«مَن لَم يَهدِه قَليلُ الإِشارة لَم يَنفَعهُ كَثيرُ العِبارَة» تحتم عليك بعض المواقف أن تلتزم الصمت وألا تصرخ، فالشخص العاقل تكفيه الإشارة، والأحمق لا تنفع معه العبارة. عبارات يتفوه بها الناس تحمل معاني كثيرة، وأبعادًا مختلفة، والعاقل هو من يفهم ما وراء الكلمة, وما وراء السطور, والعاقل يحلل هذا المعنى ويفهم بُعده. حتى عبارات الناس لها منهج خفي في ثناياها، وتحتاج إلى أن تتعرف على غاية الكلام، فهل كلُ شخص قادرٌ على أن يفهمها؟ ليس كل من تبسم في وجهك يحبك، وليس كل العبارات الجميلة تكون جميلة، احذر من الذي يمدحك بما ليس فيك، فاللبيب بالإشارة يفهم. إن أسلوب الكلام «المغلف» يعتبر من أدبيات الحديث، ولها أثر طيب في نفوس الناس، ولكن هذا الأسلوب قد يتضمن غايات عميقة تجعلك تقف عندها كثيرًا لتحللها. وليس كل شخص قادر على فعل ذلك. كثير من المواقف الحياتية والمهنية تجد فيها تباينًا في فهم الناس وتحليلهم لما يُقال، فاختلاف الناس في فهم النصوص شيءٌ طبيعيٌ لأنه يرتبط باختلاف وجهات النظر، وهذا التباين قد يقود إلى الخلافات في كثير من الأحيان، وقد خلق الله الناس مختلفين في طبائعهم، ومتفاوتين في درجات فهمهم، وفي نظرتهم إلى أمور حياتهم. ومن هذا التفاوت والاختلاف في فهم الموضوعات بعقليات الأشخاص المختلفة، ستكون كتاباتي متنوعة ومتعددة في هذا الشأن، بمواصفات الشخص العاقل اللماح الذي لا ينطق إلا حقًا، ولا يكون عمله إلا مخلصًا وصادقًا، وذلك من خلال مناقشة القضايا الجدلية التي لا تُحسم إلا من خلال رجاحة العقل. خلاصة الكلام.. يقول الشاعر: العَبدُ يُقرعُ بالعصا ** والحُرُّ تكفيهِ الإِشارَة
مشاركة :