبنائهم الطلبة، معتبرين أن ولي الأمر جزء مهم من العملية التعليمية، ويجب أن يكون على اتصال دائم مع المدرسة لمتابعة الناحية الأكاديمية والسلوكية لابنه، فهو يستطيع تقديم تغذية راجعة للمدرسة تعزز الإيجابيات، وتسهم في تفادي السلبيات والأخطاء. أضاف الخبراء أنه مهما كانت طرق التواصل متوفرة، لكن يظل الحضور الشخصي مطلباًَ مهماً لا غنى عنه، مشيرين إلى أن ولي الأمر إذا ارتأى أن موضوع الاجتماعات المدرسية روتيني، سيعتذر ولن يحضر، لذلك لابد من وجود عنصر التشويق، ومسايرة العصر، ولابد من كسر روتين مشاركة أولياء الأمور في العملية التعليمية. وشددوا على ضرورة وجود علاقة متينة بين ولي الأمر وابنه أو ابنته، مبنية على الصراحة والتفاهم والمحبة، كما طالبوا مجلس أبوظبي للتعليم بتغيير طريقة ونمط جذبه لأولياء الأمور، مؤكدين أن العملية التربوية ليست مجرد درجات وتقييم لأداء الطالب، فالأهل بحاجة إلى مشاركة أبنائهم في هواياتهم الرياضية والثقافية. وأكد عدد من طلبة المدارس، أن مشاركة أولياء أمورهم في العملية التعليمية تدخل البهجة والسعادة إلى نفوسهم، وتشكل حافزاً قوياً للعمل بجد واجتهاد، والحرص على التفوق والتميز في دراستهم وسلوكهم. الخليج التقت عدداً من التربويين والخبراء والطلبة وأولياء الأمور، الذين تحدثوا عن دور أولياء الأمور في العملية التعليمية، حيث قالت وفاء إبراهيم فارس مشرفة أكاديمية في إحدى المدارس وأم لثلاثة أبناء، إن ولي الأمر جزء مهم من العملية التعليمية، ويجب أن يكون على اتصال دائم مع المدرسة لمتابعة الناحية الأكاديمية والسلوكية لابنه، ويفضل مرور الأب على المدرسة شخصياً بين حين وآخر، حيث إن ذلك يعتبر حافزاً للطالب ليبتعد عن المشاكل، وهي وسيلة جيدة لفرض النظام. وأضافت أن مشاركة الأهالي في مجلس أولياء الأمور، يزود المدرسة بمقترحات لتعديل الخطط، وهو أمر ضروري، حيث إن العديد من الأنشطة يتم توجيهها بمشاركة أولياء الأمور، كما أن مشاركة ولي الأمر تسهم في إيجاد ثقة متبادلة تؤدي إلى نجاح العملية التعليمية. فيما أوضح عمر مبارك الناجم، أخصائي اجتماعي، أن عملية مشاركة أولياء الأمور في العملية التعليمية مهمة جداً لكسر روتين الدراسة لدى الطالب، وكم جميل أن يكون ولي الأمر مشاركاً وليس فقط مدعواً. وأضاف أن ولي الأمر إذا ارتأى أن موضوع الاجتماعات المدرسية روتيني سيعتذر ولن يحضر، ولابد من وجود عنصر التشويق، ومسايرة العصر. من جهتها قالت فاطمة فؤاد القدومي، مديرة قسم اللغة العربية في إحدى المدارس وأم لعدد من الطلبة: نعم نحن بحاجة إلى كسر روتين مشاركة أولياء الأمور في العملية التعليمية، يستطيع الآباء أن يشاركوا مثلاً في رحلة مدرسية مع أبنائهم، أو أن يشاركوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق الإنترنت وموقع المدرسة الإلكتروني أيضاً، فالعملية التعليمية لا تتم كما يجب إلا إذا وجد التواصل بين البيت والمدرسة، وأنا كأم أيضاً أحاول دائماً أن أشارك أبنائي وبناتي قدر المستطاع، لأن ذلك يجعلهم يحبون المدرسة ويشعرون بأهميتها، فهي غير منفصلة عن البيت. أما ربا سليم شعبان معلمة، وأم لثلاثة أبناء تقول: هذا موضوع شائك وذو شجون حيث إن العملية التعليمية لا تنجح إلا في بيئة متكاملة، يتعاون فيها الطالب الذي يعتبر محور التعليم، مع المعلم والمنهج والإدارة وولي الأمر، فإذا نقص أحد الأطراف اختل الميزان وكانت ثغرة لا يسدها أحد. وأضافت أن الأثر الإيجابي لولي الأمر يتوقف في تعاونه على عدة عوامل، أولاً يجب أن يكون متفهماً