تحقيق: راندا جرجس مع التطور الدائم الذي يحدث في عالمنا أصبحت عوامل تغير واصفرار لون الأسنان ليس بالأمر المزعج كما كان في الماضي، فباتت طرق تبييض الأسنان الحل الأمثل لضمان عملية الحصول على أسنان نظيفة بيضاء وبراقة ولامعة تعمل على تميز الابتسامة ورسم شكل أفضل للأسنان، حسب رأي أطباء الأسنان. أبان الدكتور إلهامي نقولاس، طبيب وجراح الفم والأسنان، أن من خصائص عصرنا الذي نحياه أننا نتمتع بمزايا عديدة تمس أوجه مختلفة من حياتنا اليومية كانت غير متاحة منذ سنوات قليلة، ويرجع الفضل للتقدم العلمي المدهش الذي يقود البشرية إلى آفاق لم نختبرها من قبل تؤدى إلى سلامة وصحة كل إنسان بسهولة ويسر، كما أنه من المتفق عليه في الأوساط العلمية أن طب الأسنان هو من أهم المجالات التي نجحت في إدماج المعرفة الإنسانية والمستجدات العلمية، لما فيه خير وارتقاء الإنسان في فترة زمنية مذهلة، فإن اندماج المعرفة الإنسانية من أوجه الأبحاث والصناعات كافة يفسر كيفية تماثل بعض المواد الحديثة المستخدمة في طب الأسنان مع مواد مستخدمة في صناعات الفضاء، والطائرات، وطبع وتشكيل المعادن. إن هذه المقدمة ضرورية لإدراك أننا نتمتع بآفاق غير مسبوقة من الحلول التجميلية للأسنان، فقد أصبح في متناولنا كلنا ولم يعد مقصوراً على فئة معينة من الناحية العملية، كما يجدر الإشارة إلى أن هذا يرجع في الأساس إلى تطور في وعي المجتمع الذي حوّل الكثير، من الذي كان يعرف بالكماليات التجميلية، إلى ضرورات أساسية، يحق لكل واحد منا الحصول عليها والتمتع بها. وفى البداية، فإن الأمانة المهنية إلى دعوة كل شخص إلى التأكد دائماً أن هناك أولويتين يجب عدم تناسيهما أبدا، الأولوية الأولى الاهتمام أولاً بسلامة وصحة الفم والأسنان، ولا يمكن أن يتم تجميل الأسنان إن لم تكن سليمة، خالية من التسوس وتكون اللثة مصحة خالية من أي التهابات، وهناك دراسة أجريت بالولايات المتحدة الأمريكية أظهرت أن فشل عديد من حالات تجميل الأسنان ارتبط بعدم العناية بأمراض اللثة والتسرع في تجميل الأسنان. والأولوية الثانية إدراك أن تجميل الأسنان فن اختيار أسلوب أو أكثر من تقنيات التجميل الذي يلائم حالة ومشكلة كل شخص على حدة، وللأسف إن الهموم السائدة حالياً في المجتمع أن الواجهات الخزفية في تجميل الأسنان مفهوم قاصر وغير علمي، كما أن التقدم المذهل في طب الأسنان، يتيح لنا الاستفادة من تقنيات كثيرة متعارف عليها عالمياً في عالم تجميل الأسنان مثل (تبييض الأسنان - تعديل شكل وارتفاع اللثة - تقويم الأسنان غير المرئي - التجميل الانتقائي لحروف الأسنان - الحشوات التجميلية - الواجهات الخزفية- أنواع مختلفة من تلبيسات الأسنان التجميلية)، وأن استعمال نوع أو أكثر من هذه الأساليب التجميلية يكون هو خلاصة دراسة دقيقة لكل حالة مع تقييم لرغبات كل شخص وتقديم الإرشاد المهني من طبيب الأسنان المبنى على خبرته. وأضاف د. نقولاس: إننا نقوم باستخدام وسائل مختلفة لتحديد أحسن طرق العلاج مثل الاستعانة بصور الوجه والأسنان، تحليل