بغداد تتقارب مع واشنطن وحلفائها رغم ضغوط الأطراف الموالية لإيران

  • 4/8/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - (أ ف ب): يمدّ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، رغم كل الضغوط التي يتعرض لها على الساحة السياسية الداخلية من الموالين لإيران، اليدّ إلى واشنطن عبر «حوار استراتيجي»، وإلى أطراف خليجية عبر جولة قام بها مؤخراً بين أبوظبي والرياض. وباتت الهجمات ضدّ جنود ودبلوماسيين ومتعاقدين مع القوات الأمريكية أو توجيه الإهانات للكاظمي، والقيام باستعراضات عسكرية من جانب موالين لإيران يتهمونه بأنه يخدم واشنطن، أمرا شبه يومي في العراق.  وتطالب الفصائل المسلحة الموالية لإيران والسياسيين الذين يمثّلونها بطرد 2500 جندي أمريكي موجودين في العراق جاؤوا لدعمه في حربه ضد الجهاديين، معتمدين في مطلبهم على قرار برلماني تمّ التصويت عليه في عام 2020 ولم ينفّذ بعد، وينص على انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي العراقية. ويشكّل «الحوار الاستراتيجي» الذي انطلق أمس مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن اختبار توازن جديد للكاظمي المستقل الذي لا يملك قاعدة شعبية أو حزبية. وقبل هذه المحطّة استقبل الكاظمي وزيري الخارجية المصري والأردني وزار الإمارات والسعودية، الحلفاء الأساسيين التقليديين لواشنطن في الشرق الأوسط. ويقول المحلل السياسي إحسان الشمري لفرانس برس إن كلّ ذلك «رسالة إلى إيران بأن العراق لديه الحق في اتخاذ مسار آخر في علاقاته الخارجية بما يعتمد على محيطه العربي، إذ لا يمكن للعراق أن يكون أحادي العلاقة كما تريد إيران وحلفاؤها». وعلى الكاظمي الذي يفترض أن دوره تحضير البلاد لانتخابات مبكرة لا يزال موعد إجراؤها غامضاً حتى الآن التعامل مع معسكر شيعي نافذ موالٍ لإيران، وكذلك مع الأقليات السنية والكردية التي ترى الوجود الأمريكي بمثابة حماية لها، ومع الجيران الخصوم لإيران في الخليج.  ويرى مسؤولون غربيون وعراقيون أن الكاظمي يريد من الحوار مع واشنطن جدولاً زمنياً للانسحاب. بهذا، يضمن دعماً عسكرياً غربياً ضد تنظيم داعش، لكن مع إعطاء ضمانات في الوقت نفسه إلى الموالين لإيران بأنه يعمل لتنفيذ قرار البرلمان سحب القوات الأمريكية، لكن ذلك قد يستغرق سنوات. في الأثناء، وحتى قبل بدء المحادثات، أعرب جعفر الحسيني المتحدث باسم كتائب حزب الله، أحد الفصائل الموالية لإيران الأكثر تشدداً، عن رفضه هذا الحوار. وقال: «لا قيمة للمفاوضات لكون الشعب العراقي قد حسم قراره إنهاء الاحتلال الأمريكي»، مضيفا: «المقاومة العراقية مستمرة بالضغط على أمريكا». بيد أن الكاظمي يستفيد في الوقت نفسه من دعم طرف شيعي وازن لزيارة الرياض وأبوظبي، هو مقتدى الصدر الذي دعا قبل 18 عاما إلى حمل السلاح ردعا للغزو الأمريكي. ورأى الصدر في تغريدة أن «انفتاح العراق على الدول العربية خطوة نحو الطريق الصحيح»، علماً أنه هو نفسه زار الرياض وأبوظبي في صيف عام 2017. ويرى عسكريون أمريكيون وعراقيون أنه مع تراجع الخطر الجهادي في العراق إلى مجرد خلايا سرية في الجبال والصحاري بات مصدر التهديد الفصائل الموالية لإيران، مشيرين إلى الهجمات المتكررة بصواريخ أو عبوات ناسفة تستهدف مواكب دعم لوجستي للتحالف الدولي، وإلى تبني هذه الفصائل أحياناً هجمات خارج الأراضي العراقية.

مشاركة :