«تبييض الأسنان» بين العلاج والتجميل

  • 9/20/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، أصبحت عيادات الأسنان تشهد إقبالاً كبيراً من الناس خاصة الشباب، وليس ذلك للعلاج فقط بل أصبح الدافع الأساسي والأكثر هو تحسين مظهر الأسنان وتجميل ابتسامتهم، مما يمنحهم ثقة أكبر في مظهرهم الخارجي، وينعكس على حياتهم وتواصلهم مع الآخرين، إلا أن الكثير يجهل حقيقة هذه التقنيات، ومدى أمانها وفاعليتها، وهل هناك نتائج سلبية ومضاعفات للمقدمين عليها؟ قال د. مجد ناجي عضو الأكاديمية الأمريكية لتجميل الأسنان: مع التقدم الطبي ظهرت تقنية جديدة تسمى الفينير، وهي طبقة رقيقة حيث تصل سماكتها إلى 0.2 مليمتر، وهذا ما يميز هذه التقنية عن التقنيات الأخرى، كما أن التقنيات القديمة تتيح للمراجع الاختيار بين أربعة ألون فقط أما فينير فلا تتيح للشخص أن يستعملها على الفك العلوي فقط بل يمكنه استخدامها على الفك السفلي أيضاً. وأضاف: هذه التقنية غرضها تبييض الأسنان وليس لها أي غرض طبي، يمكن من خلال تقنية فينير الحصول على اللون خلال مدة بسيطة تتراوح من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع ومن زيارتين فقط، الزيارة الأولى يتم أخذ المقاسات للمراجع وصور للوجه لإجراء تصميم الابتسامة واختيار اللون والشكل المناسب للوجه، ثم نقوم بإرسال المقاسات إلى الشركة المصنعة، أما الزيارة الثانية يتم تركيب الطبقة على الأسنان دون حفر أو حك للسن الطبيعي. وأشار إلى أن العمر الافتراضي لتقنية الفينير يتراوح من عشر إلى خمس عشرة سنة، ويقوم بعدها المراجع إما باستخدام التقنية نفسها أو استبدالها بتقنية أخرى أو الرجوع إلى اللون الأصلي، أما عن الفئة العمرية فيفضل عادة للإجراءات التجميلية للأسنان أن تكون بعد بلوغ سن الثامنة عشر، ومن التقنيات الأخرى هناك اللومينير، التي تصنع إلكترونياً ويتم تركيبها على السن بشكل مفرد على حدة دون حفر أو حك للسن، أما تقنية، الجلام سمايل، فتصنع أيضاً إلكترونياً بينما تكون المرحلة الأخيرة من تصنيعها يدوياً ما يعطيها شكلاً طبيعياً أكثر ويتم تركيبها على السن دفعة واحدة. وأوضح أن الكثير من الأشخاص يعانون تصبغات في الأسنان سواء كانت في الطبقات الداخلية أو الخارجية، فالعامل الوراثي يلعب دوراً في لون الأسنان من خلال سمك الطبقات، فكلما قل سمك طبقة المينا زاد اصفرار الأسنان، وهناك الكثير من الأشخاص يتعرضون إلى حوادث منذ الصغر تلحق الضرر بأسنانهم وتؤثر على تكوين طبقة المينا التي تعد من أهم العوامل المساعدة للحفاظ على لون الأسنان، كما أن لمياه الشرب الدور الكبير في تصبغات الأسنان التي تؤثر على الشخص منذ طفولته. ونصح بضرورة توخي الحذر في عمليات تجميل الأسنان والتأكد أن ذلك يتم على أيدي مختصين في هذا المجال، حيث أن التقنيات التجميلية، تعتمد بشكل أساسي على مدى دقة طبيب الأسنان، خبرته ومصداقيته في هذا المجال، إضافة إلى الزيارات الدورية للطبيب لكسر الخوف والحفاظ على أسنان سليمة وصحية. وقال د. ناصر مالك مختص أعصاب أسنان وتجميل: أفضل الطرق لتجميل الأسنان دون اللجوء إلى التقنيات الشائعة، المحافظة على تنظيف الأسنان بشكل يومي سواء في البيت عن طريق فرشاة الأسنان والغسول أو عن طريق عيادة الأسنان، حيث يعتبر التنظيف من الأساليب التي تحافظ على صحة الأسنان، إلا أن التبييض عن طريق التنظيف يحصل بشكل بطيء والنتيجة تكون طويلة، إضافة إلى الحشوات التبيضية وهي من الطرق غير الجراحية التي تستخدم في حالة كان السن