بعد أن مر عليه 289 يوما كان فيها بعيدا عن المستطيل الأخضر، وانطفأت تلك الأضواء التي كانت مسلطة عليه، حتى أن محبيه يشعرون بأن فريقهم يعتريه النقص طوال غيابه، مسيرة توقفت زمنا لكن الجميع كان يثق بأن تلك المسيرة ستعاود الركض تارة أخرى، وأن الإصابة التي حاولت أن تكون حجر عثرة في طريقه لن تنجح في ذلك، في تلك الفترة توثب المهاجم ياسر القحطاني بكل حماس ووعد وعدا قاطعا بأن الإصابة لن تكون نهاية المطاف، رد عليه المحبون برسائل تحفيزية من أجل أن يكون قويا أمام ظروف الإصابة، أبرزهم القائد التاريخي في نادي الهلال سامي الجابر الذي لازم ياسر القحطاني لاعبا وإداريا ومدربا، حيث قال له: "ياسر، الأيام السيئة تمضي وسنفرح بعودتك بشكل أقوى". قائد الهلال يعود لارتداء القميص الأزرق مرة أخرى بعد غياب طويل للخضوع للجراحة والعلاج والتأهيل وبرئ السهام التي يحملها في كنانته، وكانت المصادفة أن عودته أمام الرائد الذي توقفت مسيرته في مباراته العام الماضي، غياب اللاعب الذي ترعرع في حي العقربية في الخبر وتعود جذوره إلى منطقة الواديين التي تقع في المنطقة الواقعة بين أبها وخميس مشيط، كان عن المشاركة في المستطيل الأخضر أما غير ذلك فقد كان مع الفريق خطوة بخطوة، لم يترك زملاءه اللاعبين يقفون أمام الأمواج العاتية وحدهم وإنما وقف بجانبهم وقفة رجل محب، في الفترة الماضية كانت محطاته مختلفة ما بين ميونيخ، الرياض، جدة، لندن، سالزبورج، والدوحة، بعد أن خضع لعملية جراحية لدى الدكتور أولريش بوينش لرتق الرباط الصليبي في الركبة اليمنى، بعدها ظل هناك نحو شهرين في برنامج علاجي لتقوية عضلات الفخذ اليمنى التي باتت ضعيفة بعد العملية، وهو الأمر الطبيعي بعد كل عملية رتق الرباط الصليبي وكانت على جلستين صباحية ومسائية، ثم عاد للرياض لأيام بسيطة وغادر قبل فريقه إلى جدة للوجود في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين دعما لزملائه اللاعبين، كان معهم خطوة بخطوة تطبيقا للأدوار المنوطة بقائد أي فريق يعلم دوره جيدا، وكان عنصرا فاعلا نحو تحقيق الهلال تلك الكأس الغالية لتكون نهاية موسم سعيدة، بعد ذلك تواجد القحطاني في معسكر فريقه الذي أقيم في سالزبورج النمساوية استعدادا للموسم الجديد، كان يتدرب في كل يوم حصة تدريبية وحده في الفندق الذي يقطن فيه فريقه لتقوية العضلات، والعمل على مسألة التوازن وقوة التحمل، ثم عاد مع الفريق إلى الرياض وواصل عمله بجد وحماس حتى اقترب من موعد العودة للملاعب، ليكون هناك اجتماع بين المدير الفني اليوناني دونيس والجهاز الطبي واللاعب القحطاني لمناقشة الموعد النهائي للعودة إلى الملاعب، طلب منه الجهازان الطبي والفني عدم الاستعجال بالعودة حتى لا يكون يعاني بعض النواقص التي ستؤثر في أدائه، وقد تجعله لا يخرج من دائرة الخوف التي تحيط بكل من أجرى عملية جراحية في إحدى ركبتيه، رد عليهم بأن القرار لهم وأنه سيمضي في تنفيذ البرامج المعدة له بكل حماس وجدية لعودة يتمناها تكون قوية، ونفذ كل طلبات الجهازين الفني والطبي بداية من تكثيف التدريبات ومحاولة إنقاص الوزن حتى يكون جاهزا للدخول في أجواء المباريات، ولم يتوقف عند هذا الحد بل لحق ببعثة الهلال في الدوحة لملاقاة لخويا القطري.
مشاركة :