الابتسامة، وما يرافقها من الأوضاع المختلفة لكل من الشفة العليا والسفلى، استعمال أدوات متخصصة لعمل نموذج لمنظر الأسنان المقترح قبل بدء العلاج، لإبداء الرأي والملاحظات، ويمكن استخدام أنظمة حاسوب متخصصة للمساعدة في تقييم العلاج المقترح، كما أن اعتماد هذه الأسس العلاجية تضمن بنسبة 99% أن النتيجة النهائية ستكون ناجحة، مرضية وأنه تم اعتمادها وتقريرها لكل شخص بما يناسب احتياجاته التجميلية، وتتأثر ثقة الإنسان ونفسيته بكثير من العوامل المتعلقة بالمظهر الخارجي للوجه الذي يستمد جماله وجاذبيته أساساً من الفم والأسنان عند الابتسام، ما يفسر نمو الطلب على طب الأسنان التجميلي في الخليج العربي، وعلى مستوى العالم في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، فإن الهدف الرئيسي لطب الأسنان التجميلي هو تعزيز الابتسامة وجماليات الأسنان عن طريق تعديل شكلها أو لونها أو محاذاتها، إضافة إلى التحسن الوظيفي، وازدياد الراحة عند استخدامها، فإن الفوائد ليست فقط مرئية، ولكن تؤثر بشكل إيجابي في جودة الحياة والراحة النفسية. وأشار د. نقولاس، إلى أن تبييض الأسنان هو إجراء بسيط لمنحك ابتسامة أكثر إشراقاً بسرعة وأمان تام، فإن تبييض لون الأسنان له تأثير ضخم على جمال الأسنان والوجه عند غالبية الناس، ما يضفي ابتسامة أكثر إشراقاً تعزز الثقة بالنفس، وتجعل الإنسان يميل إلى الحياة الاجتماعية والابتسام أكثر بدون قلق، وسط الناس، وتمنح شعوراً عاماً بالسعادة، كما أن عين طبيب الأسنان المدربة تحاول دائما التحكم في لون الأسنان ليتماشى مع لون البشرة مثلاً، كي يتمتع الشخص بالتناغم المطلوب من ناحية طبيعية الجمال والجاذبية، فليس شرطاً أن كل أسنان ناصعة هي بالضرورة جميلة، وتوازن وتوافق لون بشرة الوجه والأسنان، قادر على توفير الجمال المريح لعيون من نقابلهم. وأسباب تلون الأسنان تنقسم إلى تلون خارجي وتلون داخلي، ويتم التعامل مع التلون الخارجي عن طريق تنظيف الأسنان المتخصص لدى طبيب الأسنان، وبعده يتم تقرير الاحتياج إلى تبييض الأسنان من عدمه، وتبييض الأسنان هو إزالة الأصباغ الداخلية التي امتصتها الأسنان، ولا يمكن إزالتها بتنظيف أو تلميع الأسنان، ويرتبط اللون الداكن عند ظهور الأسنان بعض الأحيان باستعمال الأم الحامل لبعض الأدوية أو تناول الطفل لها في عمر مبكر ملازم لتكوين الأسنان قبل ظهورها في الفم. مثال لذلك عقار التيتراسيكلين (tetracycline) وهو مضاد حيوي. كما يمكن أن يكون اللون الداكن له علاقة عائلية أو وراثية. ومن الثابت علمياً، أن سوء تنظيف الأسنان بالفرشاة وعدم انتظامه، له تأثير سلبي كبير لأنه يؤدي إلى امتصاص الأسنان للأصباغ الموجودة في الفم نتيجة التدخين بأنواعه، القهوة، الشاي، المشروبات الغازية والأطعمة الملونة الأخرى، ما يتسبب في التلون الداخلي للأسنان، كما أن هناك علاقة مباشرة بين عمر الإنسان ولون الأسنان، كنتيجة لامتصاص الأسنان للأصباغ على مدار السنين، جدير بالذكر أن هناك أسلوباً علاجياً مستقلاً لتجميل