بموقع متقدم أو متأخر أو كان بلون غامق. وأضاف: ألجأ إلى التقنيات الشائعة كالفينير كآخر حل، بعد اللجوء إلى الطرق البسيطة كالتبييض العادي الذي يحقق نفس النتائج التي تحققها التقنيات الأخرى، وفي بعض الأحيان لا تحتاج أسنان المريض إلى هذه التقنيات وإنما إلى إجراء بسيط، ولكن في حالة عدم ارتياح المريض للنتائج وإصراره على زيادة درجة التبييض ألجأ إلى الفينير. ولفت إلى أن التبييض لا يغير لون السن وإنما يرجعه إلى لونه الأصلي، إلا أن التبييض المبالغ فيه الذي نشهده هذه الأيام لا يعطي الجمال الطبيعي للأسنان، وبالرغم من اتجاه الكثير لإجرائها إلا أنني أفضل الطرق الأولية البسيطة، والفينير يتكون من مسحوق خاص وهو مزيج من اللونين الأبيض والأصفر، إلا أن الكثير يفضل أن يكون اللون الأبيض أقوى من الأصفر، ما يجعل المزيج ساطعاً، فيفقد الجمال الطبيعي للسن، وربما يؤدي ذلك إلى ظهور زرقة أو لون رمادي حول السن بعد أسبوع أو أسبوعين من إجرائه، خاصة عند انعكاس الضوء، نتيجة عدم جودة الخامات أو عدم خبرة الطبيب. وأكد د. ناصر أن انتشار التواصل الاجتماعي بشكل كبير بين الأفراد أدى إلى ظهور أو زيادة الإقبال على تقنيات تجميل الأسنان، إضافة إلى ظاهرة التقليد، فالعلاقات الاجتماعية التي تحيط بالشخص تؤثر على تصرفاته بشكل كبير، حيث أن أغلب الذين يترددون على العيادة لإجراء تبييض للأسنان يهدفون لتقليد أصدقائهم أو أقربائهم، إضافة إلى تقدم العمر الذي يؤدي إلى تغير لون السن وميله للاصفرار بسبب المشروبات اليومية التي تمر علينا خلال يومنا، وهذا ما يدفع الكثير لإجراء التبييض، الحشوات القديمة أو جراحة العصب التي تليها عملية تعديل أو تبييض للسن. وأشار د. ناصر إلى أن 70 % من المترددين للعيادة من أجل التجميل هم من النساء، إلا أن النسبة المتبقية تكون من الرجال الذين تكون طلباتهم في الأغلب علاجية، أما الفئة العمرية الأكثر تردداً لتجميل الأسنان فهي فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 22 - 40، أما صغار السن من الأطفال فيكون ترددهم للتجميل لغرض علاجي. قال د. وضاح فلحوط طبيب أسنان بدبي: تعتبر عملية تجميل الأسنان من الأعمال الفنية الدقيقة التي تتطلب الكثير من الخبرة و الجهد والدقة والإتقان، إضافة إلى الدور الكبير والحاسم للتقيد ومراعاة مجموعة من القواعد الأساسية التي لها كبير الأثر في الحصول على ابتسامة جميلة وأسنان قوية. وأضاف: تقسم تقنيات وطرق تجميل الأسنان إلى طرق عدة، حسب حالة الأسنان و بنيتها وشكلها ولونها وعلاقتها مع الأسنان المجاورة والمقابلة ولكل منها استطباباتها التي يجب التقيد التام بها وعدم المبالغة في تقيم الاحتياجات التجميلية كي لا تعطي نتائج سلبية ومشوهة. وأوضح أنه في الحالات التي تكون الأسنان ذات بنية سليمة، وشكل ولون طبيعي ولكن علاقتها مع الأسنان المجاورة والمقابلة لها غير طبيعية، فإنها تسبب التشوه وعدم التناسق والانسجام من الناحية التجميلية والخلل الوظيفي، فيكون علاجها تقويمياً، بإجراء العديد من الدراسات والصور الشعاعية، وبتطبيق بعض الأجهزة التقويمية التي تعمل على إعادة رصف الأسنان، وبناء علاقة فكية سليمة، ويعتبر هذا النوع من العلاج إذا تم التشخيص الصحيح له ضمن خطة معالجة علمية سليمة، وفي الفترة العمرية المناسبة وبأيد خبيرة ومتخصصة فعالاً، ويسهم بإعطاء نتائج تجميلية ووظيفة ممتازة ويعتبر طول مدة العلاج التي تمتد من أشهر إلى سنوات عدة والمعانات التي يتعرض لها المريض من أهم سلبيات هذه