تصاعدت وتيرة الخلاف بين المجلس البلدي وأمانة محافظة جدة على خلفية نشوب الحرائق المستمرة في مردم النفايات المركزي الواقع شرق المدينة. ومنع الأعضاء من الدخول، وطالب أعضاء بالمجلس بضرورة الاستعانة بخبراء محايدين ومتخصصين لتحديد أسباب الحرائق ورصد الملاحظات على عقد التشغيل. نائب رئيس المجلس المهندس وحيد جمجوم الذي وقف مع مجموعة من منسوبي الأمانة والمجلس يوم أمس على آلية العمل بالموقع قال للمدينة إنه سيقوم بإعداد تقرير متكامل عن نتائج جولتهم على المردم وسيتم إعلان التفاصيل بعد الانتهاء من التقرير. متحدث الأمانة محمد البقمي قال إن الأمانة شرحت لأعضاء المجلس البلدي أسباب الحرائق كما تم تنظيم زيارة ميدانية لبعض أعضاء المجلس والمختصين بالأمانة لاطلاعهم على الوضع العام للمردم نافيا منع الأعضاء من الدخول، مؤكدًا أنه سيتم طرح مشروع لإغلاق الخلايا بشكل تام. وظهرت قضية الخلاف حول المردم بين المجلس والأمانة بعد استمرار نشوب حرائق خلال الأسبوعين الماضيين في عدة خلايا داخل المردم إثر تعرض جدة لعاصفة ترابية ورياح شديدة أدت إلى الاشتعال بسبب غاز الميثان، حيث باشر رئيس لجنة الخدمات بالمجلس متابعة الحرائق ميدانيًا في مساء اليوم نفسه إثر تلقي بلاغ عن وجود روائح ودخان تنبعث من المردم، وتم إبلاغ الأمانة التي استنفرت جهودها لمكافحة الحرائق. وفي صباح اليوم التالي تم عقد اجتماع طارئ لأعضاء المجلس مع مدير عام المرادم وأحد مستشاري الأمين وتم إعداد محضر يتضمن إطلاع المجلس على الحلول المقترحة وتفاصيل عقد المشروع والصيانة وتحديد المسؤولية وجوانب القصور، على أن تتم مناقشتها في اجتماع لاحق بعد ثلاثة أيام. وفي اليوم التالي قام رئيس اللجنة بزيارة المردم للتأكد من إخماد الحرائق إلا أنه فوجئ بمنع دخوله من قبل المسؤولين عن المردم بحجة وصول تعليمات لهم من الأمانة حسب ما ذكره رئيس اللجنة في الخطاب الذي وجهه لرئيس المجلس. بعدها تفاعل الأعضاء مع الخطاب واعتبروا أن ما حدث يثير الشبهة بوجود مخالفات إدارية ومالية أو فنية، وقال رئيس اللجنة المالية والإدارية المهندس عبدالله تركستاني إن هذا المنع للمجلس من ممارسة دوره الرقابي يفضي إلى تحميل المسؤولية كاملة لأمانة جدة على الآثار المترتبة سواء القانيونية أو الصحية والمساءلة المستقبلية بهذا الشأن من الجهات ذات العلاقة. أما عضو المجلس د. خالد باجمال فعلق على الخطاب قائلًا: المنع من الدخول يعني أن فيه شيئًا لا يريدون منا رؤيته، وهل يملك المقاول حق المنع؟ إذا نعم معناه أخذ ضوءًا أخضر من أمانة جدة. الأمانة: غاز الميثان والرياح وراء الحرائق «المدينة» تواصلت هاتفيًا مع مدير عام النظافة والمرادم بالأمانة وسألته عن أسباب منع عضو المجلس البلدي من دخول الموقع وأسباب نشوب الحرائق بشكل متكرر لكنه اعتذر عن الإجابة بحجة أنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام. وكانت الأمانة قد اعلنت الأسبوع الماضي عن نشوب حريق بمردم وادي العسلاء بالحد الملاصق بين الخليتين رقم (1 و 2)، والتي تم الانتهاء من الردم بها عام 2013م مع الخلية رقم (3) التي تعتبر حاليًا منطقة عمل لرمي النفايات وردمها بطبقة من التراب بسماكة 50 سم في الساعة السابعة مساء يوميًا، ونظرًا لتحلل النفايات العضوية في خلايا الردم ينتج غاز «الميثان» القابل للاشتعال والذي يشتعل عندما يصل تركيزه إلى حدود تتراوح من 5-15% بعد اتحاده مع ذرات الأوكسجين (غاز