أسنان لمن تعدوا الأربعين من العمر وما فوق، ويقدم لهم الكثير من خدمات تبييض الأسنان بما يتساوى تقريباً مع أعداد الشباب، وهو ما يؤكد نمو الاحتياج الإنساني إلى الرضا الداخلي عن المظهر، بغض النظر عن عدد السنوات التي نحملها على كتفنا، وهناك أيضاً نوع مميز من تلون الأسنان منتشر فيمن يستعملون في طفولتهم المبكرة مياه شرب من الآبار، التي قد تحتوى على نسبة عالية من الفلورايد تتعدى المستوى المسموح به، وتتضاءل هذه الحالات كنتيجة مباشرة للمشاريع العامة الجادة للدولة، لتوفير مياه الشرب النقية لكل إنسان. تبييض الأسنان في العيادة من أكثر المواد الفعالة والمتعارف عليها عالمياً لتبييض الأسنان هو مستحضر بيروكسيد الكارباميد (carbamideperoxide) بتركيز معين لتغيير لون مينا الأسنان وإزالة البقع السطحية والعميقة، يهدف طبيب الأسنان في العيادة إلى التأكد من توفير الوقاية الكاملة لأنسجة الفم واللثة مع الحصول على نتيجة ممتازة وسريعة في جلسة واحدة. كما نقدم مستحضراً للاستعمال المنزلي لمدة 3- 5 أيام لإتمام عملية التبييض بصورة رائعة. ويستمر تأثير التبييض لمدة تراوح بين بضعة أشهر إلى ثلاث سنوات، اعتماداً على مقدار العناية المنزلية اليومية في تنظيف الأسنان. تبييض الأسنان في المنزل تستدعى بعض الحالات عمل تبييض الأسنان في المنزل باستخدام مستحضرات يقررها طبيب الأسنان، مستحضرات الاستخدام المنزلي تكون دائماً أقل تركيزاً، وبالتالي تحتاج إلى وقت أطول من الاستعمال للحصول على نتائج مرضية. ونصح د. نقولاس بالعناية بالأسنان بعد جلسة التبييض، وضرورة استعمال أي مستحضر قرره الطبيب بعد التبييض، سواء لإكمال التبييض بالمنزل لمدة عدة أيام أو لتفادي أي حساسية للأسنان، والتي قد تستمر ليوم واحد، إن وجدت، وتحتاج أسنانك إلى عناية يومية في صورة تنظيفها بالفرشاة جيداً مرتين إلى ثلاث يومياً، ونصح دائماً بتنظيف الأسنان بعد تناول أطعمة أو مشروبات ذات أصباغ عالية، فالكثيرون من المرضي ينتهز فرصة تبييض الأسنان للإقلاع عن التدخين، تقوم الكثير من الزوجات بتقديم تبييض الأسنان كهدية للزوج مثلاً لتشجيعهم على اتخاذ هذه الخطوات الإيجابية في الإقلاع عن التدخين. وقالت الدكتورة آلاء محمد تيسير أبولبن، طبيبة وجراحة الأسنان، إن الابتسامة البيضاء الجميلة غاية كل شخص للوصول إليها، وغالباً ما ينزعج الكثير من الناس من اصفرار الأسنان على مر الزمن، ويكونون غير راضين عن التبقع الذي ينتج عن شرب القهوة أو الشاي أو المشروبات الغازية، ولون الأسنان قد يختلف من شخص لآخر، فهناك من لهم أسنان بيضاء والبعض الآخر أسنانهم أكثر اصفراراً من غيرهم، في حين أن آخرين تصفر أسنانهم مع تقدم العمر، ويمكن للون الأسنان الطبيعي أن يتأثر بعوامل عديدة، تؤدي إلى زيادة اصفرارها مثل: 1. عملية الشيخوخة الطبيعية. 2. استخدام التبغ والنيكوتين. 3. شرب القهوة، والشاي والمشروبات الغازية، وتناول الأطعمة الصباغية مثل الكرز والعنب البري. 4. تراكم الترسبات والجير. 