الطريقة العلاجية. وأشار إلى أنه في الحالات التي تكون بها الأسنان موجودة داخل الفك بشكل طبيعي، وعلاقتها سليمة مع الأسنان المجاورة والمقابلة، لكن تعاني من تلون بدرجات مختلفة من الشدة، ولونها يتراوح بين البني الغامق أو الرمادي أو الأصفر بدرجات مختلفة أو وجود تبقعات موزعة على السطوح الأمامية للأسنان أو وجود الكثير من التسوس والحشوات الكبيرة، وتلون السن الواحد بأكثر من لون، الأمر الذي يترك أثراً كبيراً على شكل الابتسامة وينعكس على نفسية المريض التي تتسبب له بالكثير من الحرج والتردد في الابتسام والتحدث مع الآخرين، فيكون العلاج التجميلي لهذه الحالة بتحضير الأسنان ومعالجتها وإزالة جزء من الطبقة الخارجية بسماكة بين 0.5 - 1.3 ملم، والتعويض عنها بطبقة رقيقة من السيراميك وفق اللون والشكل المناسب وتلصق على السطوح الخارجية للأسنان الأمامية الظاهرة للعيان عند الابتسام (تشبه إلى حد كبير العدسات اللصقة مع الاختلاف بالشكل والحجم واللون) وفي الحالات التي تكون فيها الحشوات كبيرة أو التهدم واسع بالسن أو في حالة فقدان بعض الوحدات السنية نلجأ إلى علاج الأسنان وتحضيرها بالكامل و تتويجها بتيجان أو جسور من السيراميك بخصائص تجميلية ووظيفية عالية. وأوضح أن هذا النوع من العلاج إذا تم تطبيقه بالطرق العلمية وبأيد خبيرة يعتبر وسيلة فعالة في معالجة الأسنان وتجميلها وتقويتها، ولكن يتخوف بعض الناس من عملية برد الأسنان و تصغير حجمها، علماً بأن سماكة البرد لا تتجاوز 90 % من الحالات سماكة ملم واحد، لذا يمكن تجاهل ذلك أمام النتائج التجميلية والوظيفية التي يمكن الحصول عليها. وأضاف: أما في الحالات التي تكون فيها الأسنان موجودة بشكل سليم وبعلاقة طبيعية مع الأسنان المجاورة و المقابلة لها، ولكن بها الكثير من التبدلات اللونية الناجمة عن تلون الأسنان خارجي المنشأ، الناجم عن وجود المواد الملونة الموجودة في الأطعمة والأشربة والدخان على السطح الخارجي لتاج السن، دون أن تدخل في تركيب البنية الأساسية للسن، أو عدم الاهتمام الكافي بالعناية بصحة الفم والأسنان وهذه الحالة يسهل علاجها من خلال تنظيف الأسنان وتلميعها بواسطة أدوات ومواد خاصة. وأضاف: في الحالات الشديدة والعميقة نحتاج إلى استعمال بعض المركبات الكيميائية الخاصة التي تدعى بالمبيضات وهي مركب الهيدروجين بيروكسيد بتركز محدد له قوام هلامي (جيل) يضعها الطبيب مباشرة على السن بعد تنظيفه بشكل جيد ويعرضها إلى نوع خاص من الأشعة الضوئية التي تؤدي إلى تبيض الأسنان، ويمكن تكرار هذه العملية لمرات عدة، حسب شدة التلون ودرجة التبيض المراد الوصول إليها ويجب أن يتم ذلك كله بإشراف مباشر من قبل طبيب الأسنان من أجل الحصول على أفضل النتائج دون أي آثار جانبة غير مستحبة. ولفت إلى أن هذه الوسيلة فعالة عند تطبيقها في الحالات المناسبة وتدوم لفترة من ستة أشهر إلى سنة إذا تم الاهتمام والعناية بتنظيف الأسنان، وتجنب تناول الأطعمة الملونة والابتعاد عن التدخين. ويجب عدم المبالغة في المتطلبات التجميلية، والتقليد الأعمى لبعض الرموز الاجتماعية أو الفنية، ويجب الأخذ بعين الاعتبار بأن كل شخص له خصوصية في الشكل تميزه عن الآخرين فالعلاج التجميلي الذي يجوز لشخص ما ويكون مصدراً من مصادر جماله وجاذبيته ربما لا يكون مفيداً لشخص آخر، لذا يجب التروي عند اتخاذ القرار وعدم التردد في التحلي بالحكمة والمنطق والاستماع إلى رأي الطبيب بكل دقة وإمعان في تقييم الحالة التجميلية ومدى الحاجة للعلاج.

مشاركة :