هل يأتي اليوم الذي يَحِلُّ فيه جهاز الروبوت مكان البشر عاطفيا؟ لقد بلغت البحوث في مجال الذكاء الاصطناعي حدا تتوقع معه كل شيء، في هذا القرن تزايدت وتيرة بحوث الذكاء الاصطناعي، حتى أصبحت هناك أجهزة تفاعلية في المحلات التجارية، بل وتطور الأمر إلى وجود روبوتات تتفاعلُ مع المشاعر المختلفةِ للبشر، ويتمُّ ذلك من خلال ملامح الوجه، فاحذر أن تتلقى صفعةً من روبوت لا تعجبه كلماتُك أو تصرفاتُك. كما تم ابتكار روبوت من النوع الذي يقوم بمهام صعبة جدا، كالروبوت نوماد «Nomad» الذي يستكشف المناطق التي يصعب اكتشافها في القطب الجنوبي. ويعد الذكاء الاصطناعي المحدود أو الضيق هو الأكثر انتشارا واستخداما في عالمنا المعاصر، ومن ممارساته المعروفة القيادة الذاتية للسيارات، بإمكانك الآن في بعض المدن العالمية أن تطلب سيارة أجره دون سائق، أيضا برامج التعرف على الصوت أو الصورة هي من هذا النوع من الذكاء، وكذلك لعبة الشطرنج في الأجهزة الذكية وغيرها من الألعاب التفاعلية تندرج تحت الذكاء الاصطناعي المحدود. وهناك نوع من الذكاء الاصطناعي وهو الذكاء العام الذي تتجه البحوث فيه إلى محاكاة العقل البشري تماما، ويجعل الآلة قادرة على التفكير والتخطيط من تلقاء نفسها، وهذا النوع لا تزال مخرجاته غير معلنة، ولا توجد أمثلة عملية له، وهناك نوع ثالث من الذكاء الاصطناعي وهو الذكاء الفائق وهو الذي قد يفوق مستوى ذكاء البشر، وهذا حتى الآن يُعَّدُ مفهوما افتراضيا غير قابل للتطبيق ولكنه يخضع للبحوث العلمية المتزايدة. وفي العصر الحديث ظهرت تطبيقات متنوعة للذكاء الاصطناعي، كالألعاب الإلكترونية التي تتطلب تفكيرا بعيدا كالشطرنج ولعبة البوكر وغيرها، وكذلك أجهزة التفاعل مع الأنظمة المرئية كبصمة الصورة، وتحديد المواقع، والتعرف على صورة الوجه وغيرها، ومن تطبيقاته أيضا التفاعل مع الكتابة اليدوية والتعرف على الكاتب وتحليل الخط، أيضا هناك التفاعل الصوتي، كالتعرف على الصوت، ومن ضمن التطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي تقديم النصائح والمشورة الطبيّة. ورغم الإيجابيات الكثيرة لهذه الأجهزة، إلاّ أن الذكاء الاصطناعي له سلبياته الكثيرة جدا، كالتكاليف الباهظة، والصيانة المتكررة، ناهيك عن غياب أخلاقيات وقيم البشر، إضافة إلى كونها لا تطوّر نفسها وفقا لمستجدات العمل. ويحمل خيال الإنسان العديد من الأفكار لمستقبل الذكاء الاصطناعي، وممارساته في المستقبل المنظور، ففي مجال الترفيه مثلا تجري البحوث حاليا على إمكانية مشاهدة فيلم، بحيث تقوم أنت باختيار الممثلين المفضلين، تماما مثل فكرة ألعاب كرة القدم «بلاستيشن» ومن الأفكار المستقبلية فكرة الرعاية الطبية للمرضى من خلال تحليل جيناتهم، وأنظمتهم الغذائية، والتنبؤ بالأمراض المحتملة، وتقديم الاستشارات الطبية والعلاج ونحو ذلك، وفي نمط الحياة اليومية سيكون لهذه الأنظمة دور كبير في القيام بالأعمال المنزلية كالطبخ وإعداد القهوة والغسيل وتنظيف الأرضيات والأسطح وغير ذلك، بحيث يمكنك طلب ما تريد منها، وعند عودتك من الدوام تجد كل شيء معدا كما تريد، وتجد الكبسة اللذيذة بانتظارك. باختصار، أصبحت الآلة بديلة للإنسان، وأصبح الإنسان كالآلة، وغابت المشاعر الحميمية، فقد تدخل مطارا ولا تجد موظفين، وقد تطلب وجبة من مطعم ويأتي بها روبوت بدلا من النادل البشوش، ستكون الحياة أكثر سهولة بكل تأكيد، ولكنها ستكون صعبة بوجود ذكاء اصطناعي يفتقد لمشاعر البشر العاطفية.
مشاركة :