يعيش نزلاء مستشفى النقاهة بين اليأس والرجاء والخوف والترقب يبحثون عن بصيص أمل ليقضوا فترات جميلة كانوا يقضونها مع أسرهم ايام الأعياد قبل أن يداهمهم المرض وتختال فرحتهم الإعاقة.. « المدينة « التقت بهم على الأسرّة البيضاء في مستشفى النقاهة في الباحة الذي يستغل مناسبة العيد في إدخال البهجة إلى نفوس المرضى من خلال الحفلات التي يقيمونها وتوزيع الهدايا والحلوى وكذلك فتح باب الزيارة لأقاربهم واصدقائهم طيلة ايام العيد حيث يضم المستشفى حوالى 35 مريضا منهم من قضى عشرات السنين فيه ومنهم من له عدة ايام. حادث مروري سعد أحمد العمري يقول منذ أكثر من ست سنوات وأنا في مستشفى النقاهة في الباحة دخلت المستشفى بسبب حادث مروري أليم وقع لي فسبب لي شللا في النصف السفل من جسمي فأنا لا استطيع السير على قدمين مشلولتين، أتلقى العناية الفائقة من الممرضين والمرضات في هذا المستشفى منذ عدة سنوات. ورغم ان الإعاقة تسبب لي شيئا من الحزن إلا أنني مؤمن بقضاء الله جل وعلا . ولعل ما اصابني يكون خيرا لي في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى. وعن كيفية قضاء وقته في المستشفى على السرير الأبيض قال العمري : الحمد لله على كل حال. ليس لدي عمل اقوم به فأنا استسلمت للأمر الواقع وبقيت هنا على السرير الأبيض كما ترى ، لا يزورني أحد لأنه لا يوجد لدي أسرة ، وأقضي يومي على السرير وفي أوقات مختلفة من الليل والنهار أخرج في فناء المستشفى أقضي وقتا هناك. وعن العيد وكيف يراه وما هي أمنيته فيه ، قال سعيد: أي عيد تتحدث عنه ، نحن لا نعرف بالعيد إلا ما تقوم به إدارة المستشفى من توزيع للحلويات والهدايا ومحاولة أن يبعثوا في نفوسنا ألأمل لأنهم اصبحوا هم أسرتنا وهم من يقدّر وضعنا ويحاولون جعل مناسبة العيد مناسبة جميلة علينا فلهم منا خالص الدعاء بأن يجزل اللهم لهم الأجر والمثوبة وأن يجعل ما يقدمونه في موازين حسناتهم إنه على ذلك قدير. محمد بن علي فيقول: أنا هنا منذ عدة اشهر ، أصبت بجلطة قبل عدة سنوات بعد أن اجريت عملية في مدينة جدة، وعندما عدت إلى الفندق الذي كنت اقطن فيها أصبت بجلطة ومكثت في الغرفة 24 ساعة لا يعلم عني أحد ، ثم تم نقلي إلى المستشفى وبقيت عدة سنوات ، بحثت عن علاج لي حيث تسببت الجلطة في إصابة يدي بالشلل وكذلك عدم القدرة على النطق ، واصبحت حركة تنقلي صعبة للغاية. ذهبت إلى الرياض والدمام حيث كنت اعمل مسؤولا في شركة الكهرباء هناك ، ولكنني لم أجد العلاج اللازم بعدها استسلمت للأمر الواقع وادخلت مستشفى النقاهة في الباحة ومع الأيام أجد ان حالتي ولله الحمد في تحسن إلا أن حركة المشي بطيئة جدا إضافة إلى الكلام ، فأنا كما ترى اتحدث بصعوبة بالغة والحمد لله على كل حال. المعاملة الحسنة وعن العيد كيف سيقضيه .. قال محمد :لا اعلم كيف اقضي العيد فهذا أول عيد يمر علي هنا ، وأحسبه سيكون جيدا وذلك بحكم المعاملة الحسنة التي وجدتها هنا من طاقم التمريض والطاقم الفني وكذلك الإداري، الذين يبذلون جهودا كبرى في سعادتنا وإدخال السرور إلى انفسنا وهذا ما نلمسه، فلولا الله ثم هؤلاء لأصبح وضعنا مأساويا. في ظل تجاهل الأقربين! وفي الحقيقة نحن نؤمل أن يكون هذا العيد عيد خير وبركة علينا وعلى جميع من في هذا المستشفى من مرضى وغيرهم. الابتسامة تكفي وفي ركن آخر يوجد مريض اسمه عبدالله جمعان يقبع على السرير الأبيض في المستشفى منذ عشرين عاما لا يتكلم ولا يتحرك ولكن ربما انه يبصر ما حوله وعندما تضع يده على صدر يبتسم . سألناه عن العيد وكيف يقضي الوقت فلم يستطع التحدث واكتفى بابتسامة أمل أوحت لنا انه يتمنى أن يشارك الجميع فرحة العيد. المزيد من الصور :
مشاركة :