أين اختفت بهجة العيد؟

  • 6/15/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في الأعياد تختلف العادات من مجتمع لآخر باختلاف الطقوس المتوارثة مع تعديلات الزمن وتجدد الأجيال، لكن ما تتفق فيه المجتمعات حديثًا هو تضاؤل بهجة العيد ووهجه عما سبق. وقد يكون الروتين الحياتي وتسارع مجالات الحياة هو من حتم علينا المرور بالحدث دون استشعار لقيمته المعنوية، إلا أن الأسباب قد تتمحور حول التطور الحتمي الذي نعيشه ويحاصرنا دون تروٍ. عوامل متعددة سرقت من المجتمعات ذلك الضوء الساطع من الفرح، الذي كنا نلمحه في الأعياد على بساطة تفاصيلها في الماضي، وأقصد بالماضي أي قبل سنوات قريبة، بينما يأتي كل عام جديد ويزداد اهتمامنا بالتفاصيل الفارغة كتجهيزات استقبال الضيوف والتنافس على أكثر المظاهر الشكلية والاحتفائية غرابة، دون روح البهجة الحقيقية ودون الشعور بلذة هذا الاحتفاء. لا نختلف على أهمية التجهيزات وتفاصيل المظهر التي تعكس نمطًا سلوكيًا إيجابيًا للاحتفال بالأعياد، لكننا حقا نفتقد الوهج والروح التي كنا نلتمسها في قطعة الحلوى أو ريالات «العيدية»، وكنا نترقبها بنبض متسارع ليلة العيد دون أن تشغلنا الرسائل الجماعية أو تصميمات التهنئة. أشفق كثيرًا على أطفال الجيل الحالي، فلست أعلم ما الذي سيلتصق بذاكراتهم عن أعياد الطفولة سوى مظاهر مبالغ بها دون روح وقيمة تذكر. ومن الغريب امتداد هذا الانطفاء إلى الاحتفالات العامة التي تنظمها إمارات المناطق وأماناتها، وتحتوي فقرات متنوعة ما بين عروض شعبية أو مسابقات وفعاليات ترفيهية، لكنها لا تختلف كثيرًا عن الفعاليات الأخرى التي نشاهدها في المواسم السياحية، والأهم أنها تفتقر إلى روح العيد التي ينبغي أن تكون عليها. وفي النهاية لا توجد وصفة سحرية تعيد إلينا سطوع الفرح وتمدنا بالبهجة المعهودة، سوى زرع السلوكيات الاحتفائية في الأجيال الجديدة، وتربيتهم على ضرورة الاحتفاء بالبهجة المعنوية واستشعار القيمة الحقيقية لمثل هذه المناسبات.

مشاركة :