5. تواجد كمية كبيرة من الفلورايد (أكثر من 2 جزء لكل مليون) عندما تتشكل الأسنان، والذي يعطي الأسنان تبقعاً. 6. العلاج بأنواع معينة من المضادات الحيوية خلال مرحلة الطفولة مثل التتراسيكلين. 7. ضربة للأسنان التي قد تسبب اللون البني، الرمادي أو الأسود. كما أن تبييض الأسنان يقوم بتفتيح الأسنان، ويساعد على إزالة البقع وتغير لونها، وهو من أكثر إجراءات طب الأسنان التجميلية شيوعاً، لأنه يمكن أن يحسن كثيراً من لون الأسنان، وهو ليس إجراء لمرة واحدة، وإنما سوف يحتاج إلى أن يكرر من وقت لآخر، إذا كان الشخص يرغب في الحفاظ على لون أكثر إشراقاً وبياضاً. أنواع التبييض: 1. التبييض طويل المدى، وهو عبارة عن مزيج من العمليتين السابقتين حيث يتم عمل جلسة تبييض في عيادة الأسنان لمدة 45 دقيقة، ثم التبييض المنزلي لمدة 10 أيام، ثم جلسة تبييض أخرى في عيادة الأسنان، ثم تبييض منزلي لمدة 20 يوماً ليتم الحصول على تبييض ناصع، قد يقاوم التبقع والتصبغ لمدة 5 سنوات، حيث إن التبييض قصير المدى، قد يحتاج إلى إعادة مرة كل 6 أشهر إلى سنة. 2. التبييض المنزلي، حيث يقوم طبيب الأسنان بأخذ طبعات للأسنان لتصنيع قوالب تناسب الأسنان بدقة ليوضع فيها جل التبييض المكون من مادة الكارباموكسيد، وعادة ما يتم تطبيقها يومياً لمدة 3- 4 أسابيع لفترة لا تزيد على 5 ساعات. وسبب هذا أن ذلك النوع من التبييض يأخذ وقتاً أطول لأن مادة الكارباموكسيد أضعف وتأخذ وقتاً أطول لكي تتفاعل مع بقع الأسنان، وتزيلها لتقوم بالتبييض المطلوب. 3. التبييض الداخلي للسن الواحدة، وهو تبييض يكون لسن واحدة فقط قد تغيرت لونها من جراء ضربة أو كدمة أدت إلى تفجر الأوعية الدموية، لعدم قدرتها على التورم داخل السن الصلب، وبالتالي تؤدي إلى تغير لون السن إلى اللون الرمادي وفي هذه الحال يتم علا ج عصب السن ثم وضع مادة التبييض داخلها وتركها لمدة ثلاثة أيام، وإزالته ومن ثم حشيها وتغطيتها بتاج لحمايته والمحافظة على لونها. 4. التبييض قصير المدى والذي يتم في عيادة طب الأسنان، حيث إن طبيب الأسنان يقوم بتصوير الأسنان أولاً ليساعد على رصد التقدم المحرز في العلاج بعد ذلك، ثم ينظف الأسنان لإزالة الفيلم من البكتيريا والمواد الغذائية وغيرها من المواد التي تتراكم على الأسنان وتسهم في تلطيخ الأسنان حالما يتم ذلك، يبدأ بإجراء التبييض حيث يقوم بعزل اللثة لحمايتها من جل التبييض ثم وضع مادة تخفف من حساسية الأسنان ثم وضع جل التبييض المكون من مادة الهيدروجين بيروكسيد بنسبة 37% لمدة 45 دقيقة، ويتم تسليط ضوء الهالوجين الأزرق، طوال مدة الجلسة، وبعد جلسة التبييض قد يشعر المريض بحساسية الأسنان لمدة لا تزيد على ثلاثة أيام، ويمنع خلالها تناول الأطعمة الملونة كالشاي والقهوة، وينصح بأكل كل ما هو لونه أبيض أو لا لون له. تقوم جلسة التبييض بتكسير مادة الهيدروجين بيروكسيد إلى أكسجين الذي يقوم بتنظيف أقنية المينا من التصبغات وإزالة الترسبات من سطوحها، ما يؤدي إلى مينا أكثر بياضاً وانعكاساً أكبر للضوء فتظهر الأسنان في