مؤكسد). ونتيجة لتزامن احتراق غاز الميثان مع الرياح القوية التي هبت على الموقع انتقلت النيران إلى الخلية رقم (3) قبل ردمها بالتراب الساعة السابعة مساء كالمعتاد. وفورًا تم التوجيه لمعدات دعم بالإضافة إلى المعدات الموجودة بالمردم للعمل على فرد التراب وعمل حواجز ترابية لإطفاء الحريق ومنع انتشاره وتفادي وصوله للخلية رقم (4) وباقي أجزاء المردم، وتم بحمد الله السيطرة على الحريق الساعة 10 صباحًا باستخدام الأتربة الموجودة في المردم لهذا الغرض، حيث إن استخدام المياه والرغوة لإطفاء مثل هذا النوع من الحرائق يزيد من الاشتعال لاحتوائها على الأوكسجين. من ردود الأعضاء باجمال: أطالب بالتحقيق وإخلاء مسؤولية المجلس تم الاطلاع. والشكر كل الشكر للأستاذ بسام اخضر. على الجهد الذي بذل واطالب بالتالي: الإنصاف الشخصي للأستاذ بسام أخضر والإنصاف للمجلس البلدي. المنع من الدخول كأن فيه شيئًا لا يريدون منا رؤيته. هل يملك المقاول المنع؟، إذا نعم معناه أخذ ضوء أخضر من أمانة جدة. في كل الأحوال أطلب التالي: إرسال شيء رسمي الى الامانة بصفة عاجلة اليوم قبل بكرة بكل ما حصل. والطلب منها التحقيق في الامر وإشعار كل من الحاكم الاداري بالمحافظة والإمارة ومقام الوزارة بذلك، وإخلاء مسؤولية المجلس البلدي مما حصل، وأطلب جلسة خاصة استثنائية بالمجلس على وجه السرعة لجميع أعضاء المجلس. د. خالد زين باجمال عضو المجلس البلدي رئيس اللجنة المالية: المنع يثير الشبهة لقد اطلعت على الخطاب المرفوع من عضو المجلس الأستاذ بسام الأخضر رئيس لجنة الخدمات بالمجلس، وبداية أقول إن الطريقة التي تعاملت به الأمانة مع الموضوع أزعجني، وهذا ليس بأسلوب التعامل الراقي الذي ينبغي أن يسود بين الأمانة والمجلس البلدي. وثانيًا: إن سعادة رئيس لجنة الخدمات حينما يقوم بمهام عمل لجنته فهو لا يمثل شخصه، بل هو يمثل مسؤولية جماعية للمجلس، حيث تم تكليفه برئاسة تلك اللجنة والاضطلاع بمهمامها من دور رقابي وإقراري من قبل المجلس، وعليه فإن ذلك التصرف من الأمانة بالرغم من الاتفاق المسبق حسب الاجتماع الذي تم، يعتبر إساءة للمجلس ككيان ولأعضائه جميعًا ومن ضمنهم معالي أمين محافظة جدة. ثالثًا: إن المنع من زيارة المردم يثير شبهة بوجود مخالفة إما إدارية أو مالية أو فنية، ومن واجبات المجلس الرقابية الوقوف على مثل هذه المشروعات للتأكد من الالتزام ببنود العقد المبرم، والاطمئنان من عدم وجود مخالفات أو شبهات، والأهم من ذلك هو تحقيق الهدف من وراء المشروع والمحافظة على بيئة صحية لأهالي جدة. وهذا المنع للمجلس من ممارسة دوره الرقابي يفضي إلى تحميل المسؤولية كاملة لأمانة جدة على الآثار المترتبة سواء القانونية أو الصحية والمساءلة المستقبلية بهذا الشأن من الجهات ذات العلاقة. عليه أقترح أن تتم زيارة المردم غدًا أو بعد غد قبل الإجازة، وعلى الأمانة أن تبلغ الشركة المسؤولة بهذه الزيارة للسماح لأعضاء المجلس بالإطلاع عن كثب عن المشكلة ومن ثم التنسيق مع الإدارة المختصة والمقاول المشرف على تشغيل المردم والشركة المسؤولة عن تغطية المردم، لإيجاد حل جذري وإجرءات محددة ضمن جدول زمني يتم اعتماده من قبل الأطرف المعنية بإشراف من المجلس البلدي. كما أطلب من سعادة رئيس المجلس مخاطبة الأمانة للاستفسار عن مبرراتها لمنع لجان المجلس من القيام بعملها الذي ضمنه لها النظام. م/ عبدالله تركستاني رئيس اللجنة المالية والإدارية بالمجلس
مشاركة :