يعتبر الذكاء الاصطناعي من أهم التوجهات الكبرى التي تصوع شكل اليوم والمستقبل، وأكبر التحولات التي يشهدها عالمنا الراهن والمستقبلي، للدفعة الهائلة التي وفرتها الآلة لمختلف جوانب الحياة، بدايةً من إنجاز الحسابات بسرعة عالية، إلى القيام بإنجاز العمليات واتخاذ القرارات والتنبؤات المستقبلية بما يعادل ذكاء الدماغ البشري، ذلك يتعلق بـ«تفوق الآلة» وللأثر الواضح الذي أحدثه العقل الآلي في مختلف مجالات الحياة، لا سيما في المجالات العلمية والتطبيقات التقنية، الذي يفوق تأثير المحرك البخاري أثناء الثورة الصناعية، ذلك يتعلق بالثورة الصناعية الرابعة التي أبرز معالمها الذكاء الاصطناعي. هذا يعني أن تأثير الذكاء الاصطناعي هذه الأيام أقوى من تأثير الثورات التكنولوجية السابقة، حيث أحدث التغير الجذري في حياة البشر بكل المجالات، بما فيها العمل الإبداعي من موسيقى وفنون تشكيلية وأدب، فبواسطة برمجيات خاصة دقيقة، بات من المقدور إنجاز الإبداع بشكل آلي، لما يمكن وصفه بـ«القوة الفائقة» أمام هذا التأثير الهائل للذكاء الاصطناعي، فلا عجب أن يكون هناك تنافس قوي بين الدول الرائدة اقتصاديا للتفوق العالمي في هذا المجال، وأن تعمل الشركات والدول عالميا للاستثمار فيه، تحت شعار مفاده «من يقود الذكاء الاصطناعي يحكم العالم» وما يهمنا هنا هو مواكبة السعودية لهذا التطور، وكيف يجب أن تسهم فيه، وما سنكون عليه في المستقبل من ناحية الاستفادة من منتجات الذكاء الاصطناعي، بأنظمة السيارات والتنقل والتعليم والاتصالات، وإنشاء الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، لا سيما وأن السعودية منحت الروبوت «صوفيا» الجنسية خلال مبادرة مستقبل الاستثمار، كأول روبوت في العالم يحصل على جنسية، في خطوة رمزية تجسد رغبة السعودية في الاستفادة القصوى من التطبيقات الواسعة في الذكاء الاصطناعي، وتوظيفها في مختلف القطاعات الحيوية. ماذا بعد؟ بقي القول: عالم اليوم والمستقبل هو عالم الذكاء الاصطناعي، الذي هو وليد رغبة الإنسان لتحقيق مقومات الرفاهية في جميع الجوانب. وفي ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي وسيادة التطبيقات التي يسرت حياة الإنسان وخدمته، تبرز فكرة «الذكاء الودود» التي اقترحها أحد الباحثين في هذا المجال، وتعني أن توظف الآلات المستقبلية لخدمتنا، أو أن تظل مساوية لنا، بدلا من أن تكون سيدا علينا.
مشاركة :