قمة بياضها. ولفهم أكثر لعملية تبييض الأسنان ذكرت د. آلاء أنه من الضروري شرح مينا الأسنان ومكوناتها، حيث إن مينا الأسنان تتكون من نسيج من معظم معادن الجسم، وتشكل طبقة رقيقة وشفافة من الأنسجة المتكلسة التي تغطي تاج الأسنان، ويمكن أن تختلف في سماكتها وصلابتها من سن لأخرى، ومن شخص لآخر. وتختلف في اللون (عادة من مصفر إلى رمادي أبيض) تبعاً للتغيرات في سماكتها، ونوعية البنية المعدنية وسطح البقع بها، ولا توجد في طبقة المينا دم أو أعصاب، وصلابة المينا هي التي تمكن الأسنان من الصمود أمام قوة المضغ الثقيلة والحادة، لأنها تتكون أساساً من مواد غير عضوية: ما يقرب من 95٪ إلى 98٪ هو كالسيوم وفوسفات أيونات، التي تشكل بلورات هيدروكسي أباتيت القوية، وتحتوي أيضاً على المعادن النادرة مثل السترونتيوم والمغنيسيوم، والرصاص، والفلورايد، ومع ذلك فإن هذه البلورات غير نقية حيث تحتوي على 1٪ إلى 2٪ من مواد عضوية، خاصة البروتينات، هذه العوامل تجعل مادة الهيدروكسي أباتيت أكثر قابلية للذوبان، وتمثل حوالي 4٪ من تكوينها ماء، ويتم ترتيب الملايين من بلورات هيدروكسي أباتيت في هياكل رقيقة طويلة تسمى أقنية المينا، ويكون قطرها من 4 ميكرونات إلى 8 ميكرونات، حيث إن عدد أقنية المينا في السن تراوح بين 5 ملايين في الرباعيات إلى 12 مليوناً في الضروس، وتوجد مسافات دقيقة بين بلورات الهيدروكسي أباتيت. عادة ما تسمى المسام، فإنها تسهم في نفاذية المينا، والتي تسمح بحركة السوائل، ولكنها أيضاً تسبب تغيرات في كثافة وصلابة السن، التي يمكن أن تخلق البقع، ولتبييض الأسنان يجب إزالة تلك البقع. ولذلك فإن عملية تبييض الأسنان هي عملية آمنة ولا تسبب أضراراً للأسنان حيث يمكن تكرارها مرة كل 6 أشهر أو سنة وأن أقصى ما قد يحدث للأسنان هو حساسية لا تتعدى الثلاثة أيام والتي يمكن تقليلها بجل تقليل الحساسية أو المسكن الخفيف، ويختلف احتياج لتبييض الأسنان من شخص لآخر فهي إجراء تجميلي كلما زاد اصفرار الأسنان زاد الاحتياج إليها، وكلما زاد تناول الأطعمة الملونة كالقهوة والشاي والنيكوتين تزداد سرعة اصفرار الأسنان وتبقعها، وتزداد الحاجة إليها، كما أنه تزيد من جمال الأسنان والابتسامة فتزيد من جمال الشخص، فهي إجراء مهم للأشخاص كمقدمي البرامج والممثلين والسياسيين. ويعتبر أنسب عمر لبداية التبييض هي الثامنة عشرة حيث إنه قبل هذا يكون عصب السن كبيراً والذي قد يسبب حساسية عالية للمراهقين ما قبل سن الثامنة عشرة، أمّا المرأة المرضع فهو إجراء آمن ولا خوف منه وبالنسبة للحامل فإنه يمكن إجراؤه بين الشهر الرابع أو السادس، ويمكن استشارة طبيبتها النسائية ما قبل هذه الفترة، وما بعدها لإجراء التبييض، فإن عملية التبييض تؤدي إلى تبييض الأسنان، ولكن مدى بياض الأسنان يعتمد على تركيب الأسنان، ومدى سماكة طبقة المينا (فكلما كانت أسمك أدى ذلك إلى تبييض أكبر للأسنان)، وتعتمد أيضاً على مدى تبقع الأسنان، فكلما زاد اصفرار الأسنان لوحظ بياضها بعد التبييض، وكانت نتيجتها مبهرة. وكما