وإيجابياً ويضع نصب عينيه تقديراً كبيراً لجهد المعلم واحتراماً وتعاوناً معه، لينهضا معاً بمستوى الطالب، ثانياً أن تكون البيئة المدرسية من إداريين ومعلمين متعاونة ومتفهمة وإيجابية وتحتوي أية مشكلة وتسعى إلى حلها، ثالثاً أن يكوّن علاقة جميلة مع ابنه أو ابنته مبنية على الصراحة والتفاهم والمحبة. وقال حاتم النويس نائب مدير المركز الثقافي في وزارة الثقافة والشباب، وهو أب وولي أمر، إني أشجع أولياء الأمور أن يتواصلوا مع المدرسين والمدرسات، لأن ذلك واجب مهم من واجبات الأهل، يشعر الأبناء بأهمية طلب العلم والتعلم، فالآباء تقع عليهم مسؤولية عظمى تتجسد في مشاركة أبنائهم في همومهم المدرسية وأفراحهم وإنجازاتهم ونجاحهم، حتى يدرك الطالب أن العلم هو سلاحه للمستقبل، وأننا في زمن تعتبر المعرفة فيه الكنز الثمين في حياة البشر، فالأبناء يتعلمون من آبائهم وأمهاتهم، وأولياء الأمور أيضاً يتعلمون أشياء جديدة عندما يشاركون أبناءهم الطلبة ويقتربون منهم أكثر. وأضاف أنا شخصياً أحرص على التواصل المستمر مع مدرسة أبنائي، لأن العملية التعليمية تحتاج مشاركة بين الأسرة والمدرسة، فهما يقومان بدور متكامل كل منهما يكمل الآخر، وأحرص دائماً على تشجيع أبنائي وتحفيزهم على أدائهم العلمي الجيد، وعلى سلوكهم السليم، كما أحرص على معرفة المستجدات في رحلتهم المدرسية بشكل يومي تقريباً. من جهته يرى فيصل آل علي، مدير الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة في شركة الحصن للغاز، أن كل ولي أمر يحب أن يهتم بأبنائه ويتابع مسيرتهم التعليمية ويشاركهم فيها. فيما أكد عدد من طلبة المدارس، أن مشاركة أولياء أمورهم في العملية التعليمية تدخل البهجة والسعادة على نفوسهم، وتشكل حافزاً قوياً للعمل بجد واجتهاد وللحرص على التفوق والتميز في دراستهم وسلوكهم. الطالب أمير مهدي قال إن تواصل والده مع مدرسته ومعلميه أعطاه دافعاً للنجاح، مؤكداً أنه بفضل دعم أمه وأبيه ومساندتهم له، استطاع أن يتقدم كثيراً في تحصيله الدراسي. وأوضح الطالب آدم فخري، أن مشاركة الأهل لابنهم في العملية التعليمية وتواصلهم مع المدرسة يضفي شعوراً من الرضا والسعادة على نفس الطالب، مشيراً إلى أن والده يعمل مدرساً و يدرك أهمية هذا الأمر، لذلك دائماً يتابع أخباره ويسأل عنه المعلمين والإدارة المدرسية، وكثيراً ما يساعده في تنظيم وقت الدراسة، ومعرفة نقاط الضعف والقوة لديه. أبوظبي للتعليم يؤكد أهمية التعاون بين المدرسة وولي الأمر دعا مجلس أبوظبي للتعليم، جميع أولياء الأمور إلى المشاركة النشطة والفعالة في العملية التعليمية لأبنائهم، وفقاً لسياسات المدارس، مؤكداً أن أولياء الأمور يلعبون دوراً أساسياً في تعلم أبنائهم الطلبة، لذلك يجب أن يتعاون العاملون في المدارس مع أولياء الأمور، بما يضمن توسيع مشاركتهم في العملية التعليمية وبما يعود في النهاية بالنفع والفائدة على الطلبة. وأكد أنه يجب تشجيع جميع أولياء الأمور على متابعة أداء أبنائهم الطلبة، من خلال الحرص على حضور الاجتماعات الدورية مع مديري المدارس ورؤساء الهيئات التدريسية والمعلمين. كما دعا أولياء الأمور إلى المشاركة في الأنشطة التي تنظمها المدارس من خلال الزيارات المدرسية والمشاركة التطوعية في الفعاليات، التي تقيمها المدارس إضافة إلى المشاركة في مجالس الآباء والأمهات. ودعا مجلس أبوظبي للتعليم أيضاً، جميع أولياء الأمور إلى دعم جهود المعلمين الذين يقومون بالتدريس لأبنائهم الطلبة، على أن يكون ذلك وفقاً لسياسات المدرسة.

مشاركة :