أشرنا سابقاً فإن التبييض عملية آمنة، وليس لها آثار جانبية، ولا تؤدي إلى بقع بيضاء في الأسنان، ولكن إذا كانت هناك بقع بيضاء موجودة أصلاً في الأسنان، فإن التبييض لا يستهدف مناطق معينة في الأسنان، ويترك بعضها، وإنما يقوم بتبييض شامل للسن، بما فيها تلك البقع البيضاء والنتيجة تكون أسنان أكثر بياضاً والبقع البيضاء تصير أكثر بياضاً، فكما أشرنا إلى أن التبييض يعتمد على بناء الأسنان ومكونها. وعملية تبييض الأسنان هي عملية يجب أن تتم عند طبيب الأسنان وتحت إشرافه، كي تكون فعّالة وآمنة وسريعة، ومن ثم يمكن الحفاظ على البياض عن طريق المعاجين ومستحضرات الأسنان المبيضة، حيث إن استخدام هذه المستحضرات والمعاجين لن تكون فعالة كتبييض الأسنان الذي يتم في عيادة الأسنان، وتحت إشراف طبيب الأسنان، والذي يستطيع أن يوصي بالمستحضرات الصحيحة والفعالة لتبييض الأسنان. وأوضحت الدكتورة إيمان يوسف النجار، طبيبة أسنان، أن تبييض الأسنان أصبح في السنوات الأخيرة واحداً من أشهر فروع طب الأسنان التجميلي، وفي السابق، كان التبييض مقتصراً على الأسنان التي تغير لونها بعد تعرضه لكدمة أو رضة أو لعملية إزالة العصب (أسنان غير حية)، وكانت تتم عملية التبييض في العيادة تحت إشراف الطبيب، ولكن منذ بدايات الثمانينات تطور تبييض الأسنان بسرعة كبيرة ليشمل التبييض بالعيادة وبالمنزل، وليشمل جميع الأسنان. وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تغير لون الأسنان، ويمكن تقسيمها إلى داخلية وخارجية. * القسم الأول خارجية مثل تراكم اللويحة الجرثومية (البلاك) والكلس وبقايا الطعام، والإكثار من شرب القهوة والشاي والتدخين. * القسم الثاني من أسباب تلون الأسنان فهي الداخلية، مثل تسوس الأسنان وبعض الأدوية مثل تتراسايكلين، وتفلور الأسنان الذي يحدث نتيجة تناول الفلورايد بشكل كبير، وموت عصب السن وتعفنه، والتقدم في السن. ويعرف تبييض الأسنان بأنه علاج يستخدم لإعادة الأسنان إلى لونها الطبيعي، وتتفاوت النتائج من شخص إلى آخر، وتعتمد درجة نجاح التبييض على طبيعة الأسنان ونوع ودرجة الاصفرار في الأسنان، ونوع وتركيز المحلول المستخدم ومدى اتباع المريض التعليمات، وهناك طرق عدة لتبييض الأسنان، ولكن الأكثر شيوعاً وتأثيراً هما: - التبييض في العيادة: وتعتبر الطريقة الأسرع لتبييض الأسنان والحصول على نتائج جيدة عن طريق استخدام مواد كيميائية تحتوي على فوق أوكسيد الهيدروجين تحت الإشراف المباشر لطبيب الأسنان، وفي البداية ينظف الطبيب الأسنان جيداً ويجففها، ومن ثم يعزل اللثة بمادة واقية، وبعد ذلك يتم وضع المادة المبيضة على الأسنان لفترة تمتد ما بين 30 و45 دقيقة حسب حدة التلون، وقد يستعين الطبيب بجهاز ضوء مرئي لتنشيط المادة المبيضة وتسريع عملية التبييض حسب نظام التبييض المستخدم. - التبييض المنزلي وفيه يقوم طبيب الأسنان بتزويد المريض بقوالب تبييض خاصة به، يتم وضع مادة التبييض داخله أو ارتداؤها أثناء الليل أو لساعات محددة أثناء النهار لمدة تراوح ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع حسب نظام التبييض المستخدم وحدة التلون. وعن كيف يتم التبييض أبانت د. إيمان، أن آلية التبييض تعتمد على تكسير المادة المبيضة جزيئات الأصباغ العضوية ذات الوزن الجزيئي الكبير الموجودة في السن، ونتيجة شرب الشاي والقهوة مثلاً أو التدخين إلى جزيئات أصغر، ما يجعل الأخيرة، تعكس الضوء بشكل أقل، وبالتالي ينتج عن ذلك مظهر أفتح للسن، ولا ينصح بالتبييض في الحالات التالية: - إذا كان العمر أقل من 16 سنة، وذلك لعدم اكتمال نمو الأسنان، إضافة إلى الحساسية المفرطة المتوقعة عند تبييض أسنان الأطفال والمراهقين. - أثناء الحمل والرضاعة. - الأسنان الحساسة، إذ إن التبييض عادة ما يزيد من حساسية الأسنان، واستخدامه على أسنان حساسة يفاقم المشكلة. - وجود التهابات أو أمراض في اللثة. - وجود حشوات أو تيجان أو جسور، إذ لا يمكن للتبييض أن يبيض الحشوات البيضاء أو التيجان أو الجسور، ففي هذه الحالات يجب اتباع آليات وعلاجات أخرى تتم تحت إشراف الطبيب للحصول على أسنان بيضاء براقه. - الأسنان الداكنة جداً، إذ يعمل التبييض بشكل جيد على تبييض الأسنان الصفراء، أمّا الأسنان التي يميل لونها للبني يكون تبييضها أصعب. - المدخنون هم الأقل حظاً في الحصول على ابتسامة بيضاء وجميلة ما لم يقلعوا عن التدخين. كما أن ثبات اللون الجديد بعد عملية التبييض، يعتمد على عده عوامل ومنها: *تجنب استهلاك المواد التي تحتوي على الأصباغ. * تفريش الأسنان بعد تناول المأكولات أو المشروبات الصابغة للأسنان. * في حالة شرب مواد صبغية يجب استخدام ماصة الشراب ومحاولة منع لمس المشروب للأسنان الأمامية. * اتباع إرشادات تنظيف الفم والأسنان، أي تفريش الأسنان على الأقل مرتين في اليوم، واستخدام الخيط مرة واحدة قبل النوم. وعن الآثار الجانبية لتبييض الأسنان ذكرت د. إيمان، أن أبرز الآثار الجانبية التي تحدث عادة تكون زيادة مؤقتة في حساسية الأسنان، وتهيجاً خفيفاً في الأنسجة الرقيقة للفم، وتحديداً في اللثة، وحروقاً كيميائية يُحدثها جل التبييض، إذا لامست المادة المؤكسدة عالية التركيز الأنسجة غير المحمية، كما أن هناك اختلافاً بين تنظيف الأسنان وتبييض الأسنان، فإن تنظيف الأسنان الكامل يُجرى عند طبيب الأسنان بإزالة كل ما هو عالق ومترسب على سطوح الأسنان، وعلى حواف اللثة من إزالة اللويحة الجرثومية (البلاك)، وبقايا الطعام المتشكلة والعالقة على الأسنان وبين الأسنان، وإزالة الطبقات الجيرية الكلسية المترسبة على سطوح الأسنان واللثة وما تحت اللثة، وكذلك إزالة كل التصبغات السوداء والبنية الخارجية، بينما تبييض الأسنان، فهي تأتي بعد تنظيف الأسنان، ولها طريقتان منزلية ليلية ومباشرة عند الطبيب، ويمكن للطبيب تحديد ذلك، وفي الطريقتين يتم وضع جل من مادة هيدروجين بيروكسايد على الأسنان المراد تبييضها، وتقوم هذه المواد بالتفاعل من خارج سطح السن إلى داخلها وتتفاعل مع التصبغات التي داخل السن وتحول هذه الصبغة إلى اللون الأبيض.
مشاركة :